الحكاية الفلسطينية
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2005)
تشكّل الحكاية الفلسطينيّة تعبيرًا قصصيًّا تمارسه النساء. فالقصص الخياليّة التي تطوّرت على مرّ العصور تعالج القلق الحالي الذي يعانيه مجتمع الشرق الأوسط العربي، كما تعالج مسائلَ عائلية. وتقدّم الحكاية نقدًا للمجتمع من منظور النساء وترسم صورةً عن البنية الاجتماعيّة التي تتعلّق مباشرةً بحياة المرأة. فالعديد من القصص تصف المرأة تتعذّب من الحيرة بين الواجب والرغبة.
وتُروى الحكاية عادةً في المنزل في خلال السهرات الشتويّة في إطار مناسبات عفويّة وفرحة تحضرها مجموعاتٌ صغيرةٌ من النساء والأطفال. ونادرًا ما يحضر الرجال إلى هذه السهرات لأن ذلك يُعتبر غير ملائم. وتكمن القدرة التعبيرية للقصة في استعمال اللغة والتشديد على المقاطع والإلقاء والتغيير في مقام الصوت، بالإضافة إلى القدرة على لفت انتباه المستمعين ونقلهم بنجاح إلى عالم الخيال والأحلام. فتقنية القصة وأسلوبها يتّبعان تقاليدَ لغويّةً وأدبيّةً تميّزها عن باقي أنواع القصص الشعبيّة. فالقصص تُروى باللّهجة الفلسطينيّة الفلاحيّة أو المدنيّة. كل امرأة فلسطينية يفوق عمرها السبعين عامًا هي راوية حكايات تقريبًا. وتقوم بهذا التقليد بالأساس النساء المتقدّمات في السن. ومن الطبيعي أيضًا للفتيات والفتيان رواية القصص لبعضهم البعض بهدف التمرّن أو للتسلية.
بيد أن رواية الحكاية في تراجعٍ بسبب تأثير وسائل الإعلام التي تحثّ الأفراد في معظم الأحيان على النظر إلى عاداتهم الأصليّة على أنها متخلّفة وتافهة. وكنتيجة لذلك، تعمد النساء المتقدّمات في السن إلى تغيير شكل الروايات ومضمونها. ويشكّل التمزّق المتواصل في الحياة الاجتماعيّة في فلسطين بسبب الوضع السياسي الراهن تهديدًا آخر لاستمرار تقليد الحكاية.