<
 
 
 
 
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 01:12:34 Mar 16, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

زاوية كبرى

"النساء هنّ البطلات المجهولات في هذه الأزمة"

أدّت الأزمة الصحية، وما عقبها من حجر شبه عام، إلى تصاعد العنف ضد النساء. في هذا الحوار، تحذّر فومزيلي ملامبو-نكوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة من احتمال تراجع حقوق المرأة.

أجرت المقابلة: لايتيسيا كاسي

اليونسكو

 

كنتِ حذّرتِ، في شهر مارس المنقضي، من تعمّق اللاّمساواة بين الرّجال والنّساء. ما الذي يجعلك تعتبرين هذه الجائحة أكثر وقعا على النّساء؟

الرّجال والنساء ليسوا متساوين، عموما، أمام الأزمات. وأزمة الحال ليست استثناء. ففي كثير من الأحيان تعمّق الأزمات اللاّمساواة القائمة.

لقد عانت النّساء كثيرا من هذه الجائحة. فكثيرات منهن يشتغلن في الخطوط الأمامية ويتعرّضن مباشرة إلى الفيروس، فضلا عمّا يلحقهنّ من أضرار جرّاء العواقب الاجتماعية للأزمة. وقد أدّى توقّف النشاط إلى تفاقم هشاشة الوضع الاقتصادي للنساء اللواتي يشغلن عمومًا وظائف أقل استقرارا، ويتقاضين أجورا أقل من الرجال، كما أنّ بعضهن حُرم من سبل العيش.

من جهة أخرى، يلجأ العديد من النساء إلى الخدمات الاجتماعية التي أصبح الوصول إليها عسيرا خلال هذه الفترة، لذا فإن اللاتي لا يحظين بالرعاية يصبحن في خطر أكبر. 

سلّطت الأزمة الأضواء على مِهنٍ حاسمة (ممرّضات، صرّافات (قابضات)، مدرّسات...) وهي مِهنٌ تكون فيها نسبة تمثيليّة المرأة مرتفعة. فهل يمكن لهذه الأزمة أن تُغيّر نظرتنا إلى النساء العاملات في هذه المجالات؟

النساء هنّ البطلات الحقيقيات لهذه الأزمة، حتى لو لم يتم الاعتراف لهن بذلك. إذ يبدو، وهو أمر غريب، أنه لا يوجد وعي بدورهنّ في إدارة الأزمة رغم أنّهنّ ينقذن الأرواح. إنّهنّ، حقّا، البطلات المجهولات وجنديات الخفاء.

أتمنى أن تتغير هذه النظرة. وهو ما يدعو إلى الحديث عنهنّ، وإبراز جهودهنّ حتى يدرك الجميع الدّور الذي يقمن به في هذه الأزمة. 

ماذا يمكن للنّساء أن يُضفنه في إدارة الأزمة؟

جرت العادة في المجتمع اعتبار الرّعاية الصحيّة مجال النّساء بامتياز. صحيح أنّهن حاضرات بكثافة في هذا القطاع. لكنهنّ يعرفن، أيضًا، كيف يجعلن دورهنّ غير مقتصر على إدارة الأزمة من الناحية الصحية البحتة. فبحكم مواهبهنّ المتعدّدة، يسمح لهنّ موقعهنّ، أكثر من غيرهنّ، فهم حالة الوباء من جهة عواقبها الاقتصادية والاجتماعية والصحيّة أو تلك المُتّصلة بالأمن الغذائي. فللنّساء فهم أفضل للتّقاطع الذي يعشنه يوميا ويختبرنه. 

في تصريح بتاريخ أبريل 2020، أشرتِ إلى الجائحة الكابوس بخصوص تصاعد العنف ضد النساء. فما تأثير الحجر الصحي على وضع النساء؟

في هذا التصريح، ذكرتُ، فعلا، أن الخطوط الخاصة بالمساعدة الهاتفية ومراكز استقبال ضحايا العنف المنزلي سجّلت ارتفاعا في طلبات المساعدة في جميع أنحاء العالم. فالحجر الصحي زاد التوترات استفحالا وتفاقمت معه عزلة النساء اللاتي يعشن مع شركاء عنيفين تزامنا مع فصلهنّ عن الخدمات المفترض فيها مساعدتهنّ. هذا الوضع الخاصّ، جعل الإبلاغ عن الاعتداءات أكثر تعقيدًا نظرا لمحدودية وصول المرأة إلى أرقام الطوارئ وتزايد الطّلب على الخدمات العامة مثل الشرطة.

في بعض الدول، لا تُعتبر خدمات الحماية للنساء ضحايا العنف من الخدمات الأساسية. وقد حُرم بعض النساء من أي مساعدة في حين كُنّ فيه حبيسات المنزل صحبة المُعتدين عليهنّ. وهو وضع من الصّعب جدّا عليهنّ مواجهته. 

هل علينا أن نخشى تراجعا في حقوق النساء؟

بالتأكيد، بل يمكننا أن نخشى، في بعض الحالات، اختفاء هذه الحقوق. وعلينا أن نُناضل من أجل ألّا يحدث ذلك.

تقترن هذه السنة بالذكرى العشرين للمصادقة على القرار 1325 لمجلس الأمن للأمم المتحدة المتعلق بالمرأة والسلام والأمن. نحن بحاجة إلى تنفيذ خطط عمل، والاستعداد للمضيّ قدما في أقرب وقت ممكن. فحقوق النساء يجب أن تظلّ ذات أولوية، ويجب عدم التّضحية بها. إنّ دفاع النّساء عن حقوقهنّ لا يقلّ أهميّة عن صراعهنّ من أجل البقاء وتجاوز وباء الكوفيد. علينا أن نخوض المعركة على الجبهتين بالتوازي. 

ما المطلوب القيام به حتّى لا تذهب حقوق النّساء ثمنا للأزمة؟

على الصعيد الاقتصادي، علينا أن نتأكد من أنّ برامج الحكومات في إعادة الإنعاش الاقتصادي تستهدف النساء على نحو ملموس، وأن تكون ملائمة للعاملات في القطاع غير الرسمي. تلك بعض الحقوق التي سنواصل النضال من أجلها.

ويتعيّن أيضا إيجاد حلول فيما يتعلق بالعنف ضد النساء. فهذا العنف لن يتوقّف مع نهاية الأزمة لذا يجب أن نظلّ يقظين من أجل الخفض من منسوبه.

كما يجب تشجيع النساء على تولّي مناصب قيادية في مجال مكافحة الجائحة، لا سيّما في الدّول التي تكون فيها نسبة تمثيليتهنّ في قطاع الصحّة ومجالات مقاومة الفيروس ضعيفة، وأن ندعو إلى تمثيلية أكثر عدلا في غيرها من القطاعات. ذلك هو الجانب الذي يجب أن نُركّز عليه جهودنا.

من الضّروري أيضًا العمل على تطوير التعليم عن بعد، مع الحرص على عدم اقترانه بتوسيع الفجوة الرقمية. فبعض المجتمعات ليس لديها دائمًا إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا. وحتى في خلاف ذلك، فالنّفاذ إلى التكنولوجيا لا يتوفّر بنفس القدر للجنسين. علينا مواصلة خوض هذه المعركة مع الحرص على ألاّ يكون التعليم المقدّم عبر المنصات الرّقمية عامل تمييز اجتماعي.

أرجو أن تتوفّق كلّ من اليونسكو، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ولجنة النطاق العريض، والاتحاد الدولي للاتصالات، ووزارات التعليم، في توحيد الجهود لإنشاء البنية التحتية الخاصّة بالنطاق العريض في المدارس الريفية والأحياء غير النظاميّة حتى يتمكن الجميع، أينما كانوا، من الحصول على التعليم.

 

قراءات تكميلية

هيلين بانكهيرست، الحركة النسائية في العروق، رسالة اليونسكو، مارس 2020

مكانة المرأة في الرسالة

 

اشترك في رسالة اليونسكو لمتابعة الأحداث. الاشتراك في النسخة الرقمية مجاني 100%.

تابع رسالة اليونسكو على تويتر، فايسبوك، أنستغرام