<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 01:11:41 Mar 16, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Story

من بيروت، أدريانا ليما تبعث برسالة قوية لدعم التعليم

14/03/2022
Beirut, لبنان

٢٤ ساعة فقط. هذه هي مدة إقامة أدريانا ليما في بيروت، والتي نظمتها مؤسسة التعليم فوق الجميع. على الرغم من قصر زيارتها إلى بلاد الأرز، حرصت عارضة الأزياء والممثلة العالمية من أصل برازيلي، على زيارة مجموعة متنوعة من المشاريع. واستفسرت عن برنامج "علّم طفلاً"، كجزء من المشروع المشترك لمؤسسة "التعليم فوق الجميع"  (EAA)مع اليونسكو ومبادرتها الرائدة "لبيروت"، وجمعت شهادات مباشرة من أولئك الذين شاهدوا تعليمهم يضطرب بسبب انفجار مرفأ بيروت في آب (أغسطس) ٢٠٢٠. وأتاح هذا المشروع الضخم الذي تم تنفيذه في وقت قياسي إعادة تأهيل ٧٥ مدرسة رسمية و٢٠ مدرسة مهنية و٣ جامعات، تضررت جميعها من الانفجار.

مع وفد من EAA، ذهبت أدريانا ليما أولاً للقاء طلاب مدرسة الاشرفية الثالثة المتوسطة الرسمية، شرق بيروت، حيث استقبلتها مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت كوستانزا فارينا وفريقها. وقامت بجولة في المدرسة التي تم تجديدها حديثًا، واستمعت بعناية إلى توضيحات حول الحالة الكارثية للمدرسة في أعقاب الانفجار والتغييرات التي تم إجراؤها. ثمّ قاطعت درسًا في الأدب العربي، وأخذت مكانها على مقعد دراسيٍّ بين الطلاب. وقال جورج، طالب يبلغ من العمر 15 عامًا: "أحب المجيء إلى المدرسة كلّ صباح. في البداية، كنا ندرس بالحد الأدنى. اليوم، أصبحنا ندرس في بيئة ممتعة!"

© UNESCO

أمّا أدريانا ليما، فقالت: "كرهت المدرسة عندما كنت صغيرة". لقد مرّ أكثر من ٢٠ عامًا منذ أن جلست على هذه المقاعد. لكن حين بدأت مسيرتي المهنية في عرض الأزياء، وبدأت أسافر وألتقي بأشخاص من ثقافات مختلفة، أدركت أهمية ما تعلمته في المدرسة وهذه الأدوات التي أعطيت لي. كان الأمر يستحق كل هذا العناء، وكنت أتمنى لو كنت أكثر حرصًا في ذلك الوقت". وأضافت: "استمتعوا بكل لحظة! كنت أود أيضًا أن أحظى مثلكم بفرصة تعلم اللغة الإنجليزية في المدرسة. أعلم أنكم مررت بتجارب صعبة ولكن هذا يجعلكم أقوى للمستقبل. إن ما تم تحقيقه هنا مع EAA واليونسكو وشركائهما أمر مذهل".

© UNESCO

تبع ذلك لحظة عاطفية عندما أرادت أميرة، وهي طالبة سورية شابة، أن تخبر كيف عاشت مأساة انفجار المرفأ، هي التي كانت قد هربت من الحرب في سوريا. وأوضحت أن "هذا المبنى هو أكثر بكثير من مجرد مدرسة بالنسبة لنا". "إنه منزلنا. أنا سعيدة لرؤيتها بحلّةٍ جديدة. في الرابع من آب كنت مع والدتي وأخي الذي كسر ذراعه حين انهار كل شيء علينا. ثم سألت نفسي: ماذا سيحدث لي إذا ماتت والدتي وبقيت وحدي هنا، في لبنان، دون أحد؟ من كان سيهتم بي؟" شهادة تلقتها أدريانا ليما بكثير من الحنان، فاسترجعت ذكريات حزينة من طفولتها قائلة: "عندما كنت صغيرة، كانت مدرستي بعيدة جدًا عن منزلي. كان علي أن أحارب يومياً من أجل ركوب الباص كل صباح، وكان العنف يحيط بنا. ذات يوم كنت عائدةً إلى المنزل من المدرسة وهاجمنا لصٌّ أنا وصديقتي. حين حاولت صديقتي أن تقاومه، أطلق اللص الرصاص في رأسها فقتلها على الفور. أنتم هنا في أيد أمينة، مع EAA واليونسكو ومعلميكم. حتى لو لم تدركوا ذلك اليوم، عندما تكبرون ستنظرون إلى الوراء وتشعرون بالامتنان. لا تخافوا، كونوا طيّبين، لأنني أؤمن حقًا أن الحياة تردّ لنا الجميل لأعمالنا الطيبة".

© UNESCO
© UNESCO

قبل مغادرتها المكان، تفقّدت النجمة البرازيلية سطح المدرسة الذي يوفّر إطلالة تخطف الأنفاس على المرفأ الذي دمره الانفجار، وحيث كانت قد أطلقت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، مبادرة اليونسكو الرئيسة "لبيروت".

ثم انتقل الوفد إلى الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، حيث استقبله في المؤسسة المرموقة سفير البرازيل في بيروت، هيرمانو تيليس ريبيرو، ونائبة الرئيس للشؤون الإدارية ماري جابر نشار وزملاؤها. فرصة لأدريانا ليما لزيارة متحف الجامعة الأميركية في بيروت ومباني التراث الثقافي التي دمرها الانفجار، وأعادت اليونسكو تأهيلها بالشراكة مع "علّم طفلاً"، وهو برنامج تابع لمؤسسة "التعليم فوق الجميع"، وفرضة لأدريانا ليما للتأكيد مجددًا: "التعليم هو حجر الزاوية لمستقبل أفضل للجميع".

 

"لبيروت" مبادرة دولية رائدة أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي من بيروت في أعقاب تفجيري المرفأ، في 27 آب 2020، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف والمعارض والصناعة الإبداعية، والتي تعرّضت جميعها لأضرار جسيمة.

أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر "مؤسسة التعليم فوق الجميع" عام 2012، من أجل توفير فرص حياة جديدة وأمل حقيقي للفقراء والمهمّشين من الأطفال والشباب والنساء، لا سيما في المناطق التي تعيش في ظروف صعبة مثل حالات الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية. تنطلق من إيمان راسخ بأن التعليم هو أفضل سبيل للخروج من وطأة الفقر، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتأسيس مجتمعات تنعم بالعدل والسلم، فضلاً عن كونه حقٌ أصيل لجميع الأطفال وأحد أهم الركائز الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي وضعتها الأمم المتحدة. تنتشر أنشطة مؤسسة "التعليم فوق الجميع" في مختلف أنحاء العالم عبر أربعة برامج هي: علِّم طفلا (EAC)، والفاخورة، وأيادي الخير نحو آسيا (روتا)، وحماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن (PEIC)، بالإضافة إلى مجهودها في توفير إمكانية وصول الأطفال في شتى أنحاء العالم إلى التعليم النوعيّ، فإن مؤسسة "التعليم فوق الجميع" تدعو لحماية الحق في التعليم الشامل والجيّد للجميع.

يهدف برنامج "علِّم طفلاً"، أحد البرامج العالمية التابعة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، إلى إحداث تغييرات جذرية وملموسة في حياة الأطفال الذين حالت الظروف دون التحاقهم بالتعليم الابتدائي، حيث تستمر رحلة البرنامج لتمنح بارقة أمل لملايين الأطفال غير الملتحقين بالمدارس والأكثر تهميشًا حول العالم. عبر شراكات استراتيجية وحلول مبتكرة، يواصل البرنامج مساعدة ملايين الأطفال حول العالم في إزالة المعوقات التي تعرقل وصولهم إلى التعليم، حيث يلعب برنامج "علِّم طفلاً" دوراً مهماً في تحسين جودة التعليم الابتدائي ودعم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس سعياً إلى تحقيق نتائج متميزة على مستوى الفرد والمجتمع، تعود بالنفع على الأطفال بالدرجة الأولى ومجتمعاتهم، وترسي دعائم لعالم أكثر استدامة.

© UNESCO
© UNESCO