نعيش اليوم في عالم مترابط الأجزاء أثبتت فيه الثقافة قدرتها على تحويل المجتمعات. فالتجليات المتنوعة للثقافة - بدءاً بالآثار التاريخية والمتاحف التي نعتز بها وانتهاءً بالممارسات التقليدية والأشكال المعاصرة للفن - تثري حياتنا اليومية بطرائق لا تُعد ولا تُحصى. وفي حين يمثل التراث مصدراً للهوية والتماسك في المجتمعات التي تواجه تحولات مربكة وتعاني من انعدام الاستقرار الاقتصادي، يسهم الإبداع في بناء مجتمعات منفتحة وجامعة وتعددية. ويساعد كل من التراث والإبداع على إرساء الأسس اللازمة لنشوء مجتمعات معرفة مفعمة بالحياة تزخر بأوجه الابتكار والازدهار.
يمارس مكتب اليونسكو في بيروت، وبصفته المكتب الجامع لسوريا ولبنان في مجال الثقافة، دوراً حيوياً نظراً لفرادة وغناء التراث الثقافي في هذه المنطقة، والتهديدات الكبيرة والعديدة التي يواجهها، ولاسيما النزاع المسلح. يعتبر الحفاظ على المواقع التراثية أحد أولويات اليونسكو، وهو أحد أكثرها تعقيداً. وبالتالي، تخصّص اليونسكو مصادر كثيرة لدعم جهود السلطات المحلّية في حماية تراثها المادي وغير المادي، وهي خطوة أساسية لتشجيع التنوّع الثقافي، وتحقيق السلام المستدام والازدهار الاقتصادي.
يركّز مكتب اليونسكو في بيروت من خلال برنامجه المتنوع في لبنان، على وضع الثقافة في صلب عملية المصالحة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
ولكي تحتل الثقافة المكانة التي تستحقها في الاستراتيجيات والعمليات الإنمائية، يعتمد مكتب اليونسكو في بيروت نهجاً ثلاثي الأبعاد في عمله. فالمنظمة:
1- تروّج الثقافة والتنمية في لبنان؛
2- تتعاون مع المجتمع المحلّي لوضع سياسات وأطر قانونية واضحة
3- وتضطلع في الوقت عينه بنشاط ميداني لمساعدة الحكومات والجهات المحلية على صون التراث وتدعيم الصناعات الإبداعية وتعزيز التعددية الثقافية.