<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 12:46:10 Dec 26, 2021, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Press release

دراسة جديدة تُبرز الدور الحيويّ لغابات مواقع اليونسكو للتراث العالمي في التخفيف من شدّة تغير المناخ

28/10/2021

Tأُجرِيَ أوّل تقييم علميّ لكميّات غازات الاحتباس الحراري التي تحتجزها أو تطلقها غابات مواقع اليونسكو للتراث العالمي، وأظهر أنّ هذه الغابات تؤدّي دوراً محورياً في التخفيف من وطأة تغيّر المناخ كونها تمتصّ 190 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، بيدَ أنّ كميّات الكربون التي أطلقتها هذه الغابات في الجو تفوق كميّات الكربون التي احتجزتها، ويُعزى السبب في ذلك إلى الضغط الذي تتعرض إليه من جرّاء النشاط البشري وتغيّر المناخ، وهو أمرٌ ينذر بالقلق.

غابات التراث العالمي تمتصّ 190 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويّاً

تسنّى لثلّة من الباحثين من اليونسكو ومعهد الموارد العالميّة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية، استناداً إلى بيانات السواتل المشفوعة بالمعلومات الميدانيّة، تقدير إجمالي وصافي كميّة الكربون التي أطلقتها أو احتجزتها غابات مواقع اليونسكو للتراث العالمي بين عامَي 2001 و2020، فضلاً عن تحديد أسباب بعض الانبعاثات.

وأظهر البحث أنّ غابات مواقع اليونسكو للتراث العالمي، الموزّعة في 257 موقعاً منفصلاً، تمتصّ مجتمعةً ما يعادل قرابة 190 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنويّاً، أي ما يماثل زهاء نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية في المملكة المتحدة من جرّاء احتراق الوقود الأحفوري.

مدّنا التقييم بالصورة الأدق على الإطلاق للدور الحيوي الذي تؤديه غابات مواقع التراث العالمي للتخفيف من حدّة تغيّر المناخ.

تيلز كارفالو ريسيندي الذي شارك في كتابة التقرير من اليونسكو

وتُعتبر غابات التراث العالمي، التي تبلغ مساحتها الإجماليّة 69 مليون هكتار وتعادل ضعف مساحة ألمانيا تقريباً، نظماً إيكولوجية غنيّة بالتنوع البيولوجي. وبالإضافة إلى دورها في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، فإنها تخزن أيضاً كميات كبيرة من الكربون. واضطلعت هذه الغابات بمرور الزمن بدور حيوي في عزل الكربون بكميّات وصلت في مجموعها إلى ما يقرب من 13 مليار طن من الكربون، وهو أكثر من كميّة الكربون الموجودة في احتياطيات الكويت المؤكدة من النفط. وفي حال أُطلِقت هذه الكميّة من الكربون المخزّن إلى الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون، فستكون هذه العملية بمثابة إطلاق ما يعادل 1.3 أضعاف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنويّة الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري في العالم.

نتائج التقييم في 10 غابات في مواقع التراث العالمي تنذر بالقلق

ولما كانت مواقع التراث العالمي تحظى بتقدير كبير وحماية شديدة، ثمّة قلق كبير إزاء كميّة الكربون المنبعثة من 10 من أصل 257 غابة كونها تجاوزت الكميّة المختزنة بين عامَي 2001 و2020، ويُعزى السبب في ذلك إلى مختلف الاضطرابات والضغوط الناتجة عن النشاط البشري.

وأسفرت إزالة الأحراج في العديد من المواقع من أجل تمهيد الأرض للأغراض الزراعيّة عن انبعاث الكربون بكميّات تفوق معدّل احتباسه. ويُعزى تعاظم حجم حرائق الغابات وتأجّجها في أغلب الأحيان إلى فترات الجفاف الشديد، ويُعتبر عاملاً مُهيمناً في العديد من الحالات. وساهمت بعض الظواهر المناخيّة القاسية، مثل الأعاصير، في هذه الانبعاثات في مواقع بعينها.

يجب تسخير جميع الغابات في مكافحة تغيّر المناخ. وثمّة مدعاة للقلق في النتائج التي خلص إليها تقريرنا كونه يظهر أنّ الغابات الأبرز والأشد حماية، مثل غابات مواقع التراث العالمي، يمكن أن تساهم فعلياً في تغيّر المناخ. وتبرز هذه النتائج خطورة حالة الطوارئ المناخيّة الراهنة.

تيلز كارفالو ريسيندي

ومن المرجَّح خلال السَّنوات القادِمة أن يتأثّر احتجاز الكربون وبالوعات الكربون في عَدد متزايد من المواقع المنتشرة في العالم من جرّاء تعاظم تردّي أحوال المناظر الطبيعية وتأجج تواتر الظواهر المناخية وشدّتها.

تحسين إدارة المواقع يمكن أن تُسفر عن نتائج ملموسة

يحثُّ التقريرعلى توفير الحماية القوية والمتواصلة لمواقع اليونسكو للتراث العالمي والمعالم الطبيعية المحيطة بها كي تواصل غاباتها أداء دورها كبالوعات ومستودعات كربون لصالح أجيال الغد. ولتحقيق ذلك، يوصي التقرير بسرعة الاستجابة للظواهر المناخيّة، فضلاً عن الإبقاء على الترابط الإيكولوجي وتوطيده من خلال تحسين إدارة المناظر الطبيعية.

تستعمل الوكالات الحكوميّة في إندونيسيا على سبيل المثال نظاماً شبه آني للإنذار بالحرائق، وذلك للتقليل إلى حدّ كبير من متوسط الفترة الزمنية اللازمة لمكافحة الحرائق. وتُعتبر سرعة الاستجابة جزءاً متأصلاً في الجهود الرامية إلى منع تأجج النيران المُدمّرة التي تُولّد انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.

وفي موقع التراث العالمي لنهر سانغا، الواقع في الكاميرون في جمهورية أفريقيا الوسطى وفي جمهورية الكونغو، ساهم إنشاء منطقة عازلة تحيط بالموقع في الحفاظ عليه، باعتباره بالوعة كربون هامة، بمنأى عن النشاط البشري.

ويوصي التقرير أيضاً بإدراج الحماية المستمرة لمواقع اليونسكو للتراث العالمي في الاستراتيجيات التي تُعنى بالمناخ والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة على الصعيدَين الدولي والوطني، وذلك فيما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ والإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 وأهداف التنمية المستدامة.

 

يمكن لتحليل مواقع التراث العالمي البارزة، الذي يستند إلى البيانات الساتلية المشفوعة بالمعلومات الميدانيّة، تحسين عملية صنع القرار على الصعيد المحلي وتعزيز المساءلة، الأمر الذي يصبّ في منفعة الغابات والمناخ والبشر.

ديفيد غيبس، وهو باحث مشارك لدى معهد الموارد العالمية وأحد مؤلفي التقرير

تشغل حماية مواقع التراث العالمي من التفتت والتهديدات المتصاعدة مكانة محوريّة في قدرتنا المشتركة للتصدي لتغير المناخ وخسارة التنوع البيولوجي.

تيم بادمان، مدير برنامج التراث العالمي لدى الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية

للاطلاع على التقرير وقائمة الغابات العشرة التي تبيّن أنّها مصادر صافية لانبعاثات الكربون: هنا

المادة الإخبارية لمركز اليونسكو للتراث العالمي: هنا

جهة الاتصال للشؤون الإعلامية:

توم بوريدج