<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 21:06:54 Mar 14, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Article

الموصل على درب تحقيق السلام المستدام بعد أربع سنوات من تحريرها

21/07/2021

يصادف اليوم ذكرى مرور أربع سنوات على تحرير مدينة الموصل العراقية، التي تكتسي رمزيّة خاصة، من أغلال المتطرفين العنيفين، وطيّ صفحةِ 36 شهراً من الحرب والذّعر والموت. وفي مطلع العام الذي أعقب التحرير، وضعت اليونسكو خطةً لإعادة الإعمار والمصالحة من أجل إعادة المدينة إلى سابق مجدها، وذلك بكل ما تكتنزه من ثراء وتنوع وتاريخ تعدديّ، باعتبارها ملتقى الثقافات والأديان في الشرق الأوسط. وإبّان مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، الذي عُقد في شهر شباط/فبراير 2018، استهلّت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، مبادرة اليونسكو البارزة "إحياء روح الموصل".

ماذا تُجسّد هذه المبادرة؟ تُعتبر مبادرة "إحياء روح الموصل" بمثابة مبادرة بنّاءة لا يقتصر الهدف منها على إعادة المعالم التاريخيّة في هذه المدينة العريقة إلى سابق عهدها، بل تصبو أيضاً إلى إحياء حسّ الانتماء للمجتمع الذي ينطوي على جملة من الأمور، من بينها تنوّع الأديان. ويتجلّى أحد أوجه التداخل بين التاريخ والتنوّع في الجهود التي بذلتها اليونسكو من أجل إعادة إعمار وبناء مجمع جامع النوري وكنيستَي الساعة والطاهرة.

وقد أُحرز التقدّم على كلا الجبهتَين، إذ شهدنا العام الماضي اختتام المسابقة المعماريّة الرامية إلى إعادة بناء الجامع، ومن المزمع تقديم تصميم مفصّل للمجمع في مرحلة لاحقة من هذه السنة.

وتخضع المئذنة الحدباء في هذه الأثناء إلى مراجعة هيكليّة، ومن المزمع إعادة إعمارها على النحو الذي كانت عليه قبل عام 2017، وذلك احتراماً لرغبات أهالي الموصل.

وجاري العمل حالياً على تدعيم كنيسة الطاهرة تمهيداً لإعادة إعمارها في مرحلة لاحقة من هذا العام، وستشمل هذه الجهود كنيسة الساعة فيما بعد، إذ ننتظر تصديق الرهبانية الدومينيكانية في الموصل على خطط التصميم الأولية. ويعتمد الجدول الزمني لهذه الأنشطة على الاستجابة الراهنة لجائحة كوفيد -19 في الموصل.

والجدير بالذكر أنّه تسنّى إعادة بناء جامع النوري وكنيستَي الساعة والطاهرة بفضل الدعم السخيّ الذي قدّمته دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وباشرت اليونسكو أيضاً العمل في مدينة الموصل القديمة من أجل إعادة أجزاء من المناظر الحضرية التاريخية فيها إلى سابق عهدها، وتجسّد هذه الجهود مبادرة محوريّة أخرى ترمي إلى ضمان إعادة تأهيل الأماكن، على غرار دورِ العبادة، التي كانت لبنة من لبنات حياة أهالي الموصل الاجتماعية والثقافية. وبدعم من الاتحاد الأوروبي، تعمل اليونسكو كذلك على إعادة تأهيل 44 بيتاً تاريخياً. وستشمل المرحلة المُقبلة من المشروع إعادة تأهيل 75 بيتاً إضافياً.

تنطوي مبادرة "إحياء روح الموصل" كذلك الأمر على ضمان توفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الأطفال. وفي هذا السياق، من المتوقع استهلال عملية بناء مدرسة الإخلاص الجديدة قريباً، بدعم من الاتحاد الأوروبي. وسوف تتّبع المدرسة إطار عمل اليونسكو للمدرسة السعيدة، الذي يعزّز ثقافة السلام والمصالحة التي تبدأ في كنف قاعات الدراسة.

وفي مجالَي التعليم والتدريب، سوف يُنهي ما يزيد على ألف متدرّب التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني القائمين على الكفاءة في مجال البناء، وذلك إبّان فترة تنفيذ المشروع. وسوف ينخرطون في التدريب القائم على العمل الميداني من أجل إعادة تأهيل المباني التاريخية، بدعم من الاتحاد الأوروبي.

 وسوف يستفيد أكثر من 2500 خريج من الصفَّين الخامس والسادس وأساتذتهم من برنامج التدريس والتعلّم القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والألواح الذكية، والذي يحظى بدعم من السويد.  وفي ذات السياق، سوف يستفيد 100 ألف متعلّم من برنامج اليونسكو التعليمي الرامي إلى درء التطرف العنيف، الذي يحظى بدعم من كندا.

وتعمل اليونسكو أيضاً، بدعم من الاتحاد الأوروبي، على تحقيق انتفاع المجتمع بتعليم ابتدائي وثانوي رفيعَي النوعية، وتتخلّل هذه الجهود تلبية احتياجات اللاجئين والمشردين، شأنهم بذلك شأن الأشخاص الآخرين. ويتمثل الهدف من هذه الجهود في تزويد المدارس ببيئة تعليمية آمنة ومواتية، فضلاً عن الارتقاء بالقدرات التعليمية، وتوفير الكتب المدرسية، والمواد التعليمية للأطفال الذين هم في سن المدرسة، وتحسين رفاه الأطفال من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، والحد من المخاطر المحدقة بالأطفال، وذلك من خلال إذكاء الوعي بشأن مخلفات الذخائر والألغام.

وتعمل اليونسكو، بدعم من إيطاليا، على ترميم مكتبة جامعة الموصل، وإنشاء كرسي جامعي لليونسكو في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

كان إنعاش الصناعات الثقافية والإبداعية من أبرز الجهود التي بذلتها اليونسكو هذا العام بغية إحياء الحياة الثقافية في الموصل. ويضم برنامج بناء القدرات، الذي يولي الفنانين الشباب تركيزاً خاصاً، دعم التقاليد الموسيقية الغنية والمتنوعة في المدينة. وتسنّى تنفيذ هذا المشروع بفضل صندوق اليونسكو للتراث في حالات الطوارئ.

وسعياً من اليونسكو إلى دعم الفنون البصرية، أنشأت المنظمة "مساحة فنية" في الموصل، وهي عبارة عن مركز يحتضن أنشطة بناء القدرات والفعاليات الثقافية، ويوجد فيه مساحة عرض تتيح للشباب أن يلتقوا ويتناقشوا ويطلقوا العنان لأفكارهم ويرتقوا بمواهبهم. ومن المزمع البدء ببرنامج جديد خاص بفنون الأداء وصناعة الأفلام إبّان الأشهر المقبلة.

 ينطوي جوهر مبادرة "إحياء روح الموصل" على استجابة اليونسكو الرامية إلى استرجاع أمجاد الموصل من خلال تمكين السكان باعتبارهم عوامل تغيير فعّالة في عملية إعادة بناء مدينتهم، وذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية، هي: التراث والتعليم والحياة الثقافية. وإنّ الدرب الأمثل لتحقيق هذه الجهود هو درب التعاون الوثيق والتشاور مع الحكومة والشعب العراقي، فضلاً عن حشد المجتمع الدولي.

بالإضافة إلى البلدان المذكورة آنفاً، تسنّى الاضطلاع بهذه المبادرة بفضل الدعم الذي قدّمته ألمانيا واليابان وقطر ومملكة هولندا والحكومة الفلمنكية.