اليونسكو تمنح 11 محمية جديدة تسمية محمية محيط حيوي

تُعتبر غابة كوروب المطيرة التي يعود تاريخها إلى ما يزيد على ستين مليون سنة من أقدم الغابات المطيرة في أفريقيا. وتقع تلك المحمية في المنطقة الجغرافية الحيوية الغينية الكونغولية في جنوب غرب الكامرون، بمحاذاة محمية أوبان للمحيط الحيوي في نيجيريا، وتتميز بالمناظر الشاسعة الممتدة من غابات الأراضي المنخفضة إلى الغابات المطيرة الجبلية شبه الاستوائية. وصُنِّفت المحمية باعتبارها ملاذاً من ملاذَيْ الكائنات الحية في عصر البليستوسين الجليدي في أفريقيا نظراً إلى ثراء تنوعها البيولوجي والمجموع الحيواني والنباتي المستوطنين فيها. وتأوي محمية المحيط الحيوي عدداً كبيراً من الرئيسيات الأفريقية، ومنها غوريلا الأنهر المهددة بالانقراض. وتتسم مجموعة السكان في غابة كوروب المطيرة بالتنوع اللغوي والثقافي ويربو عديدها على الثلاثين ألف نسمة. ويتسم كذلك الاقتصاد المحلي بالتنوع، ويشمل الزراعة والحراجة والسياحة والأعمال التجارية الترفيهية والخدمات. وتشارك زهاء اثنتين وثلاثين قرية في إدارة غابة كوروب المطيرة بطريقة تعاونية سعياً إلى تعزيز مشاركة المجتمع المحلي وتحسين سبل العيش المحلية.

تقع محمية المحيط الحيوي هذه في شمال شرق جمهورية أفريقيا الوسطى في النطاق الانتقالي بين منطقة الساحل في الشمال والمنطقة الاستوائية الرطبة في الجنوب. ويؤدي هذا الموقع دوراً إيكولوجياً مهماً من خلال ربط المناطق المحمية على الصعيدين الوطني والإقليمي. وإذ تقع محمية المحيط الحيوي عند ملتقى نهر الكونغو وبحيرة تشاد وأحواض النيل، فإنها تأوي مجموعات متنوعة جداً من أنواع النبات والحيوان، فضلاً عن النظم الإيكولوجية والمناظر التي تتميز بالمناطق الحرجية الممتدة على طول الأنهار المحاطة بالسهول الفيضانية. وتشمل المناطق الرئيسية في المحمية حديقة مانوفو-غوندا سانت فلوريس الوطنية المدرجة أصلاً في قائمة التراث العالمي. وتقطن بمحمية المحيط الحيوي مجموعة متنوعة من السكان يبلغ عددهم ثمانين ألف نسمة، ويعمل معظمهم في الزراعة، ولا سيّما زراعة المحاصيل الغذائية مثل المنيهوت (الكسافا) والدُخن والذرة الرفيعة والفول السوداني والذرة والسمسم. ويمارس سكان المنطقة أنشطة تقليدية أخرى من أهمها الصيد وصيد الأسماك، تليها تربية الماشية على نطاق صغير، والحرف اليدوية، والتجارة الصغيرة، وتعدين الماس الحرفي، وجمع المنتجات الحرجية غير الخشبية.

تقع محمية المحيط الحيوي تريبوغا-كوبيكا-بأودو في منطقة تشوكو الجغرافية الحيوية، وهي أول محمية محيط حيوي تقع على ساحل المحيط الهادي في كولومبيا، وتمثّل إلى جانب منطقة الغابات الاستوائية المطيرة في سيرانيا ديل بأودو المنطقتين الأحيائيتين الرئيسيتين اللتين تؤثران في هذه المنطقة. وتحتوي محمية المحيط الحيوي على مجموعة متنوعة من المناظر (الجروف ومصبات الأنهار والخطوط الساحلية والخلجان والمداخل والجون والمناطق البحرية) والنظم الإيكولوجية (الشعاب المرجانية وغابات المانغروف والغابات الاستوائية) الزاخرة بالتنوع البيولوجي. ويفوق عدد السكان في المحمية الثمانية عشر ألف نسمة معظمهم من السكان الأصليين من قبائل إمبيرا والشعوب الكولومبية الأفريقية، ويتحدث سكان قبائل إمبيرا لغة معزولة نادرة. وتتمثل الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في المحمية في زراعة الكفاف وصيد الأسماك الحرفي، والأساليب التقليدية لصيد الأسماك واستغلال الموارد، والتجارة، والسياحة في الطبيعة، والحرف اليدوية مثل صناعة الفخار.

تقع محمية المحيط الحيوي دروملينغ على جانبي الحدود الداخلية الألمانية سابقاً لولاية ساكسونيا أنهالت وولاية ساكسونيا السفلى الاتحاديتين الألمانيتين. وقد تطورت هذه المنطقة خلال السنوات المائتين والخمسين الماضية فأصبحت منظراً ثقافياً يجمع بين تطوير الزراعة والحفاظ على مستنقعات الخث. وتعتزم محمية المحيط الحيوي المساهمة في استعادة الهوية الإيكولوجية والاجتماعية الثقافية للمنطقة بأسرها من خلال ممارسة السياحة الإيكولوجية، والإدارة المشتركة للمياه والطاقة المتجددة، وتنفيذ أنشطة التعليم في مجال البيئة. وتضم محمية المحيط الحيوي إحدى عشرة محمية طبيعية، وخمس مناطق للمناظر المحمية، وموقعاً طبيعياً وطنياً واحداً (الحزام الأخضر). وتتميز المنطقة بنظم إيكولوجية فريدة من نوعها للماء المقيّد تنحدر انحداراً متواصلاً، بدءاً من نظم الأراضي الرطبة والغابات المصونة وانتهاءً بالمناطق المتأثرة بالأنشطة البشرية المكثفة. وتندرج مساحة تناهز 54٪ من المساحة الكلية لمحمية المحيط الحيوي في نطاق الشبكة الأوروبية للمناطق المحمية (شبكة مواقع ناتورا 2000) باعتبارها ملاذاً للطيور.

تقع محمية المحيط الحيوي بانتيمورونغ بولوساراونغ – ماروبان في مقاطعة جنوب سولاويزي في إندونيسيا، وتتكون من ثلاثة مناظر رئيسية، هي: بانتيمورونغ، وبولوساراونغ، وماروس بانغكيب الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة بين المناظر الكارستية في العالم. وتتمثل أنواع الغطاء النباتي في المحمية في الغابات الجبلية الاستوائية وغابات الأراضي المنخفضة ومناطق متنوعة مخصصة لمختلف أنواع استخدام الأراضي. وتشتهر حديقة بانتيمورونغ بولوساراونغ الوطنية، التي تعتبر منطقة رئيسية في المحمية، على الصعيد العالمي بفعل تنوعها البيولوجي الغزير، الذي يشمل مائتين وخمسين نوعاً من الفراشات. ويعيش في محمية المحيط الحيوي مجموعة متنوعة من السكان يزيد عددهم على المليون ونصف المليون نسمة، في ستمائة واثنتين وسبعين قرية. وقد حافظت المجتمعات المحلية، مثل قبائل ماكاسار وبوغيس، على ثقافاتها التقليدية طيلة مئات السنين. وتعتبر السياحة في الطبيعة والسياحة الثقافية متطورتين جداً في المحمية، بيد أن سبل العيش الرئيسية للمجتمعات المحلية تتمثل في الزراعة، ولا سيّما زراعة الأرز والزراعة البعلية وتربية الماشية، وصيد الأسماك.

يعزز منح محمية جبل إلغون تسمية محمية محيط حيوي عابرة للحدود الوظائف التي يؤديها جبل إلغون باعتباره برج مياه في محمية جبل إلغون للمحيط الحيوي في كينيا (منذ عام 2003) ومحمية جبل إلغون للمحيط الحيوي في أوغندا (منذ عام 2005)، فتوفر مجموعة من وظائف النظام الإيكولوجي وتدعم الغابات والحياة البرية وسبل العيش في المنطقة. وتعد المحمية موطناً لما يزيد على ثلاثمائة نوع من أنواع الطيور، وتتمتع بتنوع متميز من حيث النظم الإيكولويجية وأنواع النبات والحيوان المنتشرة عبر أربع مناطق بيئية مختلفة تتميز بأنواع نباتية مختلفة، وهي: الغابات الجبلية المختلطة، وغابات الخيزران والغابات المنخفضة المظلة، وخلنجات الجبال شبه الألبية، والسبخات الألبية المتفاوتة بحسب الارتفاع. ويعيش في منطقة محمية المحيط الحيوي العابرة للحدود زهاء مليون ومائة وخمسين ألف نسمة نصفهم في الجهة الأوغندية والنصف الآخر في الجهة الكينية من المحمية. وينحدر سكان المنطقة من عدة قبائل منها قبائل سابوت ولوهيا وتيسو وباجيسو وغيرها من الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية التي تعتمد غالباً على الزراعة لكسب سبل عيشها ولقوتها اليومي. وتعتمد المجتمعات المحلية على جمع منتجات الغابات مثل الحطب والأعلاف والنباتات الطبية والخضروات وبراعم الخيزران والأوتاد والفطر وقش العشب لبناء السقوف والأملاح للماشية. وتم تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج المجتمعية في مجال الحفظ والصون سعياً إلى ضمان دعم المجتمعات المحلية للحفاظ على النظام الإيكولوجي في المحمية.

تقع محمية المحيط الحيوي أونون-بالج على الحافة الجنوبية للغابات المخروطية السيبيرية والشمالية، التي تشمل سهوب دوريا وحوض نهر أونون ونهر بالج. وتشمل أنواع النظم الإيكولوجية الرئيسية في المحمية الغابات والمروج والمياه العذبة، وتتميز بالمناظر الرأسية التي تمتد من سلسلة جبال خنتي إلى غابة التايغا/الغابة الشمالية المخروطية ثم إلى السهوب. ولا تمتاز محمية المحيط الحيوي بكونها بؤرة للتنوع الأحيائي الشديد للأراضي الرطبة وللطيور المائية فحسب، بل تزخر المحمية أيضاً بالمناطق ذات الأهمية الثقافية، ومنها المواقع التاريخية المرتبطة بمؤسس الإمبراطورية المنغولية جنكيز خان (1162-1227 تقريباً). وتجري إدارة جزء من محمية المحيط الحيوي وفقاً لأساليب الإدارة التقليدية للأرض المشاع وتستخدمها المجتمعات المحلية لرعي الماشية وصناعة التبن وزراعة الخضروات وجمع المنتجات الحرجية غير الخشبية للاستخدام المنزلي. وتؤم محمية المحيط الحيوي أعداد كبيرة من السائحين في إطار السياحة الثقافية، وتسجل السياحة المراعية للبيئة والسياحة الإيكولوجية المجتمعية تنامياً أيضاً.

تقع محمية المحيط الحيوي هذه في مقاطعة شيترال في إقليم خيبر بختونخوا، الذي تحده أفغانستان من الشمال والغرب. وتتميز منطقة شيترال بمناظر خلابة تضم خمسمائة وتلاثة وأربعين نهراً جليدياً وإحدى وثلاثين سلسلة جبلية يتجاوز ارتفاع بعض قممها السبعة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، ومنها ثلاث قمم في جبل تيريش مير. ويأوي الموقع مجموعات كبيرة من الأنواع شبه المهددة بالانقراض أو المعرضة للخطر، ومنها وعل مارخور كشمير (Capra falconeri cashmiriensis) والوعل السيبيري (Capra sibirica)، وهما نوعان بريان من الماعز، وضان أريال لاداخ (Ovis vignei vignei)، وهو نوع من أنواع الضان البري، ونمر الثلج (Panthera uncia). ويعيش في منطقة محمية المحيط الحيوي مائتين وعشرة آلاف نسمة، وتعد المحمية موطناً لثقافة شيترال الفريدة من نوعها التي تطورت على مر آلاف السنين لدى ما يزيد على اثني عشر شعباً متميزاً يتحدثون لغات عديدة، ومنها اللغات الهندية الآرية المهددة بالاندثار مثل لغتي كلاشا وكالاشاموم. ولا تنفك السياحة المراعية للبيئة تتنامى في محمية المحيط الحيوي نظراً إلى جمال طبيعتها وتنوعها الثقافي.

تقع محمية المحيط الحيوي غاليس في إقليم خيبر باختونخوا في باكستان في المنطقة الإيكولوجية المعتدلة الرطبة في غرب سلسلة جبال الهيمالايا، المعترف على الصعيد الدولي بأهميتها العالمية لحفظ التنوع البيولوجي نظراً إلى الكم الكبير من الأنواع المهددة بالانقراض أو المعرضة للخطر مثل النمر (Panthera pardus). ويضم الموقع أنظمة إيكولوجية متنوعة جداً، ومنها المروج شبه الألبية والغابات المخروطية والغابات المعتدلة الرطبة وغابات الصنوبر شبه الاستوائية. ويعيش في منطقة محمية المحيط الحيوي سبعون ألف نسمة. وتنشط السياحة في المحمية بفعل ثراء تراثها الثقافي وفرادة بيئتها الطبيعية، وتؤدي السياحة دوراً اجتماعياً واقتصادياً حيوياً في المحمية. واستحدثت السلطات المحلية مجموعة متنوعة من البنى الأساسية لخدمة السائحين، ومنها مسارات رحلات السير على الأقدام والمصاعد الجبلية ومسارات ركوب الخيل ومرافق التخييم، فضلاً عن مراكز الاستعلامات السياحية التي تخدم زهاء مليونين ونصف المليون زائر في السنة.

تقع محمية المحيط الحيوي بيسنتيناريو أياكوتشو في جنوب وسط بيرو في المنطقة الوسطى من جبال الأنديز وتشمل نظماً إيكولوجية جبلية متنوعة يتراوح ارتفاعها بين ألف وثمانمائة وخمسين متراً وأربعة آلاف وأربعمائة وخمسين متراً فوق مستوى سطح البحر. وتشمل هذه النظم الإيكولوجية الغابات الجافة الموسمية، والأراضي الرطبة المرتفعة في جبال الأنديز، والغابات الأثرية، وأحراش جبال الأنديز. وتشمل محمية المحيط الحيوي المناطق المحمية الطبيعية لمحمية بامبا دي أياكوتشو التاريخية ومنطقة الحفظ الإقليمية لأكبر غابة لنبات البويا رايموندي (Puya raimondii) في العالم. ويطلق على تلك النبتة اسم "ملكة جبال الأنديز" أيضاً وهي نبتة زهرية باسقة كالزرافة قد يصل ارتفاعها إلى خمسة عشر متراً. وتشتهر المنطقة أيضاً بتنوعها الثقافي الكبير من حيث القيم التاريخية والدينية والاجتماعية، ويشمل ذلك المعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية المتعلقة بإدارة الموارد الطبيعية. ويربو العدد الإجمالي لسكان محمية المحيط الحيوي على ثلاثمائة ألف نسمة يعيش معظمهم في المناطق الحضرية، ولا سيّما في مدينة أياكوتشو الواقعة في النطاق الانتقالي. ويتحدث أكثر من نصف السكان لغة الكيتشوا التي تعد لغتهم الأم. وتشمل الأنشطة الاقتصادية في منطقة المحمية الزراعة وتربية المواشي وتربية الأسماك والسياحة ورعي الكفاف في جبال الأنديز، فضلاً عن أنشطة قطاع الخدمات.

تقع محمية المحيط الحيوي روماكي وفقاً للتقسيم الإداري في منطقتي ليندي (مقاطعة كويلا) وبواني (مقاطعة روفيجي ومافيا وكيبيتي) في تنزانيا. ويتكون الجزء الأكبر من المنطقة من نظام إيكولوجي ساحلي بحري معقد يضم حديقة جزيرة مافيا البحرية التي تعد أول منطقة محمية بحرية في تنزانيا (أُعلنت منطقة محمية في عام 1994). وتتألف محمية المحيط الحيوي من فسيفساء رائعة من الموائل البحرية الاستوائية، ولا سيّما الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية وغابات المانغروف والمناطق المدية بين البر والبحر التي تعتمد عليها مجموعات السلاحف والطيور المهاجرة والدلافين وأسماك قرش الحوت. وتعد المناظر البحرية في روماكي أكثر المناطق البحرية إنتاجية وتنوعاً من الناحية الأحيائية في تنزانيا وشرق أفريقيا قاطبةً. وتضم محمية المحيط الحيوي موقعين من مواقع التراث العالمي، يمثلان مع جزيرة مافيا الوجهات السياحية الأشهر في محمية المحيط الحيوي. ويعتمد سكان محمية المحيط الحيوي الذين يزيد عددهم على مائتين وتسعة وعشرين ألف نسمة بصورة رئيسية على السياحة ومصايد الأسماك الصغيرة الحجم وشبه الصناعية، وغيرها من سبل العيش.