<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 06:32:14 Dec 15, 2020, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

فنون أداء العروض (مثل الفنون التقليدية المتمثلة في الموسيقى والرقص والمسرح)

تتراوح فنون أداء العروض من الموسيقى الغنائية والعزف على الآلات الموسيقية والرقص والمسرح، إلى التمثيل الإيمائي والشعر الغنائي، بل إلى أبعد من ذلك. وهي تشمل العديد من أشكال التعبير الثقافي التي تنعكس فيها روح الإبداع البشري، والتي تتواجد كذلك، بحدود معينة، في كثير من مجالات التراث الثقافي غير المادي الأخرى.

“الأورتين دو” وهي الأغاني الشعبية التقليدية الطويلة للمزيد من المعلومات بشأن العنصر
©  Sonom-Ish Yundenbat

وقد تكون الموسيقي أشهر فنون أداء العروض في العالم، فهي منتشرة في كل المجتمعات وتكون عادة جزءاً أساسياً من فنون الأداء الأخرى ومن سائر مجالات التراث الثقافي غير المادي، بما فيها الطقوس والاحتفالات والتقاليد الشفهية. ويمكن للموسيقى أن توجد في سياقات شديدة التنوع: فقد تكون مقدسة أو غير مقدسة، وكلاسيكية أو الشعبية، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعمل أو بالترفيه. ويمكن أن يكون للموسيقى كذلك بعد سياسي أو اقتصادي: فقد تروي تاريخ جماعة ما وتمدح شخصاً نافذاً وتؤدي دوراً هاماً في المبادلات الاقتصادية. كما أن المناسبات التي تؤدى فيها الموسيقى هي أيضاً على نفس الدرجة من التنوع، فمنها مراسم الزواج، والمآتم الجنائزية، والطقوس واحتفالات البلوغ، والأعياد، ومختلف أنواع الترفيه، والكثير من المناسبات الاجتماعية الأخرى.

ويمكن وصف الرقص، على تنوعه وتعقد أشكاله، بأنه ببساطة حركات الجسم المنتظمة التي تؤدى عادة على إيقاع الموسيقى. وإضافة إلى هذه الجوانب المادية، كثيراً ما تعبّر حركات الرقص الإيقاعية وخطواته وإيماءاته عن شعور أو مزاج معين أو تعرض حدثاً محدداً أو عملاً من الأعمال اليومية، من قبيل الرقصات الدينية والرقصات التي تمثل الصيد أو الحرب أو النشاط الجنسي.

أما العروض المسرحية التقليدية، فعادة ما تجمع التمثيل والغناء والرقص والموسيقى والحوار والرواية أو الإلقاء، كما قد تشمل عروض الدمى أو التمثيل الإيمائي. إلا أن هذه الفنون ليست مجرد «عروض» تؤدى ببساطة أمام جمهور من المتفرجين؛ إذ يمكنها أيضاً أن تؤدي أدواراً شديدة الأهمية في الثقافة والمجتمع، مثل الأغاني التي تنشد أثناء العمل الزراعي أو الموسيقى التي تُعزف كجزء من طقس معين. وفي سياق أقرب إلى الحياة الشخصية، تغنّى التهويدات لمساعدة الأطفال على النوم.

“السامبا دي رودا” في ريكونكافو بولاية باهيا للمزيد من المعلومات بشأن العنصر
©  Luiz Santoz/UNESCO

ويشمل تعريف التراث الثقافي غير المادي الوارد في الاتفاقية جميع الآلات والقطع والمصنوعات والأماكن المرتبطة بأشكال التعبير والممارسات الثقافية. وفيما يخص فنون أداء العروض، يشمل هذا الآلات الموسيقية والأقنعة والأزياء وغير ذلك من زينات الجسم المستخدمة في الرقص، وأثاث المسرح ولوازمه. وكثيراً ما تؤدى فنون أداء العروض هذه في أماكن محددة؛ فإذا كانت هذه الأماكن على صلة قوية بالأداء، فإن الاتفاقية تعتبرها أماكن ثقافية.

وتتعرض أشكال كثيرة من فنون أداء العروض للتهديد اليوم. فمع توحيد الممارسات الثقافية يتخلى الناس عن كثير من الممارسات التقليدية. وحتى في الحالات التي تتمتع فيها فنون أداء العروض بالشعبية، فإن بعض أشكال التعبير تستفيد وحدها من ذلك في حين أن الأشكال الأخرى تبقى مهمشة. وربما تشكل الموسيقى خير مثال على ذلك مع تزايد شعبية «الموسيقى العالمية» كثيراً في الآونة الأخيرة. فهذه الظاهرة يمكن أن تتسبب في العديد من المشاكل، مع أنها تؤدي دوراً هاماً في التبادل الثقافي وتشجع على العمل الخلاق الذي يُثري الساحة الفنية الدولية. فكثير من أشكال الموسيقى المتنوعة تتعرض للتجانس في سبيل تحقيق هدف تقديم منتجات متسقة. وفي هذه الحالات، لا يعود هناك من مجال لبعض الممارسات الموسيقية التي لها أهمية حيوية في عملية الأداء والتقاليد الخاصة بجماعات معينة.

وكثيراً ما تكون الموسيقى والرقص والمسرح عناصر أساسية في الترويج الثقافي الذي يرمي إلى اجتذاب السياح، وعادة ما تظهر في برامج مشغلي الجولات السياحية. ومع أن هذا قد يقود إلى توافد المزيد من الزوار وزيادة حجم العائدات بالنسبة إلى بلد معين أو جماعة معينة ويفتح نافذة على ثقافة هذا البلد أو هذه الجماعة، فإنه قد يؤدي أيضاً إلى ظهور طرق جديدة لتقديم فنون أداء العروض، وهي طرق معدلة لأغراض سوق السياحة. فالسياحة يمكن أن تسهم في إحياء فنون أداء العروض التقليدية وأن تعطي «قيمة سوقية» للتراث الثقافي غير المادي، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تأتي بآثار مشوِّهة، نظراً إلى أن العروض كثيراً ما تُختصر لإبراز أجزاء مكيفة تلبي طلبات السياح. وكثيراً ما تتحول الأشكال الفنية التقليدية إلى سلع باسم الترفيه، وبذلك يضيع قسم هام من أشكال التعبير الخاصة بالجماعات.

وفي حالات أخرى، يمكن أن تتسبب عوامل اجتماعية أو بيئية أوسع نطاقاً بآثار وخيمة على تقاليد فنون أداء العروض. من ذلك مثلاً أن إزالة الغابات يمكن أن تحرم الجماعات المعنية من الأخشاب اللازمة لصنع الآلات التقليدية المستخدمة في أداء الموسيقى.

خازان راجابيي، سيد المقامات الموسيقية، أثناء صف لتعليم الموسيقى
خازان راجابيي، سيد المقامات الموسيقية، أثناء صف لتعليم الموسيقى للمزيد من المعلومات بشأن العنصر
© Otanazar Mat’yakubov

وقد جرى تكييف العديد من التقاليد الموسيقية لتتناسب مع أشكال تدوين النوتات الغربية كي يتسنى تسجيلها، أو لأغراض التعليم، غير أن هذه العملية يمكن أن تكون مدمرة. فكثير من الأشكال الموسيقية يستخدم سلماً موسيقياً لا يتفق بتقسيماته وفواصله مع الأشكال الغربية المعتادة، وتضيع في ذلك دقائق اللحن أثناء التدوين. وعلى غرار فرض التجانس على الموسيقى، فإن تعديل الآلات الموسيقية التقليدية لجعلها مألوفة أكثر أو لتسهيل العزف عليها بالنسبة إلى الطلاب، من قبيل إضافة العَتب على الآلات الوترية، يغير من الآلات الموسيقية نفسها بصورة جذرية.

وينبغي لتدابير صون فنون أداء العروض التقليدية أن تركز أساساً على نقل المعارف والتقنيات، وتعليم العزف على الآلات وصنعها، وتعزيز الرابطة بين المعلم والتلميذ المتدرب. كمل يتعين تعزيز التركيز على الدقائق التفصيلية في الغناء وحركات الرقص والأداء المسرحي.

ويمكن إخضاع العروض للبحث والتسجيل والتوثيق والحصر والأرشفة. وهناك الآلاف من التسجيلات الصوتية في المحفوظات في مختلف أنحاء العالم، ويعود كثير منها لأكثر من قرن مضى. وهذه التسجيلات الأقدم معرضة للتدهور والتلف بل يمكن أن تُفقد إلى الأبد إن لم تسجل من جديد رقمياً. كما أن عملية التسجيل الرقمي تمكّن من تحديد الوثائق وحصرها بشكل مناسب.

كما يمكن لوسائل الإعلام والمؤسسات والصناعات الثقافية أن تؤدي دوراً شديد الأهمية في كفالة استمرارية الأشكال التقليدية من فنون أداء العروض، من خلال توسيع نطاق جمهور هذه الفنون والتوعية العامة بها. ويمكن إطلاع الجمهور على مختلف جوانب أحد أشكال التعبير، وبذلك يكتسب هذا الشكل شعبية جديدة متزايدة النطاق، كما يمكن الترويج للتذوق مما يشجع بدوره على الاهتمام بالاختلافات المحلية لأحد أشكال الفنون، بل قد يؤدي إلى المشاركة الفعالة في العرض نفسه.

كما يمكن أن تتضمن تدايير الصون تحسين التدريب والهياكل الأساسية من أجل إعداد الموظفين والمؤسسات بصورة سليمة لحفظ فنون أداء العروض جميعها. ففي جورجيا، يتدرب الطلاب على طرائق العمل الميداني الأنتروبولوجي بالإضافة إلى التدرب على كيفية تسجيل الغناء التآلفي المتعدد الأصوات، مما يمكنهم من إقامة الأسس التي تقوم عليها عملية الحصر الوطنية من خلال إنشاء قاعدة للبيانات.

Top