للمساعدة في احتواء انتشار الفيروس التاجي، أعلنت حكومة فلسطين حالة الطوارئ في 5 مارس 2020 وطلبت إغلاق جميع المدارس والجامعات في فلسطين كإجراء وقائي لتجنب انتشار فيروس كورونا المعروف باسم كوفيد 19.
أطلقت وزارة التربية والتعليم (MoE) على الفور خطة استجابة وطنية لـ كوفيد 19 حيث تم إبراز التعلم عن بعد كحل بديل لضمان استمرار التعلم لطلابهم. وتستعد وزارة التربية والتعليم حالياً لإطلاق صفحة فيسبوك بعنوان "تأمل" لسد فجوة المسافة مع الطلاب لتلقي الملاحظات حول تقدمهم وتحدياتهم خلال هذه الفترة. كما أطلقت بوابة التعلم الإلكتروني للوصول إلى جميع الطلاب في فلسطين.
تتطلب البوابة الالكترونية في الوزارة تطويرًا إضافيًا، خاصةً المحتوى التعليمي من أجل تغطية جميع المراحل والدروس المرتبطة بها. بهذا الخصوص أطلقت الوزارة مبادرة على الإنترنت لتقديم الدعم لطلاب الصف الثاني عشر، الذين سيخضعون لامتحان الثانوية العامة في 30 أيار 2020 بالتعاون مع تلفزيون فلسطين وقناة القدس التعليمية. ويجري حاليًا تنفيذ مبادرات أخرى للصفوف الدنيا على مستوى المديريات، بما في ذلك إنتاج مقاطع فيديو على قناة يوتيوب واستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
في غزة، بدأت الوزارة حملة إعلامية لتشجيع الطلاب على أخذ دروس عبر الإنترنت تبث عبر منصاتها الإعلامية، وموقع روافد، وإذاعة صوت التعليم. حيث بدأت المحطة الإذاعية على الفور بتضمين الدروس لجميع المراحل في بثها، بناءً على نجاح البث السابق لمواد التعليم العالي من خلال مقاطع الفيديو.
وإزاء هذه الخلفية، دعت الوزارة شركاءها في التعليم إلى دعم تنفيذ خطة الاستجابة.حيث تم إنشاء أربع فرق عمل ، أحدها على التعلم عن بعد التي تقودها حاليا وزارة التربية والتعليم واليونسكو. الهدف من فرقة العمل هو إقامة شراكات، وتعبئة الأموال، وتنسيق التدخلات المختلفة للشركاء وتجميع موارد التعلم عن بعد من خلال الإنترنت.
خلال الاجتماع الأول لفرقة العمل في 1 أبريل 2020 ، أكدت السيدة نهى باوزير ، مديرة مكتب اليونسكو في رام الله ، التزام اليونسكو بدعم وزارة التربية والتعليم وتوحيد القوى مع اليونيسف ومجموعة التعليم والشركاء الآخرين بشأن الاستجابة الفورية لازمة كوفيد 19 . وهذا يتماشى مع التزام منظمة اليونسكو من خلال إطلاق تحالف التعليم العالمي لدعم البلدان في توسيع أفضل ممارسات التعلم عن بعد والوصول إلى الأطفال والشباب الأكثر عرضة للتهميش. وبالتعاون مع وحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم في مقر اليونسكو ومكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، عرضت اليونسكو رام الله تقديم دعم مالي وتقني كبير لفرقة العمل. وهذا يشمل توفير محتوى لمنصة التعلم الإلكتروني والهواتف المحمولة والتلفزيون والإذاعة؛ زيادة الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ تدريب المعلمين؛ ودعم تطوير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم.
تشمل العقبات التي تعترض التعلم الإلكتروني في فلسطين بشكل أساسي البنية التحتية وضعف شبكات الإنترنت وانقطاع التيار الكهربائي (خاصة في غزة) وعدم كفاية الوعي بين الطلاب وأسرهم بأهمية التعلم الإلكتروني. إضافة إلى ذلك، انخفاض إمكانية الوصول إلى المواد عبر الإنترنت وتوافر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية لبعض الطلاب، وخاصة الطلاب في المناطق الأكثر تهميشا في فلسطين مثل ، غزة والقدس الشرقية والمنطقة ج.
يفرض تفشي كوفيد 19 ضرورة استكشاف المزيد من الحلول المبتكرة لتقديم التعليم وطرق جديدة في التفكير نحو مستقبل التعليم. إن فريق عمل التعلم عن بعد سيمهد الطريق لحلول مبتكرة للتعلم عن بعد لضمان التعليم الجيد المنصف والجامع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع في فلسطين.