دعوا الفتيات والنساء في أفغانستان يتعلمن

التعليم حق للجميع، ولكن الفتيات والنساء في أفغانستان حُرمن من التمتع بهذا الحق الأساسي، إذ لم يعد يُسمح لهنَّ بارتياد المدرسة الثانوية أو الالتحاق بالتعليم العالي.

يهدد هذا القرار الهدَّام بنسف المكتسبات التعليمية الكبيرة التي تحققت على مرِّ السنوات العشرين الماضية على الرغم من وجود تحديات كبرى، كما أنَّ هذا القرار يجعل من أفغانستان البلد الوحيد في العالم اليوم الذي يوقف انتفاع الفتيات والنساء بالتعليم.

ويُخشى أن يضيع جيل في أفغانستان لأنَّ للنساء المتعلمات دور أساسي في تنمية البلد، فلا يمكن لأفغانستان أو لغيرها من البلدان إحراز تقدم إذا كان نصف سكانها محرومين من مواصلة تعليمهم والمشاركة في الحياة العامة.

تدعو اليونسكو، بمناسبة حلول اليوم الدولي للتعليم (24 كانون الثاني/يناير)، إلى السماح لجميع الفتيات والشابات في أفغانستان ببدء الانتفاع بالتعليم والعودة إلى المدرسة فوراً ومن دون مساومة.

عند العودة إلى المدرسة في أيلول/سبتمبر 2021، تأجل دخول الفتيات الأفغانيات ممن تزيد أعمارهنَّ عن 12 عاماً إلى المدرسة إلى أجل غير مسمى، مما أدى إلى حرمان 1,1 مليون فتاة وشابة من الانتفاع بالتعليم النظامي. وهناك في الوقت الحاضر 80% من الفتيات والشابات الأفغانيات ممن هنَّ في عمر الذهاب إلى المدرسة خارج المدرسة، أي ما يعادل 2,5 مليون نسمة، و30% تقريباً من الفتيات الأفغانيات لم تطأ قدمهنَّ المدرسة الابتدائية على الإطلاق.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، عُلِّق التعليم الجامعي للنساء حتى إشعار آخر، مما أثَّر في أكثر من 100,000 طالبة ترتاد مؤسسات التعليم العالي الحكومية منها والخاصة.

وكان عدد النساء الملتحقات بالتعليم العالي قد ازداد بمقدار عشرين مرة تقريباً بين عامَي 2001 و2018، وكان هناك شابة واحدة من أصل كل ثلاث شابات ملتحقة بالجامعة قبل تعليق التحاقهنَّ بالتعليم العالي.

شهدت أفغانستان بين عامَي 2001 و2018 تضاعف أعداد الملتحقين بجميع مستويات التعليم بمقدار عشرة أضعاف، إذ كان عدد الطلاب في عام 2011 زهاء مليون طالب وأصبح في عام 2018 زهاء 10 ملايين طالب. وكان عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم الابتدائي يقارب الصفر في عام 2001 ليصل إلى 2,5 مليون فتاة في عام 2018، وبلغت نسبة الفتيات في التعليم الابتدائي 4 من كل 10 طلاب في عام 2021.

وتضاعف عدد النساء في التعليم العالي عشرين مرة تقريباً، حيث كان 5,000 طالبة في عام 2001 وتجاوز 100,000 طالبة في عام 2021. كما تضاعفت نسبة النساء الملمات بأساسيات القراءة والكتابة خلال الفترة نفسها، فقد كانت نسبة النساء القادرات على القراءة والكتابة 17% في عام 2001، ووصلت إلى 30% تقريباً لجميع الفئات العمرية معاً.

شاركت اليونسكو مشاركة فعالة في دعم النظام التعليمي في أفغانستان على مر العقدين الماضيين، وكان من ضمن الأعمال التي اضطلعت بها في هذا المجال، تنفيذ برنامج ناجح لمحو الأمية استفاد منه أكثر من 600,000 شاب وكبير، وبلغت نسبة النساء المستفيدات منه 60%.

واعتباراً من آب/أغسطس 2021، غيرت اليونسكو من طريقة تدخلها بغية ضمان استمرارية التعليم من خلال الصفوف المجتمعية التي تعنى بمحو الأمية وتنمية المهارات الحياتية لأكثر من 25,000 شاب وكبير، بينهم 60% من النساء والفتيات المراهقات في 20 محافظة. ونفَّذت اليونسكو حملة مناصرة بعنوان "محو الأمية من أجل مستقبل أفضل" بغية إذكاء الوعي العام بشأن حق الشباب والكبار، ولا سيّما النساء والمراهقات، في الانتفاع بالتعليم، وقد وصلت هذه الحملة إلى أكثر من 20 مليون أفغاني.

تعمل اليونسكو أيضاً على مبادرة رصد بيانات التعليم من أجل ضمان وجود بيانات موثوق بها تمكِّن الشركاء في مجال التعليم من توجيه تمويلهم إلى الاحتياجات الأهم وتلك التي لم تلبَّ بعد.

• استخدموا هذا الوسم "#دعوا_الفتيات_الأفغانيات_يتعلمن" للمشاركة في النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي.
• اليوم الدولي للتعليم
• الحق في التعليم: ما هي المسائل الهامة في أفغانستان؟ استعراض لعشرين عاماً.