<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 23:30:54 Mar 19, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

التزام اليونسكو تجاه التنوع البيولوجي

الحفظ والاستخدام المستدام

يتعرض التنوع البيولوجي اليوم لفقدان يصل إلى 1000 ضعف المعدل الطبيعي. ويشير بعض العلماء الآن إلى الأزمة على أنها "الانقراض الجماعي السادس للأرض"، مقارنةً بأزمة الانقراض الكبرى الأخيرة قبل 65 مليون سنة. هذه الانقراضات لا رجعة فيها وتشكل تهديداً خطيراً لصحتنا ورفاهنا. ويعد تعيين وإدارة المناطق المحمية حجر الزاوية في حفظ التنوع البيولوجي. ومع ذلك، على الرغم من الزيادة في العدد الإجمالي للمناطق المحمية في العالم، يستمر التنوع البيولوجي في التدهور.

ويؤدي نهج المناظر الطبيعية المتكامل مع تخطيط الحفظ دوراً أساسياً في تأمين موائل مناسبة للأنواع. ومع ذلك، فإن العديد من المناطق المحمية لا تعمل بفعالية كما كان مقرراً لها بالأصل، ويُعزى ذلك جزئياً إلى الموارد المحدودة للحفاظ على هذه المناطق و/أو إنفاذ الأطر القانونية ذات الصلة. وعلاوةً على ذلك، قد تحتاج شبكات المناطق المحمية الحالية إلى إعادة مواءمتها لمراعاة تغير المناخ. ويجب أن تأخذ الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي البيئة المادية في الاعتبار، وكذلك النظم الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بشكل جيد بالتنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي.  وكي تساهم المناطق المحمية بشكل فعال في مستقبل آمن للتنوع البيولوجي، ثمّة حاجة لاتخاذ تدابير لتعزيز الصفة التمثيلية للشبكات، وتحسين فعالية الإدارة.

  • يساعد النمو في المناطق المحمية في العديد من البلدان على الاحتفاظ بخيارات من أجل المستقبل، ولكن يظل الاستخدام والإدارة المستدامان للأراضي خارج المناطق المحمية في طليعة الاهتمامات.
  •  ثمّة حاجة ضرورية إلى اتخاذ تدابير لتحسين الوضع البيئي داخل المناطق المحمية، فضلاً عن نُهج نطاق المناظر الطبيعية، إذا أريد تحسين كفاءتها.

  • يمكن أن يحد نقص الموارد والقدرات التقنية والمالية الكافية من توسيع نطاق الحلول المبتكرة، الأمر الذي يسلط الضوء أيضاً على الحاجة إلى التعاون الإقليمي ودون الإقليمي.
  • بناء القدرات هو عامل رئيسي للنجاح في الحيلولة دون تدهور الأراضي والحد منه والجهود الواعية لاستعادة النظم الإيكولوجية.
  • ينبغي معالجة احتياجات تنمية القدرات على ثلاثة مستويات، هي: الاحتياجات الوطنية والإقليمية والمحلية.
  • • ثمّة حاجة لبناء القدرات لتمكين المصادر من خارج الحكومة على إطلاع الإدارات والسياسات ذات الصلة على قضايا التنوع البيولوجي (على سبيل المثال من خلال الاستشارات والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر).

الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز الاستخدام المستدام: المواقع والمناظر الطبيعية والشبكات المترابطة

تعمل اليونسكو على صون التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام لمكوناته من خلال المواقع التابعة لليونسكو، بما في ذلك محميات المحيط الحيوي ومواقع التراث العالمي والحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو. وخصصت المنظمة، في عام 2018، مواقع محمية على مساحة تزيد عن 10 ملايين كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة الصين. واعتمدت هذه الصكوك سياسات واستراتيجيات تهدف إلى صون هذه المواقع، مع دعم الأهداف الأوسع للتنمية المستدامة. ومن أحد الأمثلة على ذلك هو سياسة دمج منظور التنمية المستدامة في عمليات اتفاقية التراث العالمي.

 برنامج الإنسان والمحيط الحيوي والشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي: الربط بين المناظر والتوفيق بين الصون والتنمية

تُعيّن محميات المحيط الحيوي في إطار برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB) التابع لليونسكو، لتعزز الحلول التي توفق بين الحفاظ على التنوع البيولوجي وبين استخدامه المستدام على الصعيدين المحلي والإقليمي. وتضم الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، منذ حزيران/يونيو 2018، 686 محمية محيط حيوي موزعة في 122 دولة، من بينها 20 موقعاً عابراً للحدود.

وتعمل شبكة المواقع الديناميكية والتفاعلية على تعزيز التكامل المتناغم بين الناس والطبيعة من أجل التنمية المستدامة من خلال الحوار التشاركي، وتبادل المعرفة، والحد من الفقر، وتحسين رفاه الإنسان، والاحترام والقيم الثقافية والجهود المبذولة لتحسين قدرة المجتمع على التكيف مع تغير المناخ. وقد أُحرز تقدم في الربط بين المناظر الطبيعية والمناطق المحمية من خلال محميات المحيط الحيوي، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود.

بناء القدرات

يعد بناء القدرات أمراً ضرورياً لتوفير الدعم الكافي للدول الأعضاء لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي الدولية وأهداف التنمية المستدامة. هناك ضعف في بعض البلدان فيما يخص القدرة التقنية والإدارية والمؤسسية على تحديد المبادئ التوجيهية للحفظ والاستعمال المستدام للتنوع البيولوجي. وإضافةً إلى ذلك، فإن القدرات المؤسسية والتقنية الموجودة تكون مجزأة وغير منسقة في أغلب الأحيان. ومع ظهور طرق جديدة للتفاعل مع التنوع البيولوجي، فمن الضروري أن يتم تدريب أصحاب المصلحة وامتلاك القدرة الكافية لتنفيذ نُهُج جديدة ومتنوعة. لذلك ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتسهيل بناء القدرات من خلال تعزيز مهارات التعلم والقيادة.

كُلّفت اليونسكو بمساعدة الدول الأعضاء على تصميم وتنفيذ السياسات الوطنية المتعلقة بالتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بما في ذلك التنوع البيولوجي

مشروع المحيط الحيوي والتراث في بحيرة تشاد (BIOPLAT)

يعيش أكثر من 30 مليون نسمة في حوض بحيرة تشاد. يكتسي الموقع أهمية كبيرة من حيث التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي والثقافي. كما يوفر البعد العابر للحدود لحوض تشاد فرصاً لتحقيق التكامل دون الإقليمي. ويركز مشروع المحيط الحيوي والتراث في حوض بحيرة تشاد (BIOPALT) على الحد من الفقر وتعزيز السلام، ويهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد لحماية وإدارة موارد المياه والنظم الإيكولوجية الاجتماعية والموارد الثقافية في المنطقة على نحو مستدام. 

اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات وتنمية القدرات

تدمج اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات تنمية القدرات في جميع أعمالها، على مستوى البرنامج العالمي وكذلك داخل كل من لجانها الفرعية الثلاث واللجنة الإقليمية للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات في منطقة المحيط الهندي. وفي عام 2015، اعتمدت اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات استراتيجيتها الخاصة بتنمية القدرات. واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات هي الوكالة الراعية للهدف 14-ألف من أهداف التنمية المستدامة.

وأنشأت اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، بالتعاون مع برنامج التبادل الدولي للبيانات والمعلومات الأوقيانوغرافية (IODE) ، شبكة من مراكز التدريب الإقليمية في إطار مشروع الأكاديمية العالمية لمدرسي المحيطات العالمية (OTGA)، الذي يضم سبعة من مثل هذه المراكز في العالم (بلجيكا وكولومبيا والهند وكينيا وماليزيا وموزمبيق والسنغال). من خلال شبكة المراكز التابعة لها، توفر الأكاديمية العالمية لمدرسي المحيطات العالمية برنامج من الدورات التدريبية المتعلقة ببرامج اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، والتي تساهم في الإدارة المستدامة للمحيطات والمناطق الساحلية في جميع بقاع العالم. وأنشأت الأكاديمية العالمية لمدرسي المحيطات العالمية منصة تعلم إلكترونية تستضيف جميع موارد التدريب للدورات التدريبية وتتيحها بالمجان لأي طرف مهتم. منذ عام 2012، تلقّى 270 عالماً موزعين في 69 دولة التدريب على إدارة بيانات التنوع البيولوجي البحري، ونشر البيانات من خلال نظام المعلومات الجغرافية الحيوية للمحيطات (OBIS) (الرابط خارجي)، وتحليل البيانات العلمية للإبلاغ والتقييم. ومنذ عام 1990، دربت مراكز التدريب والبحوث الإقليمية التابعة اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC) أكثر من 1000 شخص في مجموعة متنوعة من الموضوعات، من بينها:

  • رصد الآثار الإيكولوجية لتحمض المحيطات على نظم الشعاب المرجانية الإيكولوجية،
  • تكاثر الطحالب الضارة،
  • التصنيف التقليدي والجزيئي،
  • مراقبة صحة الشعاب المرجانية
  • إيكولوجيا الأعشاب البحرية وأشجار المنغروف وإدارتهما

وتُعقد معظم الدورات في إطار تعلم وجاهي في قاعات دراسية، إلا أنه يمكن إجراء التدريب أيضاً عبر الإنترنت باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومنصة التعلم الإلكتروني التابع للأكاديمية العالمية لمدرسي المحيطات، وهو ما يزيد عدد الأشخاص الذين تتاح إليهم فرصة تلقي التدريب

الحوكمة وربط الموازين

تعمل نظم الحوكمة في العديد من البلدان كمحركات غير مباشرة للتغيرات في النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي. أما في الوقت الحاضر، فإن معظم السياسات التي تتناول التنوع البيولوجي سياسات مجزئة تستهدف جماهير معينة. بالإضافة إلى ذلك، نادرة هي الحالات التي يراعي فيها التصميم الحالي للإدارة والمؤسسات والسياسات القيم المتنوعة للتنوع البيولوجي. كما أن هناك تحديات كبيرة في تصميم وتنفيذ المبادرات الإقليمية والعابرة للحدود الفعالة لوقف فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظم الإيكولوجية وتغير المناخ والتنمية غير المستدامة. ويتمثل أحد التحديات الرئيسية الأخرى أمام رسم سياسات ناجعة في تعبئة الموارد المالية على النحو الملائم. ومن شأن زيادة التمويل من المصادر العامة والخاصة، مشفوعة بآليات التمويل المبتكرة مثل التحويلات المالية البيئية، أن تساعد على تعزيز القدرات المؤسسية.

  • تعتبر خيارات الحوكمة التي تسخر أشكال التآزر أفضل خيار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
  • ثمّة حاجة لتطوير الأنشطة والأعمال مع مختلف الأطراف المعنية في الإدارة من خلال التعاون الإقليمي والشراكات مع القطاع الخاص.
  • يمكن أن يؤدي تعميم التنوع البيولوجي في سياسات وخطط وبرامج التنمية إلى تحسين الجهود المبذولة لتحقيق كلٍ من أهداف آيتشي وأهداف التنمية المستدامة

وتعمل اليونسكو على الانخراط في خطط حوكمة جديدة على جميع المستويات من خلال برنامج نظم المعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية LINKS ، برنامج الإنسان والمحيط الحيوي MAB ، والبرنامج المشترك بين اليونسكو واتفاقية التنوع الأحيائي (الرابط خارجي) ومن خلال توخي إدارة متكاملة للنظم الإيكولوجية التي تربط النطاقات المحلية والإقليمية.

وتدعم اليونسكو الإدارة المتكاملة للنظم الإيكولوجية التي تربط بين النطاقات المحلية والإقليمية، لا سيما من خلال محميات المحيط الحيوي العابرة للحدود ومواقع التراث العالمي والحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو. وتركز إدارة محمية المحيط الحيوي بشكل خاص على الدور الحاسم الذي تؤديه المعرفة والتعلم وبناء القدرات في خلق واستدامة تفاعلات ديناميكية ومفيدة للطرفين بين أهداف الحفظ وأهداف التنمية على المستويات المحلية والإقليمية.

وتنبثق ماهية محمية المحيط الحيوي العابرة للحدود من العناصر التالية: نظام إيكولوجي مشترك؛ ثقافة مشتركة وتقاليد مشتركة وتبادلات وتعاون على المستوى المحلي؛ الرغبة في إدارة الأراضي بشكل مشترك وفقاً لقيم ومبادئ محمية المحيط الحيوي؛ التزام سياسي ينتج عنه اتفاق رسمي بين السلطات الحكومية في البلدان المعنية. وتؤسس محمية المحيط الحيوي العابرة للحدود هيكلاً تنسيقياً يمثل مختلف الإدارات والمجالس العلمية، والسلطات المسؤولة عن المناطق المختلفة وذلك يشمل المناطق المحمية، وممثلي المجتمعات المحلية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية. وهناك أمانة دائمة وميزانية خاصة لعمل الهيكل. وتُحدّد مراكز تنسيق للتعاون في كل بلد مشارك.

آليات الحفظ والتعاون العابرة للحدود

 تقع محمية تريفينيو فراترنيداد الحيوية العابرة للحدود بين السلفادور وغواتيمالا وهندوراس. وهي أول محمية محيط حيوي عابرة للحدود في أمريكا الوسطى وتمثل مساهمة كبيرة في تنفيذ ممر أمريكا الوسطى. وتشمل مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية، مثل منتزه مونتكريستو الوطني ومجموعة متنوعة من نظم الغابات الإيكولوجية.