<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 06:07:02 Mar 16, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

عندما تغلق المدارس أبوابها: دراسة جديدة لليونسكو تكشف عن الفشل في أخذ البعد الجنساني في الحسبان في تصدي قطاع التعليم لجائحة "كوفيد-19"

11/10/2021

"عندما تغلق المدارس أبوابها"، هي دراسة عالمية تكشف تأثير إغلاق المدارس بسبب جائحة "كوفيد-19"، تبعاً لاختلاف الجنس، في التعلُّم والصحة والرفاه، نشرتها اليونسكو في 11 تشرين الأول/أكتوبر، بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للطفلة لعام 2021. وتوصَّلت الدراسة إلى أنَّه في الوقت الذي يمكن أن تؤثر فيه المعايير والتوقعات الجنسانية في القدرة على المشاركة في التعلُّم عن بعد، فإنَّ عمليات التدخل التي تتصدى للعوائق الجنسانية يمكنها أن تحدَّ من فقدان التعلُّم ومن معدلات التسرب من المدارس عند إعادة افتتاحها بطريقة آمنة.

وتقول مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، استيفانيا جانيني، في هذا الصدد: "على الرغم من تنفيذ الحكومات وشركائها لإجراءات سريعة ترمي إلى ضمان استمرارية التعلُّم، فإنَّ إغلاق المدارس بسبب تفشي جائحة "كوفيد-19" حال دون تمتع الأطفال والشباب في شتى أنحاء العالم، بحقهم في تعليم جيد وشامل للجميع"، وتابعت حديثها قائلة: "تذكِّرنا الأمثلة الواردة في هذا التقرير بأنَّ الطريق نحو تحقيق المساواة لا يسير في خط مستقيم، وأنَّنا نحتاج إلى اتخاذ إجراءات هادفة ومستدامة وإلى التعاون فيما بيننا لكي نسير على الطريق الصحيح ونعيد البناء بطريقة تكفل تحقيق المساواة".

تضمنت الدراسة استعراضاً لبحث منشور، كما تضمنت دراسة استقصائية واسعة النطاق لمنظمات تعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم على الصعيد العالمي، وبيانات معمقة جُمعت في المجتمعات المحلية في بنغلاديش وكوت ديفوار وكينيا ومالي وباكستان.

وفيما يلي، أربعة مجالات اختلفت فيها التأثيرات تبعاً لاختلاف الجنس:

  1. حدَّت الطلبات الأسرية التي انهالت على الفتيات والفتيان، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى أشد الفئات فقراً، من قدرتهم على المشاركة في التعلُّم عن بعد. ويتسبَّب ازدياد الوقت الذي تمضيه الفتيات في المنزل، في كثير من الأحيان، في تحملهنَّ أعباء منزلية إضافية، وقد وثِّقت هذه الظاهرة في بنغلاديش وإكوادور وإثيوبيا والنيجر وباكستان وسيراليون وغيرها من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وقد كانت الحاجة إلى كسب الدخل تحدد في كثير من الأحيان مشاركة الفتيان في التعلُّم عن بعد: أشار ثلث المشاركين في إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجريت في 55 بلداً، إلى وجود زيادة في معدل انتشار عمل الأطفال ذي الصلة بإغلاق المدارس في أثناء جائحة "كوفيد-19".
  2. حدَّت الفجوة الرقمية بين الجنسين إلى حدٍّ كبير من قدرة الفتيات على التعلُّم عن طريق الإنترنت. وتشير البلدان التي لديها بيانات، إلى أنَّ احتمال استخدام المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 15 و19 عاماً، للإنترنت كان أقل من احتمال استخدام الفتيان لها خلال الأشهر الاثني عشر الفائتة، كما أنَّ عدد اللواتي يقتنين هواتف محمولة كان أقل. وأفادت الفتيات اللواتي لا يملكن هواتف محمولة بأنهنَّ يعتمدن على هواتف أقاربهنَّ، ولا سيما الأجهزة التي تعود لآبائهنَّ.
  3. تشير البيانات القليلة المتاحة حتى اليوم بشأن معدلات العودة إلى المدرسة، إلى وجود تفاوت في المعدلات بين الجنسين. وخلُصت دراسة أجريت في أربع مقاطعات في كينيا، إلى أنَّ 16% من الفتيات و8% من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً لم يتمكنوا من العودة إلى المدرسة خلال الشهرين اللذين تليا إعادة افتتاح المدارس في مطلع عام 2021، محيلة السبب الرئيسي في ذلك إلى عدم القدرة على دفع رسوم المدارس.
  4. تجاوز تأثير إغلاق المدارس حدود التعليم، فقد أثر أيضاً في صحة الأطفال، ولا سيما صحتهم العقلية ورفاههم وحمايتهم. وأفادت الفتيات من 15 بلداً من مختلف أنحاء العام، بشعورهنَّ بالتوتر والقلق والاكتئاب أكثر من الفتيان. كما أفاد الدارسون الذين ينتمون إلى مجتمع الميم بمعاناتهم من معدلات مرتفعة من العزلة والقلق، وكذلك أفاد الفتيان بشعورهم بالخوف حيال ارتفاع معدلات الجريمة والعنف، ولا سيما في المناطق المتضررة من الأزمات.

يبدو أنَّ الحكومات عندما قامت بتكييف حلول التعلُّم عن بعد من أجل التصدي للجائحة، أعطت الأولوية إلى سرعة الاستجابة عوضاً عن العدالة في الانتفاع وفي النتائج. كما يبدو أنَّ الاستجابات الأولية للجائحة لم تولِ اهتماماً بالشمول، مما زاد من احتمالات التعرض للتهميش. ولكن هناك استثناءات، فقد أقرت غانا بوجود عوائق جنسانية تحول أمام متابعة الدراسة في أثناء فترة إغلاق المدارس، بينما قدمت رواندا الدعم إلى الفتيات الحوامل والأمهات من المراهقات لكي تتمكنَّ من متابعة دراستهنَّ.

وأفادت معظم البلدان، على اختلاف معدلات الدخل فيها، بتقديم أشكال مختلفة من الدعم إلى المعلمين. غير أنَّ هناك برامج قليلة ساعدت المعلمين على التعرُّف على المخاطر وأوجه التفاوت وعدم المساواة التي تتعلق بالمسائل الجنسانية والتي برزت في أثناء فترة الإغلاق بسبب الجائحة. وكان ينتظر من المعلمات أن يضطلعن بدور مزدوج، حيث يعملن من ناحية، على تأمين استمرارية تعليم طلابهنَّ، ويضطلعن، من ناحية أخرى، بمسؤوليات إضافية في منازلهنَّ في أثناء فترة إغلاق المدارس، مثل رعاية الأطفال والقيام بالأعباء المنزلية.

وتدعو الدراسة الأوساط التعليمية إلى أخذ البعد الجنساني في الحسبان عند وضع السياسات والبرامج، بغية معالجة مشكلة انخفاض معدل المشاركة في التعلُّم وكذلك انخفاض معدلات العائدين إلى المدرسة في المجتمعات المحلية الضعيفة، وذلك من خلال اتخاذ عدة إجراءات منها التحويلات النقدية وتقديم دعم محدد إلى الفتيات الحوامل والأمهات من المراهقات.

وهناك حاجة إلى الاستمرار في بذل الجهود من ناحية تتبع الاتجاهات وتوسيع نطاق التدخلات، بغية وضع حدٍّ لزواج الأطفال والزواج المبكر وبالإكراه، وهي ممارسات تسلب حق الفتيات في التعليم والصحة، وتحدُّ من أفقهنَّ في الأجل الطويل. ولكن يبدو أن هذا النوع من الزيجات يميل إلى الازدياد في بعض الظروف. وهناك حاجة أيضاً إلى بذل المزيد من الجهود في توثيق الممارسات الجيدة، ولا سيما تلك التي تركز على تحقيق الإنصاف وعدم ترك أي أحد خلف الركب.

وتبيِّن الدراسة كذلك الحاجة الكبيرة إلى إيجاد حلول للتعلُّم عن بعد لا تعتمد على التكنولوجيا أو تعتمد على التكنولوجيا البسيطة، وإلى اتخاذ تدابير تمكِّن المدارس من تقديم دعم نفسي واجتماعي شامل، ومن رصد المشاركة من خلال البيانات المصنفة تبعاً للجنس، إلى جانب تدابير ضرورية أخرى.

تضمَّن  احتفال اليونسكو باليوم الدولي للطفلة عقد مؤتمر في 11 تشرين الأول/أكتوبر بعنوان "الجيل الرقمي، جيلنا: التعلُّم في عصر كوفيد-19"، الذي نظَّمته اليونسكو بالشراكة مع منظمة الخطة الدولية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وقام المؤتمر باستكشاف سبل سدِّ الفجوة الجنسانية في الانتفاع بالوسائل والمهارات الرقمية، ودعم الفضاءات الإلكترونية الآمنة، والاستفادة من الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا في النهوض بتعليم الفتيات والنساء، وبالقيادة والمساواة بين الجنسين، وضمان تمكين الفتيات بغية رفع طاقاتهنَّ الكامنة إلى أقصى حدٍّ ممكن، سواء كان ذلك في الحياة العادية أو عبر الإنترنت.

أُعدت الدراسة المعنونة "عندما تغلق المدارس أبوابها"، في إطار المنصة الرئيسية للتحالف العالمي للتعليم المعنية بالمسائل الجنسانية، مشفوعة بقرائن جمعها مجلس السكان، وتكرَّم بتمويلها التحالف العالمي للتعليم.

****

جهة الاتصال للشؤون الإعلامية: كلير أوهاغان، مرفق الصحافة لليونسكو، +33(0)145682917،

 c.o-hagan@unesco.org

حقوق الصورة: ROMEDIA/Shutterstock.com