<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 04:43:18 Dec 05, 2020, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
News

التمييز والوصم المرتبطان بجائحة كوفيد-19: ظاهرة عالمية؟

25/05/2020
03 - Good Health & Well Being
16 - Peace, Justice and Strong Institutions

أثارت جائحة كوفيد-19 سلسلة من الأعمال التمييزية في جميع القارات، مستهدفة مختلف الفئات. وفي هذا المقال، تعرِض عشرة من كراسي اليونسكو الجامعية المعنية بحقوق الإنسان والإدماج الاجتماعي، تصوراً عن الشكل الذي تظهر فيه هذه الظاهرة العالمية في بلادهم.

وهذا المقال ليس شاملاً، وإنما الغرض منه المساعدة على بيان تعدد الأشكال التي يمكن أن يتخذها التمييز والوصم المرتبطان بجائحة كوفيد-19 في ظلّ ظروف مختلفة، وذلك من خلال عرض تجارب محلية أبلغت عنها كراسي اليونسكو الجامعية. وستحتاج الاستجابات لكي تكون فعالة، إلى التعامل مع خصوصية كل ظاهرة على حدة، متصدية بوجه خاص إلى أنماط الاستبعاد ذات الجذور العميقة.

أشار الأمين العام للأمم المتحدة في المذكرة التوجيهية بشأن جائحة كوفيد-19 وحقوق الإنسان، إلى أنه منذ تفشي الجائحة، "تسبب عدم الاستقرار والخوف الذين ولّدتهما هذه الجائحة في تفاقم الشواغل القائمة أصلاً والمتعلقة بحقوق الإنسان، مثل التمييز ضد بعض الفئات". وأفاد أيضاً كلٌ من المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية، إي. تيندايي أشيومي، والمقرر الخاص المعني بقضايا الأقليات، فرناند دي فارين، بارتكاب اعتداءات مرتبطة بالجائحة، بحق الأقليات في العالم. ويبدو أنّ الأعمال التمييزية التي ذكرتها الصحف وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد هذه الظاهرة العالمية، على الرغم من شح البيانات المتاحة عنها. وتبيّن المعلومات الواردة من كراسي اليونسكو الجامعية العشر بشأن تأثير الجائحة في الفئات الضعيفة، كيفية تأثر البلدان التي تنتمي إليها هذه الكراسي الجامعية.

تفشي جائحة كوفيد-19 عزز استهداف "الآخرين"

تختلف أنماط الضحايا من بلد إلى آخر، ولكن يبدو أن هناك قاسماً مشتركاً بين الأعمال التمييزية المرتكبة في أثناء هذه الجائحة، ففي أغلب الأحيان يكون "الآخر" هو المستهدف، أي الأجنبي أو من ينتمي إلى أقلية إثنية أو ثقافية وما إلى ذلك من أنماط.

وقد كان الآسيويون والمنحدرون من أصول آسيوية، أكثر من عانى من التمييز خلال المرحلة الأولى لانتشار العدوى، فكثيراً ما كانوا يُستهدفون لأنهم تسببوا بتفشي الجائحة وانتشارها. وقد ذكرت كراسي اليونسكو الجامعية في إيطاليا وإسبانيا واليونان والدانمرك وهولندا في تقاريرها، أنّ الأعمال التمييزية اتخذت أشكال الاعتداءات اللفظية في الأماكن العامة، وحملات التشهير على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقاطعة الأنشطة التجارية، وفي بعض الأحيان، وصلت إلى حد وجود صعوبات في الانتفاع بالمؤسسات التعليمية.

وفي بعض الحالات، امتدت الأعمال التمييزية لتشمل فئات أخرى، فقد أفاد كرسي اليونسكو الجامعي للتعليم من أجل العدالة الاجتماعية في جامعة مدريد المستقلة، باستهداف جماعات الروما في شمال إسبانيا، بسبب زعم أنهم أول من أصيب بعدوى كوفيد-19.

وكذلك، أفاد كرسي اليونسكو الجامعي في مجال تعزيز ثقافة السلام واللاعنف في أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في الهند، بأنّ الطوائف المسلمة، التي تمثل أكبر الأقليات في الهند، تعرضت لاعتداءات وأشكال أخرى من التمييز في أثناء تفشي الجائحة، وبدأت هذه الاعتداءات عندما زُعم اقتران انتشار الفيروس بتجمع عُقد في آذار/مارس لجماعة التبليغ في الهند.

التمييز والوصم يتخذان أشكالاً جديدة مع تطور الجائحة

لوحظ تطور التمييز في العديد من الأماكن على التوازي مع تطور الجائحة، كما لوحظ استهداف فئات جديدة بهذا التمييز مع مرور الوقت، ففي البداية، استُهدف الأشخاص الذين اعتُبروا خطأً أنهم سبب تفشي المرض، ولكن الخوف من الإصابة بالعدوى، أدى بالتدريج إلى الاعتداء على الأشخاص، الذين اعتُبروا لأسباب مختلفة، أنهم معرضون بصورة خاصة للإصابة بالفيروس.

وجاء في اقتباس عن كرسي اليونسكو الجامعي المعني بالإسكان في جامعة روفيرا وفيرجيلي في تاراغونا بإسبانيا، أنّ المستهدفين بالاعتداءات التمييزية تغيروا بمرور الأسابيع، "مع بروز نوع آخر من الوصم نتيجة الخوف من الإصابة بالعدوى". وقد نتج عن هذا الخوف، في بعض الحالات، تهديد العاملين في المجال الصحي والعاملين في السوبرماركت لأنهم كانوا معرضين لخطر التقاط العدوى في أماكن عملهم. وأفاد كرسي اليونسكو الجامعي لتسوية النزاعات في جامعة قرطبة، على سبيل المثال، بأنّ المجتمعات المحلية طالبت المهنيين العاملين في المجال الصحي بعدم العودة إلى منازلهم لتفادي نقلهم العدوى إلى جيرانهم. وفي حالات أخرى، أدى الخوف من العدوى إلى ارتكاب الاعتداءات التمييزية والوصم بحق المشردين، الذين لا يستطيعون الامتثال للحجر الصحي ولا تطبيق التدابير الوقائية الأخرى بسبب ظروفهم الصعبة.

ويبدو أن جميع هذه الحوادث تؤكد أنه في وقت الأزمات والغموض الكبير، وخصوصاً إذا كان بحجم الأزمة التي نعيشها اليوم، يميل الناس إلى البحث عن كبش فداء لتفريغ شعورهم بالإحباط والقلق والخوف.

مكافحة الوصم من خلال تعزيز التضامن والتوعية

عند ازدياد تفشي الجائحة، دعت المنظمات الدولية والإقليمية الدول إلى التضامن، ليس من أجل التصدي لحالة الطوارئ الصحية وحسب، وإنما من أجل التعامل مع تبعاتها أيضاً، ولا سيما على أشد الفئات ضعفاً.

واتخذت عملية التصدي في العديد من البلدان، شكل حملات أطلقتها السلطات الوطنية والمحلية والمجتمع المدني في وسائل الإعلام الجماهيري؛ وكان لهذه الحملات هدفان، وهما الدعوة إلى تضامن المواطنين مع بعضهم البعض، والمساهمة في تغيير موقفهم حيال الفئات المعرضة للتمييز في سياق معين، وبناء عليه، يتحول التصدي للأحكام المسبقة لتدخل رئيسي، إلى جانب التدابير الأخرى الرامية إلى تقديم الدعم المالي أو إلى تحسين انتفاع الفئات المحرومة بالخدمات الأساسية.

وأفادت كراسي اليونسكو الجامعية المشاركة في هذه الدراسة الاستقصائية بوجود العديد من المبادرات المشابهة في بلدانها. وتجدر الإشارة إلى إنشاء المواطنين شبكاتٍ للدعم والتضامن، وقد ذكرت كراسي اليونسكو الجامعية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد وفي جامعة روفيرا وفيرجيلي في تاراغونا وفي جامعة فلورنسا، أنّ هذه الشبكات "تضطلع بدور رئيسي في الوقاية من الوصم الاجتماعي والتمييز الإثني المرتبطين بالفيروس، والحد من تأثيرهما".

وأفاد كرسي اليونسكو الجامعي في مجال التربية من أجل حقوق الإنسان والسلام والديمقراطية في جامعة أرسطو في ثيسالونيكي، بأنّ المنظمات غير الحكومية الوطنية والمنظمة الدولية للهجرة في اليونان، الذي ارتفعت فيه أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء إلى حدٍّ كبير منذ عام 2015، أطلقت حملات تدعو فيها المواطنين إلى تقديم الدعم للاجئين.

انظر أيضاً:

أُعد هذا المقال بمساهمات من كراسي اليونسكو الجامعية التالية:

  • كرسي اليونسكو الجامعي للتعليم من أجل العدالة الاجتماعية في جامعة مدريد المستقلة (إسبانيا)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي المعني بالإسكان في جامعة روفيرا وفيرجيلي في تاراغونا (إسبانيا)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي في مجال الحقوق الثقافية في جامعة كوبنهاغن (الدانمرك)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي في مجال التربية من أجل حقوق الإنسان والسلام والديمقراطية في جامعة أرسطو في ثيسالونيكي (اليونان)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي في مجال حقوق الإنسان والسلام في جامعة ماستريخت (هولندا)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في جامعة بادوفا (إيطاليا)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي المعني بالسكان والهجرة والتنمية في جامعة سابينزا في روما (إيطاليا)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي الجامع للتخصصات في مجال التنمية البشرية وثقافة السلام في جامعة فلورنسا (إيطاليا)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي في مجال تعزيز ثقافة السلام واللاعنف في أكاديمية مانيبال للتعليم العالي (الهند)؛
  • كرسي اليونسكو الجامعي المعني بثقافة السلام والتربية في جامعة لوخا التقنية الخاصة (إكوادور).