عن المبادرة
عن المبادرة
مع تسارع وتيرة تغير المناخ، تتجلى هشاشة كوكبنا بوضوح متزايد. ويدفع استمرار أوجه عدم المساواة، والتفكك الاجتماعي، والتطرف السياسي بالعديد من المجتمعات إلى حد نشوء الأزمات. أما التقدم المحرز في الاتصالات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا البيولوجية فينطوي على إمكانات كبيرة إلا أنه يثير شواغل أخلاقية وإدارية جدية، ولا سيما أنَّ وعود الابتكار والتغيير التكنولوجي لها سجل غير متكافئ من حيث الإسهام في ازدهار البشر.
الرؤية
تمثل المعرفة والتعلم أعظم الموارد المتجددة التي تمتلكها البشرية لمواجهة التحديات ولابتكار البدائل. بيد أن التعليم يتجاوز الاستجابة لمتطلبات العالم المتغير، فالتعليم يحدث التحول في العالم.
واستشرافاً لعام 2050 وما بعده، ترمي مبادرة " مستقبل التربية و التعليم: تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" إلى إعادة تصور الطريقة التي يمكن أن يسهم من خلالها التعليم والمعرفة في الصالح العام العالمي.
الغاية
ستحشد هذه المبادرة العديد من السبل الغنية لتكوين الذات واكتساب المعارف بغية تعزيز الذكاء الجماعي للبشرية. وتعتمد هذه المبادرة على عملية تشاورية مفتوحة وواسعة النطاق تشمل الشباب والمربين والمجتمع المدني والحكومات وقطاع الأعمال والجهات المعنية الأخرى. وستضطلع لجنة دولية رفيعة المستوى مؤلفة من قادة فكر من ميادين متعددة ومن مختلف المناطق في العالم بتوجيه هذه العملية. وستنشر اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١ تقريراً يرمي إلى مشاركة رؤية استشرافية بشأن المصير المحتمل للتعلم والتعليم، وتوفير خطة بشأن السياسات العامة. وستحفّز مبادرة "مستقبل التربية و التعليم : تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" إجراء مناقشة عالمية بشأن الطريقة التي يمكن أن ترسم بها المعرفة والتعلّم ملامح مستقبل البشرية وكوكب الأرض.
Timeline
المسائل الأساسية
لا يستخدم هذا المشروع مفهوم "المستقبل"، في صيغة المفرد، وإنما "آفاق المستقبل" بغية الاعتراف بوجود تنوع ثري في سبل اكتساب المعرفة وتكوين الذات في جميع أنحاء العالم. ويفيد استخدام صيغة الجمع أيضاً في الإقرار بأن هناك أبعاداً متعددة للمستقبل وأنه من المحتمل أن يكون هناك آفاق متنوعة للمستقبل منها ما هو مستحسن وما هو غير مستحسن، وستختلف كل هذه الآفاق اختلافاً كبيراً تبعاً لهويتك ولموقعك. فبدلاً من محاولة رسم مستقبل واحد، يقر التطلع إلى آفاق المستقبل في صيغة الجمع بوجود آفاق مستقبل متعددة وممكنة ومستحسنة للبشرية على كوكبنا المشترك.
وتتناول مبادرة اليونسكو مستقبل التربية والتعليم أيضاً مفهوم المستقبل بوصفه حيزاً للتصميم الديمقراطي يرتبط بالماضي والحاضر من غير أن يقتصر عليهما. وتستند إلى تحليل محدد الغرض وقائم على الأدلة للاتجاهات السائدة، الذي يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على التحديات والفرص المتوقعة. وسيُستكمل ذلك بوضع آليات تشاركية لتصور آفاق جديدة ممكنة مستقبل التربية والتعليم. وستجمع المشاورات التي ستجري في مناطق عدة في جميع أنحاء العالم، و من خلال طرائق مختلفة، رؤى وتطلعات طائفة واسعة من الجهات المعنية لديها إدراك مشترك لضرورة ترسيخ ابتكار المستقبل وتولي زمام أموره على الصعيد المحلي ومناقشتهما على الصعيد العالمي.
ويأخذ هذا المشروع بنهج سلس وتكراري وجماعي لبناء آفاق المستقبل. ويتمثل الهدف من ذلك في إثارة المناقشات والعمل فيما يتعلق بدور التعليم والمعارف والتعلم في رسم الآفاق المتوقعة والممكنة والمستحسنة لمستقبل البشرية وكوكب الأرض
يشير مفهوم "تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" إلى فلسفة تعليمية ونهج تربوي ينظر إلى التعلّم على أنه عملية تفتّح متواصلة تستمر مدى الحياة. فإن تفكير المرء في "أن يصبح الإنسان الذي يريد" هو استحضار منحىً فكري يشدد على القدرات الكامنة ويرفض الحتمية ويعبر عن الانفتاح على ما هو جديد.
ويستحضر مفهوم "تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" أيضاً ضرورة تطوير القدرة على تصور حياة جيدة ومثمرة. فقد يظهر المستقبل، في نظر الكثيرين الذين يعيشون في ظروف الفقر والاستبعاد والنزوح والعنف، في جميع أنحاء العالم، على صورة مجموعة من الإمكانات المتقلصة أكثر مما يظهر على صورة عالم من الآمال والوعود. فحين تخيب تطلعات البشر، يصبح العالم في حالة معاناة.
ونظراً إلى ما نشهده من تغيرات ناجمة عن أنشطة البشر في كوكبنا ومن إمكانيات حدوث تحولات جوهرية في التنظيم الاجتماعي والوعي البشري والهوية الإنسانية، يتعين على البشر إيلاء السؤال التالي الاهتمام: أيَّ إنسان تريد أن تصبح؟ فالمعرفة والتعلم يقعان في صميم التحولات التي تجري في عقول البشر وفي المجتمعات. ويدعونا شعار "تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" إلى أن نبلغ ما لم نبلغه من قَبل.
يمثل التعليم عنصراً أساسياً من عناصر خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وعلى الرغم من اتساع نطاق هذه الالتزامات العالمية والإنجازات المنشودة، فإنه لا تزال هناك حاجة ماسّة إلى التطلع إلى ما وراء هذا الأفق السريع التقدم. ومع أن إعلان إنشيون: التعليم حتى عام ٢٠٣٠، وإطار العمل المرتبط به يرسمان خريطة طريق لإحداث تحوّل في النظم التعليمية ويؤكد الالتزام الأساسي بالإدماج والإنصاف، فإنه لا يزال يتعين علينا أن نتساءل عمّا قد يؤول إليه التعليم وعما يتيح لنا التعليم أن نكون. وتمتد مبادرة اليونسكو مستقبل التربية و التعليم إلى عام 2050 وما بعده من أجل التنبؤ بآفاق المستقبل الأقرب والأبعد على حد سواء، ورسم ملامح هذه الآفاق.
تقارير اليونسكو العالمية بشأن التعليم
على درب اليونسكو
يمثل تقرير " مستقبل التربية و التعليم : تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" التقرير الأخير من سلسلة تقارير عالمية أُعدت بتكليف من اليونسكو لمواجهة التحديات التي يحملها المستقبل في طياته والحث على التغيير وإصدار توصيات بشأن السياسات العامة في مجال التعليم.
وقد أُعدَّ أول هذه التقارير وهو تعلم لتكون: عالم التربية اليوم وغداً في الفترة ١٩٧١-١٩٧٢، وتولت إعداده لجنة ترأسها إدغار فور، رئيس الوزراء السابق ووزير التربية السابق في فرنسا. وحذر تقرير تعلّم لتكون من مخاطر عدم المساواة والحرمان والمعاناة، وشدد على سمات التعليم العالمية. ودعا تقرير فور إلى مواصلة نشر التعليم وإلى الأخذ بالتعليم مدى الحياة.
وأعدّت في الفترة ١٩٩٣-١٩٩٦ لجنة دولية ثانية بقيادة جاك ديلور، الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية ووزير الاقتصاد والمالية الفرنسي السابق، تقريراً صدر بعنوان: التعلّم: ذلك الكنز المكنون. ومضى هذا التقرير قدماً في التشديد على أهمية اتباع نهج إنساني في التعليم ووضع "دعائم التربية الأربع"، وهي:"التعلم من أجل أن تعرف، التعلم من أجل أن تفعل، التعلم من أجل أن تكون و التعلم من أجل العيش المشترك".
ومن بين منشورات اليونسكو الهامة الأخرى بشأن التعليم في السنوات اللاحقة يُذكر تقرير عام ٢٠١٥ المعنون "إعادة التفكير في التربية والتعليم: نحو صالح عام عالمي؟" والذي اقترح إعادة التفكير في التعليم والمعرفة باعتبارهما صالحاً عاماً عالمياً.
Shaping global priorities for the future
UNESCO’s Futures of Education initiative also contributes to the #ShapingOurFuture dialogue that is taking place on the occasion of the 75th anniversary of the United Nations. Please also join this year of dialogue by completing this UN75 survey.