<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 00:37:53 Mar 17, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

تحالف المنظمات (متساوون) "EQUALS"

إن منشور "لو كان بإمكاني لاحمرّ وجهي" هو منشور جديد تقدم لنا اليونسكو من خلاله مجموعة من الاستراتيجيات الكفيلة بالقضاء على أشكال التمييز بين الجنسين فيما يتعلق باكتساب المهارات الرقمية وذلك من خلال التعليم. ويتألف المنشور من ثلاثة أجزاء تضم وثيقة توجيهية ووثيقتين موضوعيتين. وقد أعد هذا المنشور بالتعاون بين ألمانيا وتحالف المنظمات (متساوون) "EQUALS".

تلفت الوثيقة التوجيهية الانتباه إلى تفاقم أوجه عدم المساواة بين الجنسين فيما يتعلق بالمهارات الرقمية٬ وتقدم مجموعة من الأدلة المنطقية على ضرورة التدخل لوضع حدّ لهذه الحالة٬ وتقدم أيضاً مجموعة من التوصيات لمساعدة النساء والفتيات على اكتساب مهارات رقمية متقدمة.

أما الوثيقة المواضيعية الأولى، فتشرح بدورها "مفارقة المساواة بين الجنسين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات". إذ يخلص التقرير الجديد إلى نتيجة غير متوقعة، وهي أنّ البلدان الأقرب لتحقيق المساواة بين الجنسين بشكل عام، على غرار بعض البلدان الأوروبيّة، تمتلك النسب الأقل من النساء اللاتي يواصلن تعليمهنّ في مجالات علم الحاسوب. وعلى العكس من ذلك، فإن البلدان ذات المستويات المنخفضة فيما يتعلق بمسألة المساواة بين الجنسين، مثل بعض البلدان العربيّة، تمتلك أكبر نسبة من النساء اللاتي يحصلن على شهادات في مجال التكنولوجيا المتقدمة.

وتتمعنّ الوثيقة المواضيعية الثانية في كيفية إسهام المساعدات الصوتية القائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في استمرارية التحيزات الجنسانية من خلال تقمصها لشخصية نساء شابات. وتقدم استناداً إلى ذلك مجموعة من التوصيات التي يمكن تطبيقها لضمان ألّا يسهم انتشار المساعدات الصوتية في تفاقم الفوارق بين الجنسين.

 

فكرة العنوان الذي يحمله المنشور

لقد استمدّ المنشور عنوانه من الردّ الذي كان تقدّمه "سيري"، المساعد الصوتي الرقمي الذي يستخدمه مئات الملايين من الأشخاص، عندما كان المستخدمون يتعرضون "لها" بالإهانة.

وبالرغم من أنّ البرنامج الخاص بتطبيق "سيري" خضع منذ شهر آذار/مارس 2019 للتحديث بحيث يأتي الرد على مثل هذه العبارات كالتالي : "لا أعلم كيف يمكنني الرد على مثل هذا الكلام"، إلا أنّ التطبيق لا يزال يواجه بعض الانتقادات التي ترى أن عنصر الخنوع لا يزال حاضراً في الإجابات المبرمجة لمثل هذه العبارة وما على شاكلتها منذ التدشين الواسع للتطبيق في عام 2011.

يقدم تطبيق "سيري"، وما يجسده من انطباع الخنوع الأنثوي الذي نلمسه أيضاً لدى الكثير من المساعدات الرقمية التي تتقمص شخصية الإناث، مثالًا قوياً على أشكال التحيز الجنساني المشفرة في التطبيقات التكنولوجية، والملموسة إلى حد كبير في مجال اكتساب المهارات الرقمية. ومن هنا، يهدف المنشور الجديد إلى كشف بعض هذه التحيزات وطرح بعض الأفكار للمباشرة في العمل على الحد من الفوارق الكبيرة بين الجنسين في إطار اكتساب المهارات الرقمية في معظم مناطق العالم.

إن احتمال تمكّن النساء والفتيات اليوم من استغلال التكنولوجيات الرقمية للقيام بالمهام الأساسية يقل عن احتمال تمكّن الرجال من ذلك بنسبة 25 في المائة، ناهيك عن أن احتمال تمكنهنّ من برمجة أجهزة الحاسوب تقل بمعدل 4 مرات مقارنة بالرجال، ويقل احتمال حصولهن على براءات اختراع في مجال التكنولوجيا بمقدار 13 مرة مقارنة بالرجال. وفي ظلّ تنامي الحضور التكنولوجي في مختلف القطاعات، ينبغي أن تكون هذه الفوارق بمثابة إنذار "أحمر" لصانعي السياسات والمعلمين والمواطنين العاديين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على أشكال التمييز الجنساني.

واستناداً إلى ما سبق٬ نرى أن المنشور يوضح الدور الذي يمكن أن يؤديه التعليم المراعي لقضايا الجنسين للمساعدة في إعادة رسم المفاهيم الجنسانية في قطاع التكنولوجيا وضمان تحقيق المساواة لصالح للنساء والفتيات.