<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 07:17:24 Mar 31, 2022, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
27.04.2016 - يونسكوبرس

لجنة خبراء اليونسكو تقوم بتقييم أوّلي للدمار الذي لحق في موقع التراث العالمي في تدمر

© UNESCOالدمار الذي لحق بموقع تدمر للتراث العالمي (نيسان/إبريل 2016)

قدّمت لجنة الخبراء التابعة لليونسكو تقريراً بالنتائج الأوليّة التي توصلوا لها في ما يتعلّق بالدمار الذي لحق في موقع التراث العالمي في سوريا وذلك فور عودتهم الأمس من مهمّة التقييم التقني الفوريّة إلى مدينة تدمر.

وعنيت هذه المهمّة التي ترأستها مديرة مركز التراث العالمي لليونسكو، مشتيلد روسلر، في الفترة بين 24 و 26 نيسان/ أبريل بتفحّص كل من متحف مدينة تدمر والموقع الأثري. وقد واكب البعثة عناصر أمنية من الأمم المتحدة.

 وقام الخبراء بتقييم الدمار الكبير الحاصل في المتحف حيث وجدوا التماثيل والنواويس الحجريّة، التي صَعُبَ نقلها إلى مكان آمن بسبب حجمها، مشوّهة الملامح ومحطّمة ومقطّعة الرؤوس وبقاياها متناثرة في كل مكان.

 كما وضع الخبراء التدابير الواجب اتخاذها في أسرع وقت ممكن لصيانة وتأمين الموقع، وقاموا أيضاً بتحديد الأعمال اللازمة لتوثيق ونقل وحماية وترميم كل ما أمكن من الموقع.  كما بدأت أعمال ترميم قطع التماثيل وتوثيقها على الفور.

 وقامت لجنة الخبراء التابعة لليونسكو بتقييم إمكانيّة صيانة الرواق الكبير والأعمدة. كما قامت برصد الدمار الذي تعرّض له قوس النصر ومعبد بَعل شمين الذي تم تحطيمه بالكامل. وخصّص أفراد فريق البعثة دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في مدرّج مدينة تدمر.

 واضطر الخبراء إلى تقييم الدمار الحاصل في معبد بَعل شمين عن بعد حيث ما زال يتعذّر الوصول إلى الصرح ولم يتم إزالة كل الألغام الموجودة في المنطقة بعد. وكذلك الحال بالنسبة لقلعة المماليك، التي تطل على المدينة القديمة، والتي تعرّضت لأضرار جسيمة.

 وفي ضوء النتائج الأوليّة التي توصلت إليها اللجنة بعد مهمتها هذه، أكّدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، مرّة أخرى على  المكانة المركزيّة التي يتحلّى بها التراث في إطار رد المجتمع الدولي على الأزمة في سوريا، حيث قالت: "إنّ مدينة تدمر واحدة من أهم معالم الهويّة السوريّة ومصدر من مصادر الكرامة بالنسبة لجميع السوريّين. وعليه فإن اليونسكو عازمة على توفير الحماية اللازمة لهذا الموقع بالإضافة إلى المواقع الأخرى وذلك يداً بيد مع كل الشركاء في إطار عمليات انسانيّة وبناء السلام على نحو أوسع."

  وكان المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، البروفيسور مأمون عبدالكريم، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الأقسام المعنيّة بمتاحف ومواقع وآثار التراث العالمي قد رافقوا لجنة الخبراء التابعة لليونسكو في مهمتهم.  وأشاد المشاركون بشجاعة الأشخاص الذين يعملون على توثيق وحماية التراث السوري وعلى رأسهم المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا لالتزامه بحماية هذا التراث الذي يعدّ ملكا لجميع السوريّين وللبشريّة جمعاء.

ولكن وبرغم الدمار الحاصل في العديد من الصروح الرئيسة، وجدت اللجنة أن جزءا كبيرا من الموقع الأثري في تدمر ما زال يحتفظ بسلامته ومعالمه. وستتعاون اليونسكو مع كل الشركاء لتنفيذ تدابير الحماية الطارئة.

وسيتم تقديم تقرير كامل عن الموقع للجنة التراث العالمي في دورتها الأربعين المزمع عقدها في العاصمة التركية اسطنبول في تموز/ يوليو من هذا العام. وسيتضمن هذا التقرير توصيات بشأن تدابير الحماية الواجب اتخاذها في أسرع وقت ممكن. وسترسل اليونسكو بعثة دوليّة أخرى لتدرس عن كثب وضع مواقع التراث في سوريا لا سيما في تدمر. وسيتم عقد اجتماع دولي للخبراء بشأن الحفاظ على مواقع التراث في سوريا وذلك في الفترة بين 2 و 3 حزيران/ يونيو في العاصمة الألمانية برلين.

 ويذكر أن المهمة التي انتهت يوم أمس كانت قد تقرّرت في أعقاب القرار الذي اتخذته لجنة التراث العالمي في دورتها الثالثة والتسعين في مدينة بون الألمانيّة في تموز/ يوليو العام الماضي، بالإضافة إلى القرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته التاسعة والتسعين بعد المائة بشأن دور اليونسكو في حماية وصون مدينة تدمر وغيرها من مواقع التراث العالمي في الجمهورية العربية السورية.

 وإنّ موقع التراث في مدينة تدمر يشكّل واحة في الصحراء السوريّة شمال شرق العاصمة دمشق  ويحتضن آثاراً لمدينة عظيمة كانت من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم. ويشهد الفن المعماري في مدينة تدمر على عراقة الحضارات التي تعاقبت عليه خلال القرنين الأول والثاني فإنّ آثار تدمر تبرز تمازج التقنيات اليونانية والرومانيّة مع التقاليد المحليّة مع بعض اللمسات الفارسيّة.

 

 

 




العودة إلى --> شعبة العمليات في أوضاع النزاع وما بعد النزاع
العودة إلى أعلى الصفحة