<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 15:16:04 Sep 13, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا

مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2001)

تُشكّل ساحة جامع الفناء أحد أبرز المجالات الثقافيّة في مراكش وقد استحالت أحد رموز المدينة منذ تأسيسها في القرن الحادي عشر. وهي تمثّل تجمّعاً فريداً من نوعه لتقاليد الشعب المغربي الثقافيّة التي تؤدى من خلال التعابير الموسيقيّة والدينيّة والفنيّة.
وتقع هذه الساحة المثلثة عند مدخل المدينة تحوطها المقاهي والمتاجر والمباني العامة وتنشط فيها الأعمال التجاريّة اليوميّة ومختلف أشكال الترفيه. وهي نقطة تلاقي السكان المحليين والشعوب من أصقاع أخرى. وطوال فترة اليوم وفي خلال الليل، تُقدّم مجموعة خدمات مثل العناية بالأسنان والطب التقليدي وقراءة الطالع والعظة والوشم بالحنّة ونقل الماء ومتاجر بيع الفاكهة والأطباق التقليديّة. كما يُمكن التنعّم بعروض يؤديها الرواة والشعراء وسحرة الأفاعي وموسيقى البربر (مازيغن) وراقصو غنوة Gnaoua وعازفو الحاجوج hajouj. ويُمكن شعراء الملاحم تجديد التعابير الشفهيّة سيّما وأنّهم يتنقلون عبر أراضي البربر. وهم يستمرون في جمع الخطب والتعابير لتعليم الجمهور والترفيه عنه وسحر ألبابه. وعبر تكييف فنّهم مع السياق المعاصر، هم يرتجلون اليوم انطلاقاً من مخطط نصّ قديم بحيث يُصبح عرضهم بمتناول الجمع الأكبر.
وساحة جامع الفناء هي مساحة تبادل ثقافي ولقد حظيت بالحماية كجزءٍ من تراث المغرب الفنّي منذ العام 1922. ولكنّ التحضّر ولا سيّما المضاربة العقاريّة وتطوّر البنية التحتيّة للطرق يُشكّلان مصدر تهديد للمجال الثقافيّ نفسه. وفي حين تحظى ساحة جامع الفناء بشعبيّة كبيرة، إلاّ أنّ الممارسات الثقافيّة قد تعاني من التلاقح الثقافي الناجم عن انتشار السياحة.

Top