<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 21:18:58 Sep 25, 2023, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Story

بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة، تتضافر جهود اليونسكو والإسكوا لتعزيز التعليم الشامل والدامج في لبنان

06/01/2023
Beirut, لبنان

نظّم مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) ورشة تدريبية لبناء القدرات الوطنية في مجال التعليم الشامل والدامج في لبنان، في مقره في بيروت. واستند التدريب إلى 14 وحدة تدريبية أعدّها مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية والإسكوا بتمويل ودعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في إطار مشروع مشترك بين اليونسكو والمركز بعنوان "التعليم هو السلام"، وهو مشروع يهدف إلى إعداد موارد تربوية لخدمة المعلمين في المنطقة العربية.

جمعت ورشة العمل 25 مدربًا/ة ومعلمًا/ة وموجّهًا/ة ومرشدًا/ة تربويًا/ة في لبنان ومديري/ات برامج تدريب متخصصين/ات في تدريب المعلمين. وهدفت الى تبادل الخبرات والمعارف بين المتخصّصين والعاملين في مجال التعليم الشامل والدامج، وتَشارُك المعلومات حول التربية الخاصة والسياسات المرتبطة بالإعاقة، وتزويد المشاركين بالأدوات والمهارات اللازمة لتحسين جودة التعليم وزيادة معدلات مشاركة المتعلمين ذوي الإعاقة في العمليّة التعليميّة. وقد عُقِدَت هذه الورشة في إطار الخطة الخمسية للتعليم العام والتعليم العالي، وهي تساهم في بناء سياسة وطنية للتعليم الشامل والدامج للمتعلمين ذوي الإعاقة وذوي صعوبات التعلم.

في اليوم الأول من التدريب، عُرِضَت الوحدات التدريبية على المشاركين، وقُدِّمَت لمحة عامة عن التعليم الشامل والدامج. وتطرق التدريب أيضًا إلى المفاهيم المختلفة المتعلقة بهذا المجال، ومختلف أنواع الإعاقة، ومنهجيات التدريس ودور العائلة والمجتمع والمدرسة ومجتمع التعلم في تهيئة بيئة مواتية للتعلم. وتضمّن كذلك عرضًا موجزًا عن الأنشطة والإنجازات المحققة والتحديات الرئيسية التي تواجه التعليم الشامل والدامج.

ناقش المشاركون مختلف الاستراتيجيات الممكنة لتطوير محتويات تعلم بسيطة تساعد المتعلّمين ذوي الإعاقة على الانتفاع من التعليم الجيد الشامل والدامج. كما تحدّثوا عن كيفية تقييم السياسات العامة لدعم حق كل شخص في المساهمة في المجتمع. وتناول المشاركون أيضًا موضوع تغيير وتعديل محتويات التعليم والتعلم الدامج والشامل، والنهج والسياسات والاستراتيجيات ذات الصلة.

وقالت مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، كوستانزا فارينا، التي جددت التزام المنظمة بدعم التعليم الشامل في الدول العربية وتوفير فرص التعليم للجميع.: "تفخر اليونسكو بشراكتها الطويلة الأمد مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، والتي سمحت بإجراء هذه المناقشات المثمرة اليوم".

أما بالنسبة لناتالي صقر، خبيرة في التعليم الجامع الدامج في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، فاعتبرت أنّ المشاركة في هذه الورشة "ذات أهمية قصوى". وقالت: "أتاح لنا التدريب فرصة لمعرفة وفهم المعايير والممارسات والرؤية الدولية فيما يتعلق بالتعليم الشامل. هو يستهدف الوزارة والجامعات والمؤسسات الأخرى لدفع التغيير في نظام التعليم في البلاد، من أجل دعم الأطفال الذين يواجهون صعوبات وأيضًا لقيادة التحول المجتمعي، لكي يقبل المجتمع التنوع والاختلاف بمزيد من التعاطف".

وفي اليوم الثاني، التفت المشاركون إلى التعليم الشامل في حالات الطوارئ، وإلى كيفية إتاحة التعلم عن بعد للأطفال ذوي الإعاقة، واستخلصوا توصيات ملموسة من خبرتهم في التعليم الشامل والدامج. وقال جوزيف قطار، الذي شارك في التدريب كمنسق لبرنامج لليونيسف في وزارة التربية والتعليم العالي، "من المهم أن تلتقي جميع الأطراف المعنية، مثل اليونسكو والمنظمات غير الحكومية والوزارة والجامعات لتبادل الخبرات". وسلط الضوء على أهمية الوحدات الأربعة عشر التي تم تطويرها، والتي تساعد في إنشاء قاعدة مشتركة. وأضاف: "هذه هي الطريقة التي نتحدث بها لغة مشتركة. هناك تقدّم واضح على المستوى الوطني فيما يتعلق بالتعليم الشامل، لا سيما مع بعض المشاريع التي يتم إجراؤها مع وزارة التربية والتعليم العالي أو في المدارس الخاصة، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل. نحن نتحدث هنا عن ثقافة المجتمع. لا يمكن تغييرها بين ليلة وضحاها ويحتاج الأمر إلى مشاركة العديد من الأطراف".

وأجرت اليونسكو مقابلة مع الدكتور علاء صبح، المستشار الإقليمي المتخصّص في مجال الإعاقة في قسم التنمية الاجتماعية الشاملة في الإسكوا، الذي قام بتيسير هذه الورشة.

وأشار الدكتور علاء صبح أنّ الدول العربية اتّخذت تدابير متنوعة وأحرزت تقدمًا كبيرًا في التعليم الشامل والدامج، إلا أنها لم تحقق، على مدى العقود الماضية، هدفها المنشود المتمثّل في ضمان التعليم الدامج والشامل لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة وعدم ترك أي شخص وراء الركب.

وشدّد على أهميّة التدخل المبكر لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة وضمان تهيئة بيئة مواتية لرعايتهم وتعلمهم تعزز النتائج التنموية والصحية وتزيل الحواجز الناجمة عن الصعوبات الوظيفية من دربهم. وأوضح الدكتور صبح أنّ "التدخل المبكر هو المرحلة الأولى من نموذج حياتيّ شامل للرعاية، وهو نموذج يكون أكثر فعالية عندما يتم تطبيقه في جميع الأماكن والمرافق، ولا سيما المنزل ودور رعاية الأطفال والمؤسسات التعليمية وجميع الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال".

وختامًا، أكّد الدكتور صبح أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم شركاء رئيسيون ومدعوّون دائمًا إلى العمل معنا لصياغة وتنفيذ وتقييم السياسات والتوصيات واللوائح الوطنية المتعلّقة بالتعليم الدامج والشامل على أساس مبدأ "لا شيء عنا من دون مشاركتنا".