<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 19:58:48 Mar 16, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Press release

اليونسكو ومؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع تعتزمان ترميم موقع باندياغارا للتراث العالمي في مالي ودعم المجتمعات المتأثرة بالنزاعات

06/08/2020

تعتزم اليونسكو ترسيخ التلاحم الاجتماعي وتوطيد قدرة المجتمعات المحليّة القابعة منذ سنوات تحت وطأة النزاعات المسلحة في المناطق الوسطى في مالي. وتندرج هذه المساعي في إطار مشروع جديد تسنّى له رؤية النور بفضل التمويل الذي قدمته مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع بقيمة مليون دولار أمريكي. ويتمثل الهدف من المشروع في تقديم الدعم الناجع لترميم موقع التراث العالمي في مالي "صخور باندياغارا (بلاد الدوغون)"، والذي يحتضن 289 قرية مترامية الأطراف على مساحة 400 ألف هكتار في منطقة موبتي في مالي. 

وقد أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في هذا السياق "أنّ الثقافة لا تنحصر بدور الضحية التي تحتضر في أغلب الأحيان بفعل النزاعات المسلحة الغائرة في القدم، بل تؤدي أيضاً دوراً حاسماً في شحذ الهمم وتوطيد القدرة على الصمود، وتمثل لبنة أساسية لا غنى عنها لإرساء أسس السلام". وأضافت قائلة: "نسعى من خلال هذا المشروع الجديد، بالتعاون مع السلطات المعنية في مالي وبتمويل من مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، إلى إيلاء مكانة مركزية للثقافة في إطار الجهود الحثيثة التي نبذلها للأخذ بيد المجتمعات المحلية القاطنة في هذه المنطقة."

ويهدف المشروع، الذي سيستمر على مدار ثلاثة أعوام في موقع التراث في مالي، إلى ترميم الدمار الذي لحق بمعالم التراث المعماري ولا سيما المنازل والصوامع والمواقع المتعلقة بأشكال الثقافة التقليدية. كما يصبو المشروع أيضاً إلى استئناف عملية إنتاج الصناعات الثقافية وصون القطع الشعائرية في مجموعة تذكارية.

ويقوم المشروع في الأساس على إنعاش الممارسات الثقافية في المنطقة وصونها، الأمر الذي يسهم في حَبك خيوط النسيج الاجتماعي، وتوطيد الترابط بين مكونات المجتمع المحلي، وإحلال السلام بين المجتمعات المحليّة في منطقة شعب الدوغون. وفي هذا السياق، يولي المشروع أهمية خاصة للأنشطة المدرّة للدخل، ولا سيما الأنشطة النسائية، وذلك من أجل تعزيز المصالحة بين المجتمعات المحلية والارتقاء بالجهود الرامية لحماية التراث في غمرة تفشي جائحة كوفيد-19 التي تفرض تحديات جديدة على المنطقة.

باتت مالي في عام 2012 بؤرة للأزمة السياسية والأمنية الطويلة الأمد، والتي تأجّجت إثر توافد عدد من الجماعات المسلحة إلى المناطق الوسطى والشمالية في البلاد. ولقد زهقت منذ ذلك الحين أرواح العديد من المدنيين وتزعزع الوضع الأمني في المنطقة، كما أسفرت الأزمة عن إلحاق أضرار جزئية أو كلية بما يقرب من 30 قرية يقع نصفها داخل حدود موقع صخور باندياغارا للتراث العالمي، والمعروف أيضاً باسم "بلاد الدوغون". كما أسفر الدمار الذي لحق بالقرى عن أضرار جسيمة وخسائر جمّة في المباني والمواقع الأثرية، فضلاً عن تدهور الممارسات الثقافية وتقاليد شعب الدوغون، وطائفة البوزو، وشعوب البمبرة والسونغاي. وسرعان ما أشعل التلاشي التدريجي لمثل هذه الممارسات الثقافية، كالشعائر التقليدية للجنازات ورقصات الأقنعة ومهرجاني "اليارال" و"الديغال" فتيل نيران الفتنة بين الطوائف.

وبدوره، أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، الدكتور توماس كابلان، إلى أنّ "مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع أنشئت في عام 2017 من أجل التدخل لاحتواء الدمار الذي لحق بالتراث الثقافي في مالي، من بين جملة أمور أخرى". وأضاف مؤكداً أنّ "الشراكة التي تجمعهم مع اليونسكو والسلطات المعنية في مالي تجسّد خطة ملموسة وطموحة لحماية ثروات التراث الثقافي التي تكبدت أضراراً جسيمة جراء النزاع. وتسترشد هذه الجهود المشتركة بإيماننا جميعاً بأنّ الثقافة تضطلع بدور هام في عملية توطيد التماسك الاجتماعي، الذي يقودنا في نهاية المطاف إلى إحلال السلام". 

سوف يعمل خبراء اليونسكو عن كثب مع فريق من خبراء وزارة الثقافي في مالي، والإدارة الوطنية للتراث الثقافي، والبعثة الثقافية في موقع باندياغارا، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، فضلاً عن المجتمعات المحلية. وتنبع روح مشروع موقع باندياغارا من مبادرات إعادة الإعمار والتأهيل التي تضطلع بها اليونسكو في مالي منذ عام 2012، وكذلك من جهود التقييم والوساطة التي تبذلها المنظمة منذ عام 2019 في أعقاب نشوب أعمال العنف بين المجتمعات المحلية في الموقع. 

وتجدر الإشارة إلى أن موقع صخور باندياغارا يمثل منظراً ثقافياً شاسعاً تترامى أطرافه على مساحة 400 ألف هكتار موزعة في ثلاث مناطق طبيعية، هي: هضبة الحجار الرملية ومنحدرها وسهولها. هناك علاقة خاصة تجمع المجتمعات المحلية بالبيئة المحيطة بهم، وهو ما يتجلى بوضوح في الشعائر المقدسة والتقاليد. وتم إدراج موقع باندياغارا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1989.

***

جهة الاتصال للشؤون الإعلامية

كلير أوهاغان، مرفق الصحافة لليونسكو

c.o-hagan@unesco.org

روني آملان، قسم خدمة الإعلام في اليونسكو

r.amelan@unesco.org