الصور: رينكو كاوُوتشي
النص: أنياس باردون، اليونسكو
رُبع تفّاحة، قَطْرة نَدى، نهرٌ ذو مسار ملتو تعكس مياهه لونا فضّيا. تلك هي بعض من أعمال رينكو كاواوتشي، إحدى الشخصيات الرئيسية في عالم التصوير الفوتوغرافي الياباني. وهو يعرض مع M/E سلسلة جديدة من الصور في تواصل مع عمله المعروف برقّة تفاصيله. وقد شرع في إبداع هذه السلسلة وسط العالم اللّامتناهي والمتجمّد للتّضاريس الأيسلندية، كما نهل أيضا من النّعومة الهادئة لعالم انكفأ على دائرة الحميمية بسبب الوباء.
من بين الأشياء الصّغيرة في الحياة التي التقطتها عدسته، على مدى سنوات، شظايا زجاج مكسور، وفُقاعة صابونٍ، وفنجانُ فراولة مرشوشة بالسكّر. ومنها ينبعث شعر الزّمن العادي، والاحتفاء بالحياة في بُعدها الصغير جدّا، والجمال الخفيّ للحياة اليومية.
هذه اللّحظات التي تُثَبِّت العابر أو الزائل من الأشياء، تلتقطها صُورٌ لطبيعةٍ لا تُختزل في صور جميلة. فهي تنتقل بسلاسة من أصغر الأشياء، كنتفة ثلج، إلى مشهد جوي للوادي، وتتلاعب بالضوء لتلتقط تلك الغرابة المحيّرة لسرب طيور يخترق لعبة الظّلمة والضياء وكأنّه توهّج شعاع شمس ينفذ عبر غابة.
هذا التّصادي بين الحياة العادية وقوّة الطبيعة، وبين النّور والعتمة، وبين القريب والبعيد، يمنح صور رينكو كل قوّتها. إنّها تحكي جمال العالم وعدم ثباته أو "لا أبديته". وهشاشته أيضا. وبهذا المعنى، فإنّ عمل الفنّان يُعبّر تمامًا عن مفهوم الـ mono no aware الذي يصعب ترجمته والذي وصفه الكاتب هاروكي موراكامي بأنه "الحنين المؤثّر إلى الأشياء".
