"السامبا دي رودا" في ريكونكافو بولاية باهيا
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2005)
تُعتبَر السامبا دي رودا التي تتضمَّن الموسيقى والرقص والشعر حدثًا مهرجانيًّا شعبيًّا تطوّر في ولاية باهيا في منطقة ريكونكافو Recôncavo في خلال القرن السابع عشر. وهي تعتمد بشكل خاص على الرقصات والتقاليد الثقافية للعبيد الأفريقيين في المنطقة. ويضمّ الأداء أيضًا عناصرَ من الثقافة البرتغالية كاللغة والشعر وبعض الآلات الموسيقية. كانت السامبا دي رودا في البدء عنصرًا أساسيًا في الثقافة الشعبية الإقليمية بين البرازيليين المتحدّرين من أصل أفريقي. في الواقع، نقل مهاجرون السامبا دي رودا إلى ريو دي جانيرو حيث أثّرت على تطوّر السامبا المدنيّة التي أصبحت رمزًا للهوية البرازيلية الوطنيّة في القرن العشرين.
تتمّ تأدية هذه الرقصة في مناسباتٍ عدة، كالمهرجانات الكاثوليكيّة الشعبيّة والاحتفالات الدينيّة الإفريقيّة والبرازيليّة، كما أنّها تُمارس أيضًا بعفوية. فالحاضرون كلّهم، بمن فيهم المبتدئون، مدعوون للانضمام إلى الرقصة والتعلّم من خلال المراقبة والتقليد. ومن المميزات الخاصة للسامبا دي رودا تجمّع المشتركين فيها على شكل دائرة وهو ما يسمى بـ”رودا”. وتقوم النساء عامةً بهذه الرقصة وتذهب كل واحدة بدورها إلى وسط الحلقة وتحيط بها الأخريات اللواتي يرقصن وهنّ يصفّقن بأيديهنّ ويغنّين. وغالبًا ما يكون الرقص مرتجلاً ويعتمد على حركات القدمَيْن والرجلَيْن والوركَيْن. ومن الحركات النموذجيّة حركة دفع البطن الشهيرة والاومبيغادا وهي الشاهد على التأثّر بالبانتو التي تستعملها الراقصة لدعوة خليفتها إلى وسط الدائرة. وتتميز السامبا دي رودا أيضًا بخطوات محددة للرقص كالميودينهو miudinho واستعمال الكمان الأوسط والمنجل وهو عود صغير مع أوتار للنقر من البرتغال، بالإضافة إلى آلات مقشوطة وأغانٍ ترنيميّة.
ساهم تأثير وسائل الإعلام والمنافسة من الموسيقى الشعبيّة المعاصرة في الاستخفاف بالسامبا في عيون الشباب. فتقدُّم ممارسوها في السن وتضاؤل عدد الحرفيين القادرين على صنع بعض الآلات يشكلان تهديدًا إضافيًا لانتقال هذا التقليد.