ملحمة تحي الدين الموريسكي
مسجل في 2011 (6.COM) على قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل
تتضمن ملحمة تحي الدين الموريسكي عشرات القصائد التي تتغنى بأمجاد ومآثر الأمراء والسلاطين المغاربيين. وتسلط الضوء على قيم الأجداد التي تتجلى في طريقة حياة المجتمع المغاربي في موريتانيا وتشكل تعبيراً أدبياً وفنياً عن اللهجة الحسانية. ويقوم المنشدون أو المؤدون التراثيون (الغريوت أو الجالي) بتأدية الملحمة بمصاحبة الآلات الوترية التقليدية، مثل العود والقيثارة والطبول. ويحافظ هؤلاء المؤدون على الذاكرة الجماعية للمجتمع من خلال القصائد ونقل المعارف والمهارات من الآباء إلى الأبناء حيث يُدرب هؤلاء أولاً على إتقان العزف على الآلات الموسيقية ومن بعدها يجري تأهيلهم في مجال التقاليد الشعرية. وتمثل ملحمة تحي الدين صلة وصل وثيقة ودائمة تربط بين المؤدين التراثيين وقبيلتهم، ولكل عائلة من المؤدين خزينها المميز من هذه الملحمة تنفرد به دون غيرها. وتؤدى الملحمة في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف ومراسم عقد الصلح والدعوات. وتمثل عروض الملحمة مناسبة لاجتماع القبائل على المستوى الإقليمي ولمّ الشمل على المستوى العائلي، ووسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية وثقافة السلام الاجتماعي والتعاون المتبادل. ولكن باتت تنخفض وتيرة هذه العروض بسبب تقلص عدد المؤدين لهذه الملحمة إذ انحصر في بضعة منهم ومعظمهم من كبار السن. كما انخفض الطلب على العروض وصار المؤدون الشباب يميلون إلى أداء الملحمة بصيغة مختصرة أو لا يعرفون غير أجزاء معينة منها فقط، الأمر الذي يهدد استمرارية وبقاء ملحمة تحي الدين