تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية

تقرَّر إنشاء تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية عُقب دعوة وجهتها لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة طلبت فيها صياغة استعراض عام ودوريّ على مستوى منظومة الأمم المتحدة بشأن حالة موارد المياه العذبة (من حيث الكميّة والجودة) والآلية المتبعة لاستخدامها وإدارتها.

كان التقرير، في الفترة الممتدة من العام 2003 إلى العام 2012، يصدر كل ثلاث سنوات استناداً إلى نهج شامل. لكن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية قرّرت، بعد إجراء دراسة استقصائية عالمية لدى الجهات المعنية في العام 2012، اتباع إطار زمني جديد لتواتر إصدار التقرير ليصدر بعد ذلك على نحو سنويّ ليتناول في كل واحدة من إصداراته مواضيع متنوعة تتعلق بقضايا المياه الاستراتيجية. وتسهم القضايا التي يتناولها التقرير في إرساء أسس الاحتفال بيوم المياه العالمي الموافق 22 آذار/مارس من كل عام، وكذلك إثراء المناقشات التي تقام على مدار العام فيما يتعلق بقضايا المياه.

اعتمدت البلدان في العام 2015 خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة الـ 17. وتحثّ هذه الخطة العالمية والشاملة وغير القابلة للتجزئة جميع البلدان على اتخاذ إجراءات كفيلة بالارتقاء بمستوى معيشة البشر أينما كانوا. ويعتمد تحقيق عدد كبير من أهداف التنمية المستدامة على توفير قدر كافٍ من الماء العذب للجميع. وفي واقع الأمر، يمكن قياس مدى تقدّم أيّ بلد نحو بلوغ أهداف التنمية المستدامة جزئياً من خلال تقييم حالة المياه فيه.

ومن هذا المنطلق، يعدّ تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية إحدى لبنات مشروع تقييم عالميّ مستمر لقياس التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حدّدتها الأمم المتحدة. وينطوي كذلك في عداد الالتزامات والجهود المبذولة على صعيد المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول لمشاكل المياه في العالم، وهو جهد يعود إلى عقود خلت.

يهدف تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية إلى الإجابة على التساؤلات التي تراود المجتمع الدولي: ما هو الشوط الذي قطعناه نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟ وما الشوط الذي لا يزال يتعين علينا قطعه؟ ما الإجراءات التي يمكننا اتخاذها لجعل مسيرتنا أكثر يسراً وسرعة؟ يتناول التقرير بعينٍ فاحصة، في كنف هذا العالم الآخذ في التغيُّر، الإجراءات السابقة والتحديات الراهنة والفرص المستقبلية من أجل تزويد صناع القرار بمعلومات مستوفاة وموثوقة من شأنها المساهمة في تغيير طرق استخدامنا المياه.

تتمثل الغاية من إعداد تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية في إبقاء جميع المشاركين في صياغة وتنفيذ السياسات المتعلقة بالمياه واستراتيجيات الاستثمار والعاملين في قطاع المياه على جميع المستويات على اطلاع. على الرغم من أنّ التقرير يقدّم صورة عالمية واسعة، إلا أنه يولي تركيزاً خاصاً لوضع المياه في البلدان النامية، إذ بلغت الحاجة إلى تحسين البنية الأساسية وطرق إدارة المياه فيها أقصى مستوياتها. يهدف البرنامج العالمي لتقييم الموارد المائية، من خلال هذا التقرير، إلى تحديد مكامن الضعف لدى النّظم وعجزها، وتوفير المعلومات اللازمة لبناء القدرات بكفاءة وفعالية في جميع أنحاء العالم.

يضطلع البرنامج العالمي لتقييم الموارد المائية بدورٍ رياديّ في تعميم مراعاة المنظور الجنساني في جميع مشاريعه ومنشوراته على غرار التقارير العالمية عن تنمية الموارد المائية. وفي هذا السياق، أُنشئ الفريق الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين في العام 2010 من أجل مساعدة البرنامج في مراعاة المنظور الجنساني في إصداراته، ولا سيما في إطار التقارير العالمية عن تنمية الموارد المائية. ويتألف الفريق من مجموعة من الخبراء القادمين من مختلف أنحاء العالم ويضطلع بتقديم الإرشادات والملاحظات بشأن تعميم مراعاة المنظور الجنساني في منشورات البرنامج.