<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 03:59:39 Mar 31, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

اليوم الدولي للتسامح - 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017

“التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا”

هذا القول مقتبس من إعلان المبادئ بشأن التسامح الذي اعتمدته اليونسكو في عام ١٩٩٥. وتتسم هذه الرؤية في وقتنا الراهن، حيث نستهل قرناً جديداً وعصراً جديداً، بأهمية حيوية لم تتسم بها في أي وقت مضى. 

فالمجتمعات تتحول تحولاً عميقاً في كل أرجاء العالم من جرّاء تسارع العولمة. ويتيح هذا الأمر الكثير من الفرص لإقامة الحوار وتبادل الآراء، ولكنه يطرح أيضاً تحديات جديدة تتفاقم بسبب اللامساواة والفقر واستمرار النزاعات ونزوح البشر. ونشهد اليوم تصاعد سياسات الانغلاق وخطابات الانقسام. ونشهد رفض التنوع بذريعة أنه مصدر ضعف. ونشهد تمجيد أساطير الثقافات "النقيّة" الذي ينمّيه الجهل والكراهية. ونشهد أُناساً آخرين يُجعلون أكباش فداء ويُقمعون. ونشهد هجمات إرهابية وحشية ترمي إلى تفكيك لُحمة "العيش معاً".

ويجب في هذا السياق ألا يقتصر التسامح على اللامبالاة ولا على تقبُّل الآخرين تقبلاً سلبياً، بل يجب أن يُنظر إلى التسامح على أنه فعل تحرري تُقبل فيه أوجه الاختلاف الموجودة لدى الآخرين كما تُقبل أوجه الاختلاف الموجودة لدينا. ويعني ذلك احترام تنوع الإنسانية العظيم على أساس حقوق الإنسان. ويعني التواصل مع الآخرين من خلال مد جسور جديدة للحوار بيننا. ويعني التصدي لكل أشكال العنصرية والكراهية والتمييز لأن التمييز ضد الفرد هو تمييز ضد الجميع.

وصحيحٌ أن الثقافات مختلفة فيما بينها، ولكن البشرية مجتمع واحد تؤلف بين أفراده قيم مشتركة وماضٍ ومستقبل مشتركان. وثمة أوجه اختلاف بين الشعوب، وهذا ما يمنح كل المجتمعات قوةً تدفع عجلة الإبداع والابتكار لديها. وتتاح للمرء سبعة مليارات طريقة لتحقيق إنسانيته، إلا أن أفراد البشر يتعاضدون فيما بينهم كأفراد أسرة واحدة، على اختلاف سماتهم، ساعين جميعاً على قدم المساواة إلى احترام الحقوق والكرامة.

© Shutterstock.com / Rawpixel.com

والتسامح كفاح من أجل السلام، يقتضي رسم سياسات جديدة تراعي التنوع والتعددية على أساس حقوق الإنسان. والأهم في هذا الصدد هو أن هذا المبدأ يدعونا جميعاً، نساءً ورجالاً، في كل أنحاء العالم إلى التسامح في حياتنا اليومية، بالسعي إلى فهم الآخرين ونبذ كل أشكال العنصرية والكراهية، بما فيها معاداة السامية.

وإن دور اليونسكو في نطاق الأمم المتحدة يتمثل في توثيق الأواصر فيما بين بني البشر عن طريق التفاهم والحوار والمعرفة. ولهذا فإننا ندافع عن التنوع الثقافي للبشرية وتراثها لحمايتهما من السلب والنهب والاعتداءات. وهذا ما يدفعنا أيضاً إلى العمل جاهدين لدرء التطرف العنيف بالتعليم وحرية التعبير والدراية الإعلامية لتمكين الفتيات والفتيان. وهذا ما يجعلنا كذلك نسعى إلى توطيد الحوار بين الثقافات والأديان من خلال تولّي منظمتنا قيادة أنشطة العقد الدولي للتقارب بين الثقافات. وهذه هي روح جائزة اليونسكو-مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف. ويقع هذا التوجّه في صميم تعاون اليونسكو مع "متحف الإنسان" (في فرنسا) من خلال المعرض الرحّال "نحن والآخرون: من الأفكار والأحكام المسبقة إلى العنصرية". ومن هذا المنطلق أيضاً يعمل التحالف الدولي للمدن المستدامة الشاملة للجميع في سبيل مكافحة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والاستبعاد.

إن التسامح عمل إنساني يجب على كل فرد أن ينميه ويمارسه يومياً حتى ننعم بالتنوع الذي يمنحنا القوة وبالقيم التي تؤلف بيننا. هذه هي رسالة اليونسكو.

***

لتحميل رسالة المديرة العامة 

English ǀ Français ǀ Español ǀ Русский ǀ العربية ǀ 中文

 

 

العودة إلى أعلى الصفحة