<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 18:29:40 Mar 22, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Story

حملة فن التخلص من القمامة في مصر: البناء من أجل الاستدامة، البناء من أجل التعليم

11/02/2022
Beirut, لبنان

عند الخروج من ضواحي القاهرة، تتجلى السهول الفارغة والقاحلة والشاسعة للأنظار.  يتوجه شبابٌ إلى قرية في الفيوم تبعد ساعتَيْن بالسيارة عن عاصمة مصر. فخلال الرحلة، يتحدث الركاب في السيارة عن فصل دراسي إيكولوجي تم تصميمه وبناؤه من زجاجات بلاستيكية، يقع في قلب القرية التي يتوجهون إليها.

وفي تلك القرية، يتم إعداد الفصل الدراسي بصورة مكثفة؛ فيملأ بعض المتطوعينَ الزجاجات بالرمل ثم يجمعونها واحدة واحدة، بينما يشرح البعض الآخر للناس والأطفال المجتمعينَ كيفية تحويل هذه المواد إلى جدران صلبة وفصول دراسية محمية من الأمطار والرياح. وعقب إكمال مرحلة البناء، يمكن أن يتّسع الفصل الدراسي لخمسة وثلاثينَ طفلاً، وسيتمكن أيضًا أكثر من 250 طفلًا من الاستمتاع في ساحة اللعب المبنية ومن الوصول إلى مساحات التعلّم المفتوحة.

© UNESCO

الجدير بالذكر أنّه في مصر، لا يتم دائمًا التخلّص بشكلٍ سليمٍ من الزجاجات البلاستيكية المتروكة والمرمية التي تلوث موارد المياه. فعادةً ما تتراكم النفايات البلاستيكية حول الطحالب في الأنهار وعلى طول ضفافها. وهكذا، خطرت لرشا وعلا، باعتبارهما رئيستَي المشروع، وكذلك لفريقهما، فكرة بناء فصل دراسي إيكولوجي انطلاقًا من الزجاجات البلاستيكية. ويندرج مشروع بناء الفصل الدراسي الإيكولوجي قلبًا وقالبًا في إطار حملة اليونسكو المعنونة "فن التخلص من القمامة" (UNESCO Trash Hack Campaign)، وهي حملة تركز على الإجراءات الصغيرة للحد من النفايات، ممّا يؤدي إلى التوصل إلى أفكار شاملة أكثر على مستوى الكوكب. المشروع مموّل من أموال الودائع اليابانية، ومنفّذ بالتعاون مع قائد شباب اليونسكو في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة ومؤسسة بناء.

علا ورشا شابتان من مصر: علا هي قائدة شبابية في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD) في اليونسكو وأيضًا خبيرة في التعليم والبحث. أمّا رشا فهي مهندسة محلية في مؤسسة "بناء" (BENAA) ومحاضرة بدوام جزئي في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

بالنسبة إليهما وللفريق الذي يدعمهما، يعتبر هذا المشروع فرصة لإعادة التفكير في مواد البناء والتعليم البيئي. فقال أحدهم: "في مصر، إنّ وضع التعليم لا يبدو مفعماً بالأمل كثيرًا. فلا تتوفر دائمًا المعدات اللازمة والأماكن المتاحة للطلاب من أجل الدراسة، ولا سيّما في المناطق النائية. ففي هذا الإطار، شعرنا بأنّها فرصة جيّدة للاستفادة من البلاستيك، عن طريق تحويله إلى كنز قيّم، أي إلى مواد بناء مستدامة وقابلة للاستخدام بهدف تشييد الفصول الدراسية ".

© UNESCO

تجدر الإشارة إلى أنّ المشروع بأكمله يجلب هذا المفهوم إلى أعماق المجتمع. فقد تمّ الترويج لجمع الزجاجات البلاستيكية عن طريق منصات إلكترونية. ومن خلال جهود علا، تمكّن الفريق من الحصول على تبرع بحوالي 2000 زجاجة من فنادق ماريوت الدولية في مصر. أما في مرحلة الإعداد، فتمكّن المشروع من الحصول على 8000 زجاجة بلاستيكية وتوظيف 150 متطوعًا من مدن مختلفة في مصر.

بصفتها رائدة في التصميم والبناء، استهلت مؤسسة (BENAA) بجلسات تمهيدية في المجتمع المحلي. كذلك، هي منظمة غير حكومية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في المجتمع. فبدأت رشا بالقول: "بالنسبة إلينا، لا يتعلق الأمر ببناء فصل دراسي للأطفال فحسب، بل أيضًا بإنشاء قناة للاتصال بهدف جعل هذه الفكرة متاحة لجميع أفراد المجتمع المحلي." ثم تابعت: " كنّا دائماً محاطينَ بالأطفال، فقد طرحوا الكثير من الأسئلة وكانوا متحمسينَ جدّاً لهذا المشروع. وحتى أنّهم "وسّخوا أيديهم" وشاركوا في عملية البناء".

© UNESCO

في هذا السياق، يجمع هذا المشروع أيضًا الكثير من الشباب الذين ينظرون إلى التنمية المستدامة بالطريقة نفسها. فقالت رشا بابتسامة: "أشعر بالسعادة عند القيام بكلّ هذا. والواقع أنّه يمكنني تنفيذ مهنيتي الهندسية بشكل ملموس على أرض الواقع مع مجموعة من الأشخاص الذين يتطلعون إلى الطموح نفسه."

بالإضافة إلى ذلك، أنجز هذا المشروع أشخاص يقل متوسط أعمارهم عن 32 سنة. وأضافت علا: "بصفتي شابةً، فأنا أتأثر دائمًا بأقراني. وعلى غرار الحماس الذي أبداه الجميع لتحقيق هذا المشروع، فإنّ ذلك يمدنا بالأمل ويجعلنا نؤمن بإمكانية التغيير."

ولم ترفع هذه المبادرة الآمال فحسب، بل ساهمت أيضًا في بناء القدرات المحلية. فالسيّد شعبان، كغيره من الشباب الذين شاركوا في عملية البناء منذ بدايتها، أصبح الآن يعرف كيفية البناء باستخدام الزجاجات البلاستيكية وصار بنَّاءً محلّيًّا له خبرة في هذا المجال. ويكمن في جوهر حملة "فن التخلص من القمامة" التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD) الذي يهدف إلى نقل التعلم لتزويد الناس بالأدوات اللازمة بهدف معالجة مشاكل الحاضر والمستقبل، ومكافحة أزمة المناخ، وتغيير العالم.

© UNESCO
© UNESCO