<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 17:26:18 Jun 26, 2021, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

زاوية كبرى

طريقة مغايرة في استقاء المعلومة

في غضون عقدين من الزمن، تخلّى الشباب عن وسائل الإعلام التّقليدية -التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة – لفائدة وسائل الإعلام الرّقمية. وعلاوة عن تغيير الوسائط الإعلامية، فإن العلاقة ذاتها مع الإعلام قد تغيّرت. وهذه أمثلة من أمريكا اللاتينية.

ماريانا سوكات

صحفية في كاراكاس 

رغم أن عمره لم يتجاوز 15 سنة، فإن إلياس هيج يطمح إلى أن يكون ناشرا للعلوم بطرق مبسّطة لفائدة العموم. وللاطّلاع على المواضيع التي تهمّه، بدأ هذا المراهق، أصيل لوس تيكيس، إحدى ضواحي كاراكاس، بالبحث في المنصات التي يعثر عليها على الإنترنت إلى جانب البحث المنتظم على تويتر، مُوضّحا: "إنه [تويتر] يمكّنني من رؤية أشمل عمّا يحدث". 

في سنة 2018، وعندما كان في سنّ الثانية عشر، أنشأ مدوّنة مفهوم التسويف La Noción de la procrastinación، ليتحدث فيها عن ألعاب الفيديو، والعلوم، والشّبكات الاجتماعية، والسينما، وحتى عن الأخبار الزّائفة. واليوم، قرّر التركيز على مدوّنته وحسابه على تويتر، وهي شبكة اجتماعية أخرى يملك فيها أكثر من 4400 مشترك. ولكي تكون صلته بجمهوره أكثر مباشرة، شرع أيضًا في إنشاء بودكاست على اليوتوب. 

يمكن اعتبار إلياس مُمثّلا لجيله، إلى حدّ ما، من جهة طرق بحثه عن المعلومة، فهو شديد الارتباط بالشّبكات الاجتماعية على حساب وسائل الإعلام التّقليدية، ولكنه أيضًا ناقلٌ للمعلومات في المجالات المتّصلة بميولاته. وحسب جورج هيدالجو، رئيس الجمعية المكسيكية للباحثين في مجال الاتصال والدكتور في الاتّصال التّطبيقي بجامعة أناهواك المكسيكية، فإن الشّباب استحوذ شيئا فشيئا على وسائل الإعلام لدرجة تحويلها إلى مخبر لبناء الهويّات والعالم الاجتماعي. لقد أصبح هذا الشباب مستهلكا للمحتوى ومنتجا له في ذات الوقت. 

رياضة وترفيه 

ويُضيف الباحث بأنّه لئن استمرّت المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي يتم التطرّق إليها في وسائل الإعلام، في شدّ اهتمام الشباب، فلكونها طريقة في الإجابة عن تساؤلاتهم الوجودية.

"هناك أكثر من طريقة لتكون شابّا. عادة ما نتخيّل الشباب كتلة موحدة ومتجانسة، غير أن البعض يملك وعيا سياسيا قويا ناتجا بالخصوص عن كون المستقبل يُمثّل بالنسبة إليه مصدر قلق، فيظلّ يرصده أو يحاول توقّعه من خلال بيئته السياسيّة أو الاقتصاديّة أو العائلية أو المهنيّة". كيف سيكون نمط عيش عائلتي في المستقبل؟ وما هي الصّورة التي سيكون عليها العالم عندما أنهي دراستي؟ ذلك هو نوع الأسئلة التي تدفع بالشباب نحو الفضاءات الاجتماعية الرقمية." 

لكن اهتمام الشباب بالمواضيع السياسية أو الاقتصادية يرِدُ بعد اهتمامه بالرياضة والتّرفيه، كما تُبيّنه دراسة أجراها معهد البحوث في مجال الاتصال بالجامعة المركزية في فنزويلا سنة 2020.

ويُؤكّد بحث آخر أجراه نفس المعهد على أن الشباب يُبدي أيضًا طلبا كبيرا للمعلومات التي تخصّ حياته اليومية، مثل مواقيت النّقل العمومي في المناطق الحضريّة أو سعر صرف الدولار. وتُشير نفس الدراسة إلى أن "المعلومة تمرّ أكثر فأكثر عبر محتوى ذي أهميّة عمليّة. وبما أن الأمر يتعلق بالشّباب، فقد أدّى هذا التحوّل في البارديغمات إلى تنويع المصادر أو استبدال وسائل الإعلام التقليدية بوسائط ناشئة، حيث يمكن الآن استخدام الميم (تناقل عادات ثقافية عن طريق المحاكاة) مصدرا للمعلومات، مثل خط تويتر أو بودكاست"، حسب تفسير موريلا ألفارادو، المدرّسة بمعهد البحوث في مجال الاتّصال بالجامعة المركزية في فنزويلا.

جلب جماهير جديدة

أمام هذه التغيّرات في عادات الأجيال الجديدة، تحاول وسائل الإعلام التقليدية أن تتكيّف مع الأوضاع المستجدّة حيث يسعى بعض الصحفيّين إلى إنتاج محتوى موجّه إلى الشّبكات يتناسب مع من هم دون الثّلاثين من العمر. ففي البرازيل، يفضّل إيفاندرو ألميدا، 23 سنة، وهو عضو في شبكة LATAM للصحفيين الشبان، التّنسيقات القادرة على جذب معاصريه. وقد أنتج مؤخرًا سلسلة أشرطة فيديو على إنستغرام ويوتوب حول سكّان أمريكا اللّاتينية الذين يعيشون في مناطق الحرب والنّزاع المسلح.

يقول ألميدا: "أنشأتُها خصيصًا لِتُبَثّ على شبكات التواصل الاجتماعي قصد جلب اهتمام الشباب في المنطقة حول ما يجري في بلدان أخرى"، مضيفا: "منذ سنة 2019، صمّمتُ جميع تقاريري الصحفية في هذا الاتجاه بغاية جلب جماهير جديدة." 

نفس الشّيء ينطبق على نويليا إسكيفيل، 25 سنة، مراسلة لافوز دي غواناكاسته La Voz de Guanacaste، والتي أصبحت تتخلّى أكثر فأكثر عن وسائل الإعلام التّقليدية كمصدر للمعلومات مُفضّلة عنها النّشرات التي تتلقّاها عبر البريد الإلكتروني. ولئن تأكّد لديها أن الشباب في بلدها، الباحث عن المعلومات، يتّجه إلى شبكات التّواصل الاجتماعي، فإنّها تعترف أيضًا بأنه يجب بذل المزيد من الجهد لجلب تلك الجماهير وأنه من المهمّ استنباط تنسيقات أكثر إبداعًا. "إنهم يقضّون الكثير من الوقت على الشّبكات الاجتماعية أين يجدون معلومات عن أصدقائهم، وبلدهم، ومنطقتهم، والعالم.".

هذا التحوّل في وسائل الإعلام إلى الرّقمي يبدو مُبرّرا إلى حدّ كبير حين نعلم أن %51 من مستخدمي الإنترنت الذين شملهم الاستطلاع في أمريكا اللاتينية يُقِرّون باستعمال الشبكات الاجتماعية قبل غيرها لمواكبة الأخبار، حسب تقرير غلوبالوابانداكس لسنة 2020. وهو سبب إضافي لتعزيز شبكة الإنترنت في المنطقة من أجل الحدّ من الفجوة بين أولئك الذين يمتلكون الوسائل للنّفاذ إلى المحتوى الإخباري بسهولة و"فقراء المعلومات".  

مطالعات ذات صلة

تصريحات أصحاب البورتريهات، رسالة اليونسكو، أبريل- يونيو 2021

تطهير وسائل الإعلام من التلوّث، رسالة اليونسكو، يوليو - سبتمبر 2017

 

اشترك في رسالة اليونسكو لمتابعة الأحداث. الاشتراك في النسخة الرقمية مجاني %100.

تابع  رسالة اليونسكو على تويتر، فيسبوك، أنستغرام