<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 23:30:58 Dec 05, 2020, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

التزام اليونسكو تجاه التنوع البيولوجي

يعد التنوع البيولوجي بمثابة نسيج كوكبنا الحيّ. فهو يدعم رفاه الإنسان في الحاضر والمستقبل، ويهدد تدهوره السريع الطبيعة والناس في آن معاً. فوفقاً للتقارير الصادرة في عام 2018 عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES)، فإن العوامل الرئيسية التي تؤجج تدهور التنوع البيولوجي على مستوى العالم هي تغير المناخ والأجناس الغازية والدخيلة والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والتلوث والتحضر.

والمقصود بتدهور وفقدان التنوع البيولوجي هو انخفاض عدد الكائنات وانقراضها وانكماش التنوع الجيني واختفائه، وتدهور النظم الإيكولوجية. ويهدد فقدان التنوع الحيوي الإسهامات الحيوية التي تقدمها الطبيعة للبشرية، وهو ما يمسّ الاقتصادات وسبل العيش والأمن الغذائي والتنوع الثقافي وجودة الحياة، ويمثّل تهديداً كبيراً للسلم والأمن العالميين. ويؤثر فقدان التنوع البيولوجي أيضاً بشكل غير متناسب في الفئات الأكثر ضعفاً مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة عدم المساواة.

ومن أجل درء هذا التدهور أو نشوء اتجاه معاكس له، فمن الضروري إحداث تغيير في الأدوار التي يؤديها البشر وكذلك في تصرفاتهم وعلاقاتهم مع التنوع البيولوجي. وبالفعل، هناك العديد من الحلول لوقف تدهور التنوع البيولوجي أو إنشاء اتجاه معاكس له. فقد لاحظت شبكات اليونسكو وبرامجها وشركاؤها المتنوعون بذور التغيير الإيجابية والملهمة في شتّى أنحاء العالم. وعلاوة على ذلك، تدعم اليونسكو الدول الأعضاء وشعوبها في جهودهم لوقف فقدان التنوع البيولوجي من خلال فهم التنوع البيولوجي وتقديره وصونه واستخدامه على نحوٍ مستدام.

 

تدعم مساهمة اليونسكو الفريدة في الحفاظ على التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام والعادل عمل المنظمات الأخرى ووكالات الأمم المتحدة المنخرطة في هذا المجال على الصعيدين الدولي والمحلي بل وتُكمِّله. ويرتكز دورها على عدد من مكامن القوة الرئيسية، هي:

  • تدعم اليونسكو دراسة ورصد التنوع البيولوجي في المحيطات والمناطق القاحلة والجبال والأراضي الرطبة والنظم الزراعية، بالإضافة إلى الاستشعار عن بعد لمواقع التراث العالمي ولمحميات المحيط الحيوي و للحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو، كما تدعم العمل في مجال التكنولوجيا الحيوية وما يتصل بها من جهود بناء القدرات.
     
  • تلتقي قدرة اليونسكو ودورها في تعبئة الحوار ليكونا بمثابة وسيط محايد يتسلح بمنظورٍ شامل يجمع بين الخبرة في العلوم الطبيعية والاجتماعية والثقافة والتعليم والاتصال.
     
  • وتصون صكوك اليونسكو المعيارية مواطن التنوع البيولوجي الأكثر استثنائية على كوكبنا، وتدرك تأصل العلاقات بين البشر والثقافة والطبيعة، ومن بينها الاتفاقيات الحكومية الدولية التي تعتزم الحفاظ على التراث المادي وغير المادي وصونه.
     
  • تمتلك اليونسكو ولاية متعددة التخصصات تشمل التعليم والتوعية العامة بشأن التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة. وتركز على الروابط بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، والجوانب المجتمعية والقضايا الأخلاقية.
     
  • لليونسكو سجل إنجازات هام في النهوض بعلم التنوع البيولوجي من خلال العمل الرائد في تطبيق العلوم البيئية على النظم الإيكولوجية ومحميات المحيط الحيوي والمشاريع المتعلقة بالتنوع البيولوجي وبناء القدرات والتقييمات العلمية وموجزات السياسات لمساعدة صنّاع القرار. 
     
  • وتحشد اليونسكو معرفة ودراية وممارسات المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية لدعم إدماجهم في صنع القرارات المتعلقة بالبيئة، وخاصةً فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي والتغير المناخي، وذلك من خلال مشروع نظم المعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية (LINKS)، الذي يهدف إلى بناء حوار بين أصحاب المعارف من السكان الأصليين وعلماء الطبيعة وعلماء العلوم الاجتماعية، ومدراء الموارد وصناع القرارات من أجل تأمين دور فعال ومنصف للمجتمعات المحلية في إدارة الموارد.
     
  • تدعم اليونسكو نهج تحويلية جنسانية وتراعي المنظور الجنساني في حفظ التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة وتعزيز الحصيلة المعرفية المتوفرة لدى المرأة عن حفظ التنوع البيولوجي.
     
  • وتطور اليونسكو وسائل المعلومات والاتصالات وتعمل مع وسائط الإعلام الإذاعية دعماً للتعليم بشأن التنوع البيولوجي.

 

وقف فقدان التنوع البيولوجي هو أحد أهداف التنمية المستدامة (الهدف 15 - (15 الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكل أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ويعد كل من الحفاظ على مرونة النظم الإيكولوجية والحفاظ على التنوع البيولوجي في كوكبنا أمرين أساسيين من أجل القضاء على الفقر، و الارتقاء بصحة الإنسان ورفاهه.

ولا يعد التنوع الحيوي أساسياً فقط من أجل عمل النظم الأرضية على نحوٍ سليم، وإنما هو عنصرٌ أساسيّ في توفير خدمات النظم الإيكولوجية الهامة للغاية لصون كرامة الإنسان ورفاهه.

وتشمل خدمات النظام البيئي القائمة على التنوع البيولوجي توفير مياه الشرب والأغذية والألياف وخصوبة التربة وصيانة بنك البيانات الوراثي للتنوع البيولوجي وتنظيم المناخ والقيم الترفيهية والجمالية، من بين أمورٍ أخرى. ويرتبط التنوع البيولوجي والتنوع الزراعي ببعضهما بعضاً بشكلٍ معقد.

ويمنحنا التنوع بالعالم المرونة للتكيُّف مع التغيير، بما في ذلك تغير المناخ. ولذلك، فإن التنوع البيولوجي يمثل الأساس لمعظم أهداف التنمية المستدامة. ويهدد ضياعه الأمن والسلام.

 

يعد تغير المناخ محركاً رئيسياً لاضمحلال التنوع البيولوجي. وتؤثر التغيرات في درجة حرارة الغلاف الجوي وهطول الأمطار وتحمض المحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر وطبيعة بعض الظواهر المتطرفة تأثيراً سلبياً في التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي. وعلاوةً على ذلك، يؤدي تغير المناخ إلى تضخيم تأثيرات العوامل المحرِّكة الأخرى مثل تدهور الموائل والتلوث والأنواع الأحيائية الغازية أو الدخيلة والاستغلال المفرط وتشرّد السكان والهجرة. ويؤدي فقدان التنوع البيولوجي أيضًاً إلى تسريع وتيرة عمليات تغير المناخ، إذ تميل قدرة النظم البيئية المتدهورة على استيعاب وتخزين ثاني أكسيد الكربون إلى الانخفاض، وهو ما يقلل من خيارات التكيف المتاحة. ولهذا السبب، تتحمل البشرية مسؤولية عالمية لمواجهة هذين التحديين وما بينهما من تفاعلات.

  • اضمحلال التنوع البيولوجي حقيقة يجب مجابهتها. ويعد تغير المناخ محركاً رئيسياً وله تأثير تآزري مع تدهور الأراضي والنمو السكاني لتسريع فقدان التنوع البيولوجي.
  • يساهم الحفاظ على التنوع البيولوجي في تحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية باريس لعام 2015
  • وقف فقدان التنوع البيولوجي أمر ضروري للتخفيف من آثار تغير المناخ وتحقيق تنمية مستدامة قادرة على إحداث التغيير.
  • تعتمد الهجرة البيئية الحالية والمستقبلية إلى حد كبير على تنفيذ استراتيجيات التكيف في المناطق المعرضة للخطر بالاقتران مع الجهود المبذولة للتخفيف من آثار التدهور البيئي وتغير المناخ.

وتماشياً مع استراتيجية عمل اليونسكو بشأن تغير المناخ (2018 - 2022)، تقدم المنظمة خدمات البيانات والمعلومات المناخية بشأن الأمن المائي وعلوم الأرض والتنوع البيولوجي والمحيط من خلال البرنامج الهيدرولوجي الدولي الحكومي (HIP)، والبرنامج الدولي لعلوم الأرض والحدائق الجيولوجية (IGGP)، وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB)، واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، وبرنامج إدارة التحولات الاجتماعية (MOST)، وبرنامج نظم المعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية (LINKS)، واتفاقية التراث العالمي.

وتضمن ثمار هذه الجهود المشتركة بين هذه البرامج تعزيز قاعدة المعرفة المتعددة التخصصات بشأن تغير المناخ. وتقر اليونسكو أيضاً أهمية المعرفة والتنوع الثقافي وتعززهما لكونهما محركان حاسمان للتحول المجتمعي والقدرة على الصمود اللازمين للاستجابة لتغير المناخ.