<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 15:01:38 Dec 05, 2020, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

شريفة أوزاتا: للشباب دور رئيسي في حماية التراث

23/06/2016

مع اقتراب موعد الدورة الأربعين للجنة التراث العالمي، سيعقد اجتماع منتدى الشباب للتراث العالمي في العاصمة التركية اسطنبول في الفترة بين 29 حزيران/ يوليو و 12 تموز/ يونيو 2016. حيث يعتبر منتدى الشباب للتراث العالمي واحدا من أهم النشاطات الرئيسة التي ينظّمها برنامج التعليم في مجال التراث الثقافي الذي يهدف بدوره إلى التوعية بالثقافات المختلفة وتعزيز التبادل الثقافي عن طريق جمع الطلاب والمعلمين من جميع أنحاء العالم. شريفة أوزاتا، الناشطة التركية في مجال التراث العالمي تطلعنا على كل تفاصيل هذا الاجتماع العالمي للشباب في المقالة التالية:

 ولدت في أحضان واحد من مواقع التراث العالمي: إقليم كبادوس، مهد الحضارة، ولم يكف والداي عن ترديد هذه العبارة على مسامعنا "إذا نسيتم ماضيكم، لن يكتمل مستقبلكم". أثار وجودي في هذه الأجواء تساؤلاتي بشأن "واجبنا في حماية التراث ونقله إلى الأجيال القادمة" كما ازداد وعيي بأهمية حمايته منذ نعومة أظافري.

وقد التحقت بكلية الهندسة المعماريّة في جامعة يلدز التقنيّة في اسطنبول والتي تعد من أقوى الجامعات التركيّة. وفي إطار دراستي الجامعيّة، شاركت في برنامج تبادل طلابي وذهبت إلى اسبانيا. وبفضل هذه التجربة، أدركت قيمة التراث وتحديات حمايته في مناطق مختلفة حول العالم. وقد تنقلت بين ثلاث مدن مختلفة تقدّم كل منها مثالاً على التراث التاريخي ما زاد وعيي بأهمية حماية التراث.

دور الأشخاص ذوو الكفاءة في زيادة وعي الشباب بضرورة حماية التراث

وعليه نمت في داخلي مسؤولية حماية التراث ولكنني وقفت في بادئ الأمر عاجزة عن القيام بأي شيء نظراً لصغر سنّي ونقص الكفاءات اللازمة لتوجيه الشباب نحو اكتشاف طاقاتهم الكامنة وتوظيفها لتحقيق هذه الغاية.  ولكن سرعان ما سمحت لي الفرصة بتطبيق أفكاري بشأن حماية التراث عندما بدأت دراساتي العليا في جامعة يلدز عام 2012 إلى جانب عملي كباحثة مساعدة في الجامعة نفسها. وهناك عملت مع البروفيسورة غورون أرون، رئيسة اللجنة العلمية الدولية لتحليل وصيانة التراث المعماري. حيث أمضت البروفيسورة غورون سنين طويلة في دراسة آليات حماية التراث التاريخي وكيفية نقله إلى الأجيال القادمة نقلاً آمناً. وساهمت مع غيرها من الأساتذة في الجامعة في توجيهي أنا وغيري من الشباب المتحمّسين ومنحونا الخبرة اللازمة للمساهمة في حماية التراث. وعليه بدأت في المشاركة في ورشات العمل التي من شأنها أن تقدم لي فرصة التعرف على أشخاص فاعلين في مجالات أكاديميّة مختلفة والتعرف على الدراسات المختلفة في مجال حماية التراث. 

المنتديات التي تساهم في اكتشاف الطاقة الكامنة في الشباب

حققت في عام 2015 خطوة نوعية حيث تم اختياري لتمثيل بلدي تركيا في "منتدى الشباب الدولي" الذي عقد العام الماضي في مدينة بون الألمانيّة وذلك قبل اجتماع لجنة التراث العالمي. حيث يطرح المنتدى على اللجنة قضايا لتنظر فيها خلال اجتماعها. وبفضل هذا المنتدى، تعرفت على أشخاص من خلفيات مختلفة وشاركت في علاقات ومشاريع تعاونيّة على المستوى العالمي. تخلل المنتدى نشاطاً بعنوان "محاكاة الشباب" وزاد هذا النشاط من فهمنا لآلية عمل لجنة التراث العالمي. وأنصح بتكثيف مثل هذه النشاطات بين الشباب.

كما تخلل المنتدى مجموعة من المحاضرات والزيارات والنشاطات الميدانيّة وحلقات النقاش ما شجعنا أكثر فأكثر على الانخراط في هذا المجال ومنحنا منظوراً جديداً بشأن أهميّة التعليم والعمل التطوعي في سبيل الحماية المستدامة وإدارة التراث التاريخي وابتكار مبادرات جديدة في مجال التراث. وبالإضافة إلى كل ذلك، قدم لنا المنتدى فرصة مشاهدة دورات لجنة التراث العالمي وهي خبرة شيّقة للغاية.

وبعد انتهاء المنتدى، أنشأنا موقعاً للفئة الشابة من خبراء التراث وهي الخطوة الأولى تجاه مجموعة من النشاطات التي يقودها الشباب من أجل تعزيز اندماجهم في مجال التراث. ويتم عبر هذا الموقع، نشر مجموعة من النشاطات التطوعية للشباب في مناطق مختلفة حول العالم بالإضافة إلى الأخبار المتعلّقة بهذه النشاطات. كما أنشأنا مجلّة سنويّة تعنى بالأوجه المختلفة لمواقع التراث لا سيما في حالة النزاع. يقدّم منتدى الخبراء الشباب فرصة لبناء القدرات وللكشف عن حماسنا وإبداعنا في مجال التراث.

.

33 مشاركا في منتدى الشباب 2016 في اسطنبول

هذا ويهدف منتدى الشباب 2016 الذي سيعقد في تركيا في الفترة بين 29 حزيران/ يونيو و 12 تموز/ يوليو إلى عرض اقتراحات الشباب على لجنة التراث من أجل تحديد التحديات والعوائق وإمكانيات مواقع التراث بالإضافة إلى زيادة الوعي بالحماية المستدامة. كما يهدف المنتدى إلى تناقل الحرف التقليديّة وفهم دور المياه في تشكيل وتحسين المظاهر الثقافيّة والبحث عن طرق وأساليب لدمج الشباب على نحو فعّال في حماية التراث.  

ويذكر أنه سيتم افتتاح المنتدى بمجموعة عروض تعريفيّة بأهداف ونشاطات المنتدى بالإضافة إلى أهداف وهيكل اليونسكو والتراث متعدد الأوجه. ثم سيناقش المشاركون اقتراحاتهم العمليّة خلال حلقات نقاش تفاعليّة بعد انتهاء العروض الافتتاحيّة.

حيث سيستعرض الشباب طبقات المواقع الأثريّة التي تعود للألفية الثامنة قبل الميلاد ويحللوها. وسيركّز المشاركون على وجه الخصوص على مواقع التراث الصناعيّة بالإضافة إلى الخصائص الماديّة والاجتماعيّة للمناطق الواقعة على ضفاف القرن الذهبي، وهو مجرى مائي يصب في مضيق البوسفور في اسطنبول. ويهدف المنتدى إلى تعميق فهم المشاركين بشأن نشأة وتطوّر اسطنبول عبر التاريخ بالإضافة إلى فرصة الاطلاع على الأصول الثقافيّة المختلفة للتراث.

وسيتم طرح معلومات حول مصادر المياه الطبيعيّة بالإضافة إلى ترتيبها الهرمي الوظيفي ابتداءً من مصدرها حتى وصولها إلى المدينة القديمة وشبه الجزيرة التاريخيّة وذلك باستخدام السدود والخزانات والقنوات والمجاري والينابيع. وسيناقش المشاركون هذه القضايا من خلال الاضطلاع على دور المياه في تشكيل المناظر الثقافيّة.

هذا وسيركّز واحد من الأنشطة التي ستتخلّل المنتدى على زيادة الوعي بالتراث لا سيما بين الأطفال بالإضافة إلى الوعي بمساهمة الشباب في حماية التراث. هذا وسيعمل الشباب على إعداد نشاط تعليمي جديد باستخدام مواد بسيطة بهدف توعية الأطفال بأهمية التراث وأهمية حمايته.

وسيتم مناقشة دور الأطراف المحليّة المعنية بالتراث بالإضافة إلى الحاجة لنموذج حقيقي لدمج السكان المحليّين في عمليّة صون تراثهم من خلال زيارات ميدانيّة لكل من مدينة بورصة و كمالقزيق.

كما سيزور المشاركون مدينة إزنيق التركية المسجلة على القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي، وسيجمعون معلومات ستمكنهم من مناقشة تقييم ترشيح مدينة إزنيق لتسجيلها على قائمة التراث العالمي.

وفي اختتام المنتدى، سيقدّم الشباب إعلاناً للجنة التراث العالمي. وسيقدم منتدى الشباب العالمي مجموعة من الفرص التقنيّة والعمليّة بالإضافة إلى مجموعة من المبادرات التي سيقودها المشاركون.

وعلى غرار المنتديات السابقة، سيوحّد هذا المنتدى الشباب الذين أتوا من مناطق مختلفة من العالم في ظل الجهود الموحّدة لدمج الشباب في حماية التراث العالمي.

هذا وسيضمن المنتدى زيادة خبرة المشاركين العمليّة والتقنيّة والنظريّة في ما يتعلّق بالتراث المادي وغير المادي.

وبعد مشاركتي في المنتدى السابق، ازداد ايماني بقدرة الشباب على تقديم أفكار إصلاحيّة ومبتكرة في ما يتعلق بصون ودعم التراث من خلال المفاوضات والنقاشات والملاحظات والأنشطة الميدانيّة وورشات العمل والزيارات الميدانيّة ومحاكاة نموذج لجنة التراث العالمي.