"النا ناك" وهي موسيقى كانت تؤدى في البلاط في فيتنام
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2003)
يُقصد بعبارة “نا ناك” باللغة الفيتناميّة “الموسيقى الأنيقة” وهي تُشير إلى مجموعةٍ من أنماط الرقصِ والموسيقى التي كانت تؤدى في البلاط الملكي الفيتنامي بين القرن الخامس عشر وحتّى أواسط القرن العشرين. وكانت عروض نا ناك تؤدى في الأصل في افتتاح واختتام الأعياد والأعياد الدينيّة وحفلات التتويج والمآتم والاحتفالات الرسميّة. ومن بين جميع المدارس الموسيقيّة التي نمت في فيتنام، يمكن نا ناك وحدها أن تدّعي الانتشار على المستوى الوطني والاتصال الوطيد بتقاليد سائر دول آسيا الشرقيّة. وفي الماضي، كان العديد من المغنين والراقصين والموسيقيين يؤدون عروض نا ناك مرتدين الملابس الفخمة. وكانت الاوركسترا الضخمة تضم قسماً مخصصاً للطبول والعديد من أدوات الإيقاع الموسيقيّة، ناهيك عن آلات النفخ والأوتار. وكان على جميع المؤدين أن يُبقوا على درجة تركيز عالية حيث كان يُتوقّع منهم أن يتبعوا كلّ خطوة من الطقس متابعةً دقيقةً.
نمت مدرسة نا ناك في خلال حكم سلالة لي (1427-1788) واتخذت شكل مؤسسة في ظلّ حكم ملوك نغوين (1802-1945). وحيث استحالت نا ناك رمزاً لسلطة السلالة وديمومتها، أصبحت جزءاً أساسياً من معظم حفلات البلاط. ولكنّ دور نا ناك لم يكن محصوراً بالمرافقة الموسيقيّة للاحتفالات الطقسيّة في البلاط وحسب، بل كان يوفّر سبل اتصال وتمجيدٍ للآلهة والملوك كما سبيلاً لنقل المعرفة بشأن الطبيعة والعالم.
وتعرّض بقاء نا ناك للتهديد نتيجةً الأحداث التي عصفت بفيتنام في القرن العشرين وخصوصاً سقوط الملكيّة وعقود من الحرب. وحيث أُخرج تقليد نا ناك الموسيقي من سياقه البلاطي، فقد وظيفته الأساسيّة. ولكن من بقي من موسيقيي البلاط السابقين استمرّوا في العمل للإبقاء على التقليد حيّاً. وقد بقيت أشكال معيّنة من نا ناك في الطقوس الشعبيّة والحفلات الدينيّة وهي تشكّل مصدر وحي لموسيقى فيتنام المعاصرة.