جهود اليونسكو في مجال التعليم العالي

مع التركيز على البلدان النامية، ولا سيما في أفريقيا، تدعم اليونسكو الجهود الوطنية لتعزيز الاندماج وتحقيق تنمية أكثر عدلاً واستدامة. وقد أعطت العولمة المتصاعدة زخماً جديداً للتعليم العالي. وتسهم هذه الجهود في تحقيق أجندة التعليم 2030 وخاصة الغاية 4-3 من الهدف 4 من التنمية المستدامة للتعليم.

إن العولمة المضطردة تعني أن التعليم العالي يتطور باستمرار للاستجابة لمتطلبات أسواق العمل المحلية والعالمية سريعة التغير؛ الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا التي توفر فرصاً متعددة للوصول إلى التعليم الجيد؛ توقع أن تقوم نظم ومؤسسات التعليم العالي بتزويد الخريجين بالمعرفة والمهارات والكفاءات للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كل هذا وضع ضغطاً على كل من مؤسسات التعليم العالي الحكومية التقليدية والقطاع الخاص حيث طالب المتعلمون المحتملون وغير التقليديين بفرص تعلم مستمرة ومتنوعة وبرامج دراسية والوصول إلى برامج التعليم العالي لإعادة المهارات والتكيف للتغييرات في مكان العمل. في هذا السياق، تعد أنظمة ضمان الجودة والاعتماد ضرورية وتحتاج إلى أطر معيارية وسياسية قوية.

تطور اليونسكو وترصد النصوص المعيارية؛ تنتج المعرفة والمعلومات؛ تعزز تبادل المعرفة بين الدول والمجتمعات بشكل عابر للحدود؛ تسهل حوار السياسات؛ تعزز وتدعم القدرات البحثية المجددة في مؤسسات التعليم العالي وتساهم في تعزيز القدرات الوطنية. وتعمل أيضاً على تيسير تبادل الممارسات الجيدة والمناهج المبتكرة المؤكدة لتوسيع نطاق الوصول والإنصاف إلى التعليم العالي، وإصلاح المناهج الدراسية لتلبية احتياجات أسواق العمل المتغيرة والتنمية المستدامة، ومعالجة التعليم الرقمي الجديد والتربية بصورة عامة.

تعمل المنظمة مع الأطراف المعنية في مجال التعليم العالي في الدول الأعضاء (بما في ذلك واضعو السياسات ومؤسسات التعليم العالي والكليات والباحثون والطلاب وأصحاب العمل والهيئات الاقتصادية الإقليمية) لتقديم المشورة بشأن قضايا السياسات. ترتكز اليونسكو في عملها على نهج حقوق الإنسان وتستخدم الأدوات المحددة الرئيسية مثل الاتفاقيات الإقليمية والعالمية والإعلانات المتعلقة بالمسائل ذات الصلة مثل التعليم الرقمي والموارد التعليمية المفتوحة وأطر العمل والأطر المرجعية والمبادئ التوجيهية مع توصيات محددة مثل المبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتوفير الجودة في التعليم العالي عبر الحدود.

كجزء من هذه الاستجابة، تقوم اليونسكو بتطوير اتفاقية عالمية للاعتراف بمؤهلات التعليم العالي لزيادة تسهيل التنقل الأكاديمي وتحسين الجودة وتعزيز التعاون الدولي في التعليم العالي. في الوقت نفسه، تعمل اليونسكو على خلق ثقافة لضمان الجودة في جميع البلدان من خلال دعم الوكالات الحالية والمستقبلية المكرسة لها. وبالتالي، عقدت اليونسكو اجتماعات إقليمية لتنظيم مؤتمر دولي لضمان الجودة في عام 2018.

فيما يتعلق بالتعليم الرقمي، تحلل اليونسكو الاتجاهات والمعرفة والبيانات. تساهم المنظمة في تبادل المعلومات لدعم برامج التعليم العالي الفعالة عبر الإنترنت وتحديد الممارسات الجيدة خاصة فيما يتعلق بالموارد التعليمية المفتوحة، بما في ذلك إرشادات دول الكومنولث في المصادر التعليمية المفتوحة: السياسة والتكاليف والتحول؛ والإرشادات حول الموارد التعليمية المفتوحة في التعليم العالي.

من خلال برنامج كراسي اليونسكو التابع لبرنامج توأمة الجامعات وربطها الشبكي، تتعاون اليونسكو مع مؤسسات التعليم العالي لتعزيز التعليم والتعلم والبحث الذي يدعم تطوير مجتمعات المعرفة المستدامة.