<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 09:02:02 Mar 15, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

الحلول المفتوحة الميسّرة لإجراء البحوث وتبادل المعلومات المتعلقة بكوفيد-19

العودة إلى الصفحة الرئيسية

باتت قيمة الحلول المفتوحة والحاجة إليها أمراً بالغ الأهمية في وجه جائحة كوفيد-19. إذ يكفل الانتفاع الحر بالمعلومات العلمية والبيانات المفتوحة المصدر ضمان إجراء البحوث الرامية إلى التوصل إلى لقاح ضد هذا الفيروس على نحو أسرع وأكثر نجاعة، فضلاً عن دورها في إزكاء الوعي بالتدابير الصحية العامة الواجب اتباعها لاحتواء تفشي الفيروس. تحرص الموارد التعليمية المفتوحة على إبقاء المواطنين على اطلاع وتثقيفهم بشأن الفيروس، مما يساعد على ضمان التزامهم بنصائح الصحة العامة، مع السماح بمواصلة التعلم عن بعد.

بناءً على الولاية الملقاة على عاتق اليونسكو فيما يخص تعميم الانتفاع الحر بالمعلومات، فإنّ المنظمة تساند العديد من المنظمات المهنية من خلال ما بجعبتها من أدوات وما تضطلع به من مبادرات مختلفة من أجل تسخير الحلول المفتوحة في مكافحة كوفيد-19. وكانت اليونسكو قد استضافت بتاريخ 30 آذار/مارس اجتماعاً إلكترونياً بحضور ممثّلين عن وزارات العلوم في 122 دولة حيث تبادلوا وجهات النظر إزاء الدور الذي يضطلع به التعاون الدولي في قطاع العلوم، والدفع بعجلة الاستثمار في زمن كوفيد-19. وكانت المديرة العامة لليونسكو، السيدة أودري أزولاي، قد دعت الحكومات إبّان الاجتماع إلى توطيد أواصر التعاون العلمي فيما بينهم ودمج العلم المفتوح في برامج البحث القائمين عليها لكبح جماح الأزمات العالمية والتخفيف من وطأتها في حال وقوعها.

العلم المفتوح الكرت الرابح في المعركة ضد كوفيد-19

هناك حاجة إلى التحلّي بالشفافية والانفتاح في التواصل العلمي، مع الحرص على عدم المساس بخصوصية الناس. فلا بدّ من تسخير الابتكارات العلمية والارتقاء بمبادئ الانفتاح والشمول في إطار الجهود المبذولة في سبيل التوصل إلى حلول جديدة للتصدي للمخاطر الصحية الكبيرة التي من المحتمل أن تجلب عسراً شديداً للبشرية.

يمدّنا التواصل العلميّ والبحث والبيانات باللبنات الأساسية لتشييد صرح مبتكر من المعارف العلميّة. ولا مناص من الإقرار بأن صقل هذه المعارف العلمية الجديدة للتعامل مع إدارة المخاطر في حالات الطوارئ يعتمد على إيجاد مجال مفتوح ومشترك وإتاحة الوصول غير المشروط إلى المواد العلميّة والتقنيات والعمليات وتقاسمها بين كافة أطراف المجتمع العلمي على قدم المساواة، ابتداءً من البلدان المتقدمة وانتهاءً بالبلدان النامية. وبذلك، يعد الانتفاع بالمواد العلمية التي جرى التحقق منها ومراجعتها من قبل الأقران أسوة بالبيانات ومقالات المجلات العلمية وسجلات المختبرات أمراً محورياً لإيجاد بلسم للجروحات الناجمة عن استمرار هذه الأزمة. وفضلاً عن ذلك، تكفل المعلومات والبحث العلمي الموثوق إبقاء الجمهور على اطلاع مستمر على آخر المستجدات وبالتالي تبديد المخاوف التي قد يولدها الجهل أو المعلومات المضللة.

اليونسكو وشركاؤها

توفر اليونسكو من خلال "مناهجها المفتوحة المصدر لأمناء المكتبات والباحثين" مصدرَ توجيه ناجع يمكن للعلماء والمؤسسات الاسترشاد به من أجل نشر بحوثهم المتعلقة بكوفيد-19 وعلم الفيروسات وغيرها من قضايا الصحة العامة، فهذه المناهج خير دليل لهم إن كانوا غير متأكدين من كيفية القيام بذلك على نحو ملموس. تشمل المناهج مجموعة من الوحدات التي تتناول الأهداف والعمليات والأنواع والقيود القائمة في سياق التواصل العلمي المفتوح، ففيها نجد وجهات النظر المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، وسبل استعراض الأقران والقيود القائمة في هذا الخصوص فضلاً عن ماهية المجلات الإلكترونية وقواعد البيانات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأدوار التي تضطلع بها. وتحتوي الوحدة الأخيرة التي تحمل عنوان "مشاركة عملك في الموارد المتاحة للجميع" على مجموعة من الخطوات التوجيهية حيال كيفية نشر الأعمال البحثية بشأن موضوع الزراعة العضوية. أما بالنسبة لمنظمات البحوث والدول الأعضاء، فيمكنهم الاسترشاد بمبادئ اليونسكو التوجيهية للسياسة الخاصة بتطوير وتعزيز الانتفاع الحر، والتي من شأنها أن تسهّل عليهم فهم أهم جوانب الانتفاع الحر كي يتسنى لهم تقييم أوضاعهم الخاصة فيما يتعلق بالتواصل الأكاديمي في مجال الانتفاع الحر واختيار السياسات المناسبة ودمجها في نظم البحث الوطنية الخاصة بهم. وفي هذا السياق، أنشأ المعهد الإحصائي الهندي (الهند) ومشروع قاعدة بيانات ريداليك (المكسيك) بوابة ( CURE) للموارد العالمية بشأن كوفيد-19. ويتمثل الهدف من هذه المنصة في تجميع معلومات موثوقة ومفتوحة المصدر من مصادر مختلفة بشأن دورة الحياة الكاملة للوباء، الأمر الذي يسهّل على المجتمع العلمي وعامة الجمهور الانتفاع بالمعلومات الدقيقة المتعلقة بالفيروس.

 

تدعم اليونسكو الجهود المبذولة لضمان الانتفاع الحر بالمعارف العلمية بمعيّة عدد من الشركاء من بينهم الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA). وتضم اليونسكو صوتها إلى هذا الاتحاد وشركائه لضمان الانتفاع الحر بالمعلومات العلمية، لا سيما في هذا الوقت الحاسم عندما يتعين على العالم تبني روح العمل الجماعي لإيجاد لقاحات وعلاجات لفيروس كوفيد-19.

الموازنة بين تبادل البيانات الناجعة والحق في الخصوصية

يمكن أن تكون البيانات الشخصية المتعلقة بصحة الأفراد وموقع الجغرافي من أهم التدابير الاحترازية الممكن تجنيدها للتغلب على كوفيد- 19، إذ تمكّن من رسم خرائط لمواقع تفشي المرض، وتقييم أثر التدابير الحكومية لاحتواء الفيروس، وتوفير معلومات هادفة في المناطق الأكثر عرضة لخطر الفيروس.

ولكن قد يترتب على استخدام البيانات الشخصية انتهاك حرمة الحياة الخاصة لهؤلاء الأفراد، الأمر الذي يتطلب تحقيق الموازنة بين الحاجة إلى استخدام هذه البيانات من جهة والحفاظ على خصوصية الأفراد من جهة أخرى. وقد أقرّت العديد من الاتفاقيات والبيانات وأطر العمل والتصريحات المتخذة على الصعيد العالمي بخصوص أخلاقيات التعامل مع هذه البيانات، بهذه المعضلة واعتمدت عدداً من المبادئ التوجيهية للتعامل مع البيانات في ظل الأزمات الصحية العامة، ومن أبرزها توجيهات منظمة الصحة العالمية الرقابية أثناء جائحة الأنفلونزا، التي تحدد بدورها الاحتياجات من البيانات واستراتيجيات المراقبة. ويحتوي تقرير لجنة اليونسكو الدولية لأخلاقيات البيولوجيا، المعني بالتحديد بالبيانات الضخمة والصحة، على مذكرة توضيحية تدعو الوكالات الدولية إلى تطوير أطر عمل أخلاقية لحماية البيانات والخصوصية مع تسهيل الانتفاع الحر بالبيانات الضخمة وتسخيرها للصالح العام. تحتوي اللائحة العامة لحماية البيانات على سلسلة من الآثار المترتبة على البحوث الصحية الدولية والتي تتطلب جمع بعض البيانات الشخصية عن الأفراد واستخدامها ومشاركتها على نحو عابر للحدود، ولكنها تشمل بعض الحالات الاستثنائية التي قد تطال الصالح الصحي العام.

اليونسكو وشركاؤها

يقدّم مرصد فيروس كورونا، الذي دشّنه مركز اليونسكو الدولي لبحوث الذكاء الاصطناعي في سلوفينيا (من الفئة الثانية) رؤيةً عالمية لحالة الجائحة. وتوفر البوابة العالميّة للموارد المتعلقة بكوفيد-19 نظرة شاملة عن الجائحة من خلال تلخيص المعارف الجماعية التي يمتلكها العالم بشأن هذا الفيروس؛ وذلك من خلال إعداد عدد من التقارير الفاحصة والإخبارية في كل بلد؛ مما يبقي العامة على اطلاع بآخر المستجدات. كما وتقوم البوابة بجمع وتوليف الإحصائيات في رسوم بيانية أكثر قابلية للفهم، ما يسهل فهم الجمهور لتطور الفيروس.

توظيف الموارد التعليمية المفتوحة من أجل استمرارية التعلم من المنزل

نظراً إلى أن هذه الجائحة قد تسبب بموجة إغلاقات واسعة طالت المدارس في 185 دولة الأمر الذي فرض على 89.4٪ من المتعلمين البقاء في منازلهم، فإن الموارد التعليمية المفتوحة باتت أداة مفصلية لاستكمال الفصول الدراسية الرسمية على الإنترنت بل قد تكون الوسيلة التعليمية الوحيدة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى التعلم عبر الإنترنت. وقد أتاح عدد من المؤسسات التعليمية والمدارس ودور النشر والتقييم في القطاع الخاص الانتفاع الحر بمواردها كي يتسنى للطلاب القابعين في الحجر الصحي مواصلة تعليمهم لا سيما أولئك الذين يتعثر عليهم الوصول إلى مصادر التعلم في الوقت الراهن. وقد قامت اليونسكو في هذا السياق بتحديد عدد من الدورات الإلكترونية المفتوحة الحاشدة والموارد التعليمية المفتوحة من أجل توفير دورات عبر الإنترنت ومحتوى تعليمي ذاتي التوجيه من خلال الأجهزة المحمولة أو التقليدية.

اليونسكو وشركاؤها

تعزز اليونسكو، في إطار التوصية الخاصة بالموارد التعليمية المفتوحة، والتي اعتمدتها الدول الأعضاء لدى المنظمة في تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2019، التعاون مع أوساط الموارد التعليمية المفتوحة المصدر لدعم موارد ومنهجيات تدريسية وتعليمية مفتوحة المصدر. وجهت اليونسكو دعوة إلى أوساط الموارد التعليمية المفتوحة المصدر، المضطلعة بتنفيذ توصية اليونسكو بشأن الموارد التعليمية المفتوحة، إلى جمع وتبادل المعلومات حول الموارد المعلوماتية عن فيروس كوفيد-19 لدعم التعلم أثناء هذه الأزمة.

في خطوة منها لدعم إعداد وتطوير المواد والمناهج الدراسية الكفيلة بتعزيز قدرة المحاضرين الذين يقدمون موادهم عبر الإنترنت، قامت اليونسكو بتوفير مجموعة من الأدوات والوسائل المفتوحة المصدر التي يمكن للحكومات والمؤسسات الاستعانة بها لإنفاذ إطار كفاءات المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لليونسكو. تشمل هذه المصادر موارد مرخصة ومتاحة عبر الإنترنت لدعم تدريب المعلمين على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتوفر اليونسكو أيضاً فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، والتعليم عبر الإنترنت، أداة مفتوحة المصدر "التعلم للجميع: مبادئ توجيهية بشأن إدراج المتعلمين ذوي الإعاقة في التعلم المفتوح والتعلم عن بعد."

ضمّت اليونسكو جهودها إلى معهد تكنولوجيا المعلومات IIITE في إطار مبادرة الموارد التعليميّة مفتوحة المصدر لمواجهة فيروس كورونا والتي استهلتها رابطة التعلم والمجلس الدولي للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد وكرسي اليونسكو للموارد التعليمية المفتوحة في نيوزيلندا. وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم الدعم لمن يقومون بالانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت باستخدام الموارد التعليمية المفتوحة في خضم جائحة كوفيد-19.

وتوفر اليونسكو كذلك الأمر جملة من المواد والرسائل الإعلاميّة والتوعوية المفتوحة بشأن أزمة كوفيد-19 عبر مواقع الصحة العامة ومواقع التواصل الاجتماعية وذلك بجميع لغات الأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، أعدّ قطاع التعليم في اليونسكو مجموعة من الموارد التي يمكن الاطلاع عليها عبر الصفحة المخصصة لقضية إغلاق المؤسسات التعليمية بسبب كوفيد-19 والاستجابة لذلك.

 

دعوات أخرى لحلول مُقترحة

  • صدر مستشارو العلوم الحكوميون من اثني عشر دولة رسالة مفتوحة يدعون فيها دور النشر المختصة بالقضايا العلميّة إلى إتاحة الانتفاع الحر والمجاني بجميع البحوث المتعلقة بفيروس كورونا وكوفيد-19، وذلك من خلال قاعدة بيانات موقع بابميدPubMed ، وهو أرشيف مجاني معني ببحوث الطب وعلوم الحياة، أو من خلال مصادر أخرى مثل قاعدة بيانات كوفيد التابعة لمنظمة الصحة العالمية. أما الاثنا عشر بلداً فهي: أستراليا والبرازيل وكندا وألمانيا والهند وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

 

  • أعادت مؤسسة المشاع الإبداعي تأكيد رسالتها المتمثلة بضرورة قيام جميع المنظمات الممولة من القطاع العام بما يلي: 1- اعتماد سياسات الانتفاع الحر التي توجب إتاحة البحوث الممولة من القطاع العام بموجب ترخيص مفتوح (أسوة برخصة المشاع الإبداعي النسبيّة CC BY 4.0) أو أن تنقلها إلى إطار الملكية العامة. 2- التأكد من أن جميع الموارد التعليمية، مثل مقاطع الفيديو والرسوم البيانية وغيرها من أدوات الوسائط، مفتوحة الترخيص لتسهيل نشر معلومات موثوقة وعملية للجمهور. وأصدر الائتلاف الدولي لاتحادات المكتبات (ICOLC) بياناً حول جائحة كوفيد-19 العالمية وتأثيرها على خدمات وموارد المكتبة، لمساعدة الناشرين ومقدمي المحتوى على فهم كيفية تأثير كوفيد-19 على الأوساط المعلوماتية. ويقترح الائتلاف أيضاً بعض الإجراءات التي يجب على الناشرين مراعاتها، بما في ذلك إتاحة الانتفاع الحر بأي محتوى ومجموعات بيانات ذات صلة تقع في دائرة الاشتراك فقط، وإزالة القيود المفروضة على المستخدمين، والمزيد من الإجراءات لتعزيز الانتفاع الحر بالمعلومات خلال هذه الأوقات العصيبة.

 

  • إدراكاً منها لضرورة فرض الرقابة على الانتفاع بالبيانات عالية الجودة لضرورات الاستجابة العلمية والسياسات خلال أوقات الأزمات، قامت منظمات Data Together، ومنها لجنة البيانات للعلوم والتكنولوجيا؛ وتحالف البيانات البحثيّة؛ وجو فير والنظام العالمي للبيانات، بتدشين حملة من النداءات والإجراءات المتعلقة بكوفيد-19. تتضمن الأعمال المنوطة بها استعراض عمليات إعداد ونشر بيانات منصفة بخصوص كوفيد-19، وتحديد مبادئ توجيهية مفصلة حول كيفية مشاركة البيانات وإعادة استخدامها، والتهيؤ للقدرة على التكيف في المستقبل من خلال معالجة القضايا الحرجة المتعلقة بالانتفاع بالبيانات، وكيفية توظيف هذه البيانات على نحو متبادل وإعادة استخدامها عبر الخطوط الفاصلة بين المجالات والتخصصات والحدود المؤسسية. ويوضح البيان العام لأخصائيي حقوق المؤلفين في المكتبات: الاستخدام العادل والتعليم والبحث عن بعد في حالات الطوارئ، الصادر مؤخراً عن مجموعة من أمناء المكتبات المتخصصين في مجال حقوق المؤلفين من الكليات والجامعات في الولايات المتحدة، كيفية تطبيق الاستخدام العادل في مثل هذه الظروف استثنائية التي نمر بها.