<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 15:33:54 Jun 25, 2021, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Interview

يزبك وهبه: استخدام ال"واتساب" لنقل الأخبار يتطلّب وعيًا أكبر

25/06/2021
Beirut, لبنان

من بين تطبيقات المراسلة الفورية، يُعتبر “واتساب” الأكثر شعبية. وقد أصبح التطبيق الذي يستخدمه ملياري مستخدم نشط شهريًا، أداة لإنتاج واستهلاك الأخبار أيضاً، خاصّة في لبنان، بلد يواجه اضطرابات سياسية وقد شهد انتفاضة شعبية منذ أكتوبر 2019. ومع اعتماد الصحفيين وغرف الأخبار والمواطنين أكثر فأكثر على مجموعات "واتساب" الاخبارية للحصول على المعلومات، لا سيّما في مناطق الأطراف حيث انتشرت مجموعات "واتساب" محلية، يأتي خطر نشر معلومات مضللة، خطاب الكراهية والحاق الضرر بالمصلحة العامة.
كجزء من تفويض اليونسكو قطاع الاتصالات والمعلومات، تسعى المنظّمة جاهدة لتعزيز حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام والوصول إلى المعلومات والمعرفة. كما تعمل على مكافحة خطاب الكراهية عبر الإنترنت والمعلومات المضللة من خلال مبادرات زيادة الوعي والرصد المستمر وأنشطة بناء القدرات. كما طورت اليونسكو مبادرة عالمية حول التثقيف الإعلامي والمعلوماتي، وهي طريقة أساسية لتزويد الناس بالأدوات اللازمة والحس النقدي لتقديم معلومات صادقة ودقيقة، وتعزيز الحوار العام وحماية الحرية والتنوع. في هذا السياق، نظّم مكتب اليونسكو في بيروت في حزيران (يونيو) 2021 دورات تدريبية لمجموعات واتساب الاخبارية في خمس مناطق نائية في لبنان: طرابلس، حلبا، بعقلين، مغدوشة وزحلة. يزبك وهبي، مذيع الأخبار والمراسل والشخصية الإعلامية البارزة، كان من بين المدربين، وقد تحدّث ليونسكو بيروت عن هذه التجربة الفريدة.

 

اليونسكو: أصبح تطبيق "واتساب" وسيلة لانتاج ونشر واستهلاك الأخبار في لبنان والعالم. ما التحديات التي تدخلها هذه الظاهرة على مهنة الإعلام بشكل عام ؟

ي.و.: لا شك في أنّ تناقل الأخبار عبر تطبيق "واتساب" يزداد يومًا بعد يوم، نظراً للانتشار الواسع الذي يلاقيه التطبيق، ونظراً لانتشار الهواتف الذكية بين الناس، والتي تسمح لهم التصوير وكتابة الأخبار ونشرها. حتى أنّ وسائل الاعلام التقليدية أصبحت تتابع أحيانا ما يُكتب ويُنشر عبر هذا التطبيق، وتدقّق طبعاً في صحّة الأخبار ودقّتها، لأنّ الناس أحيانًا لا يعرفون مبادئ الصحافة والاعلام، وقد ينشرون كل ما يصادفونه من أخبار حتى إن كانت كاذبة ومختلقة. بقدر ما "واتساب" مهم لنشر الأخبار ولإنتشارها بسرعة، بقدر ما يجب التأكّد من صحّة الأخبار المتداولة.

اليونسكو: يلاقي هذا النوع من الإعلام انتشاراً واسعاً في لبنان وهو مناطقي بامتياز. كيف تفسّرون ذلك؟

ي.و.: انتشر تطبيق "واتساب" شيئًا فشيئًا من خلال مجموعات بدأت بدايةً كمجموعات عائلية أو مجموعات للصداقة أو العمل، ثمّ تحوّلت هذه المجموعات إلى مجموعات تتناقل الأخبار. حتّى أنّ بعضها تحول منذ ثلاث سنوات إلى مجموعات منظمة، أي مجموعات تُعنى بمدينة محدّدة أو منطقة أو محافظة معيّنة، ثم بدأت تتوسّع. وبعض هذه المجموعات صار مرتبطاً أيضاً بتطبيقات ومواقع أخرى كتويتر وفيسبوك لنشر الأخبار، ما يدعو إلى التنظيم والمتابعة.

© UNESCO

اليونسكو: كيف نجعل من هذه الوسيلة قيمة مضافة على مجال الإعلام والأخبار وما الأمور التي يجب تفاديها؟

ي.و.: لا شك في أنّ وسائل الإعلام التقليدية وأقسام الأخبار فيها ينبغي أن تأخذ أيّ معلومة في الاعتبار، ولا سيما المعلومات التي تُنشر عبر مجموعات ال"واتساب". ولتصبح هذه المجموعات قيمة مضافة في مجال الإعلام، يجدر التواصل معها، والتعرّف إليها، وإسداء النصائح لها وتوجيهها، وشرح كيفية تناقل الأخبار والتمييز بين الخبر الصحيح والخبر الكاذب، وشرح كيفيّة صياغة الخبر والتقصّي عنه والتحقق منه قبل النشر، والتأكد من أنّ هذه الأخبار تصل إلى متناول عدد كبير من الناس، علمًا أنّ البعض لا يدقّقون في المصدر الأول وينشرون الأخبار فورًا.

اليونسكو: ما أهمية جلسات التدريب التي قدمتموها مع اليونسكو؟

ي.و.: عادت جلسات التدريب التي قدمناها مع الدكتورة ربى الحلو واليونسكو بالكثير من النفع للمشاركين. لقد شارك حوالي 30 شخصًا في كلّ لقاء، ولاحظنا اهتمامهم الكبير بالمواضيع التي تم التطرق إليها كما لمسنا تعطّشهم لمعرفة مبادئ الصحافة اللبنانية التي لا يلمّون بها، خصوصًا أنّ معظم المشاركين من الطلاب الشباب الذين لم يدرسوا الإعلام أو لم يطّلعوا على مبادئ المهنة وأخلاقياتها، ما جعلهم يستفيدون إلى حدٍّ كبير من هذه الجلسات ويتعلمون بعض نظم وأصول وأخلاقيات المهنة لتطوير نفسهم وتلافي الأخطاء.

© UNESCO

اليونسكو: كيف كان تفاعل المشاركين؟ ما الذي لفت انتباهكم؟

ي.و.: شهدنا اهتماماً كبيراً من قبل الاشخاص المشاركين في جلسات التدريب. تابع تسعون في المئة منهم الجلسات من البداية إلى النهاية على مدى ستّ ساعات. لفت انتباهنا أنّ لدى المشاركين شغف في تعلّم أصولٍ ومبادئ لا يلمّون بها. علّمناهم كيفية التدقيق في الصور والفيديوهات والتأكّد من صحّتها، وكيفية تصوير فيديو أو التقاط صورة. كان المشاركون يدوّنون المعلومات ويصوّرون كلّ ما كنّا نشرحه على الشاشة. واتّصل العديد منهم بي بعد التدريب ليخبروني كيف يَسْعَون الآن إلى تطوير عملهم ضمن المجموعة.

اليونسكو: ما هي الخطوات اللاحقة؟ هل تصلح هذه المادة لتكون ضمن منهجٍ دراسيٍّ؟

ي.و.: في نظري، من المهم تعميم هذه الورشات على كل المناطق اللبنانية. لقد ركّزنا مع اليونسكو على بعض المدن الكبيرة، ولكن عدد هذه المجموعات يزداد يوماً بعد يوم. ونتمنى أن ينشر المشاركون الوعي والمعطيات والمعلومات المكتسبة وطريقة التعاطي مع الأخبار بين أعضاء مجموعاتهم. ومع تطور التكنولوجيا وتعزيز مفهوم المواطن-الصحافي، المطلوب هو نشر وعي أكبر بشأن كيفية استخدام تطبيق "واتساب" لنقل الأخبار. وحتماً يمكن إدماج هذه المادة ضمن إحدى الحصص في مناهج الإعلام، أو تنظيم ورش أو محاضرات لتلاميذ المدارس أو طلاب الجامعات الذين لا يدرسون الإعلام، فقلّة من أعضاء المجموعات يمارسون فعليّاً مهنة الصحافة.

© UNESCO
© UNESCO