الفضاء الثقافي "للسوسو بالا"
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2001)
يُنظر إلى آلة سوسو بالا الإيقاعيّة على أنّها رمز الحريّة والتماسك في أسرة المانديغ Mandingue وهي منتشرة بشكلٍ كبير عبر الأراضي التي كانت في الماضي ملكاً لمملكة مالي. وكانت الآلة في الماضي ملك الملك سوماورو كانتي Sumaoro Kanté الذي كان يعزف عليها وقد تبّوأ عرش المملكة في أوائل القرن الثالث عشر. وساهم العزف على الآلة في نقل القصائد الملحميّة عبر القرون وخصوصاً ملحمة سونجاتاSunjata التي تضمّ أناشيد التمجيد لباني مملكة مالي.
وهذه الآلة أشبه بإكسليفون وتبلغ من الطول 1.5 أمتار وتتألّف من 20 ضلع مُقسّم على فروع مختلفة الطول وفي كلّ منها عدد من الفروع الثابتة المتعددة. وبحسب القصص المكتوبة والمقروءة، كان البالافون إمّا من صناعة الملك نفسه أو هديّة من جنّ. وكانت آلة سوسو بالا الأصليّة معروضةً في كوخ من الطين دائري الشكل إلى جانب أغراض تاريخيّة ومقدّسة في مدينة نياغاسولا Nyagassola شمال غينيا، وهي منطقة تحتلّها أسرة دوكالاDökala وموسيقيو كواتيKouyaté في نياغاسولا. وبالاتيغي Balatigui وهو شيخ العائلة هو الذي يحمي الآلة وهو الوحيد الذي يجوز له أن يعزف على سوسو بالا في المناسبات المهمّة مثل عيد رأس السنة الهجريّة والمآتم. كما أنّه المسؤول عن تعليم العزف على الآلة للأطفال في سنّ السابعة وما فوق.
ويُنظر إلى الانخفاض التدريجي في عدد الطلاّب الناجم عن النزوح من الريف على أنّه أحد ابرز نواحي التهديد لاستمرار هذا التقليد الموسيقي. ومن العوامل الإضافيّة هشاشة البنية التحتيّة والظروف المعيشيّة الصعبة في نياغاسولا. ولكنّ بالاتيغي وغيره من أفراد أسرة دوكالا والذين لا زالوا يحتلّون موقعاً مهمّاً في مجتمع منديغ قد تعهّدوا نقل معرفتهم ومهاراتهم إلى عازفي المستقبل.