بيان صحفي
اليونسكو تمنح 18 حديقة جيولوجية جديدة تسمية "حديقة جيولوجية عالمية لليونسكو"
أُنشئت تسمية "الحديقة الجيولوجية العالمية لليونسكو" في عام 2015. وتعترف هذه التسمية بالتراث الجيولوجي ذي الأهمية الدولية. وتخدم الحدائق الجيولوجية المجتمعات المحلية من خلال الجمع بين صون تراثها الجيولوجي الهام والتوعية العامة والأخذ بنهج مستدام لتحقيق التنمية. وأفضت العمليات الثماني عشرة الجديدة لمنح التسمية المذكورة إلى رفع عدد الحدائق الجيولوجية العالمية في شبكة اليونسكو إلى 195 حديقة تغطي مساحة إجمالية قدرها 486,709 كم2، أي ما يعادل ضعف مساحة المملكة المتحدة.
وتُعرض فيما يلي هذه الحدائق الجيولوجية الجديدة:
البرازيل: حديقة كاسابافا الجيولوجية العالمية لليونسكو
تمثل هذه الحديقة الجيولوجية، في نظر شعب غواراني، وهو من الشعوب الأصلية في البرازيل، "المكان الذي تنتهي فيه الغابة". وتقع الحديقة الجيولوجية في ولاية ريو غراندي دو سول في أقصى جنوب البرازيل. ويُعدّ تراثها الجيولوجي، الذي يقوم على استخراج معادن الكبريتيد والرخام، عنصراً حيوياً من عناصر التنمية الاقتصادية في المنطقة. وتمثل الرواسب ذات الأصل البركاني في حوض كاماكوا أكمل سجل مكشوف بوضوح يبيّن انتقال منصة أمريكا الجنوبية من الحقبة الإدياكارية إلى الحقبة الكامبرية التي يمتد تاريخها من 600 إلى 500 مليون سنة قبل عصرنا. والكائنات الإدياكارية هي أقدم الحيوانات المعروفة على الإطلاق. وكانت هذه الكائنات البحرية ذات الأجسام الرخوة مشابهة لبعض أنواع العصر الحديث مثل قنديل البحر. وتُعدّ الحديقة الجيولوجية، إلى جانب تنوعها الجغرافي، موطناً للصبار المهدد بالانقراض ونباتات البروميلياد والزهور المستوطنة وأنواع النحل. وتتيح الشجيرات والأراضي العشبية الأصلية التي تحيط بالتلال الصخرية العارية الحفاظ على سبل عيش مستدامة، وهي تربية الأغنام والماعز القائمة على الأسرة. وكانت التلال ذات المناظر الخلابة في الحديقة الجيولوجية بمثابة تحصينات عسكرية طبيعية من العصور الوسطى إلى أوائل العصر الحديث.
البرازيل: حديقة كوارتا كولونيا الجيولوجية العالمية لليونسكو
تقع هذه الحديقة الجيولوجية في جنوب البرازيل بين المواطن الحيوية في بامبا والغابات الأطلسية. وينطوي اسمها على إشارة إلى الفترة التي استعمر فيها الإيطاليون الجزء الأوسط من ولاية ريو غراندي دو سول. وقد وضع الآلاف من المستوطنين الأوروبيين آمالهم وأحلامهم في هذه "الأرض الواعدة" التي تحد غابة شبه استوائية كثيفة تقع بين وديان الصدع العميقة المنحوتة بفعل شبكة صرف واسعة النطاق على منحدر سلسلة جبال سيرا جيرال. وهناك فيلات استعمارية وآثار لمستوطنات السكان الأصليين المنحدرين من أصل أفريقي (كويلومبولاس) التي يعود تاريخها إلى مئات السنين. والحديقة الجيولوجية غنية أيضاً بأحافير الحياة الحيوانية والنباتية التي يعود تاريخها إلى عهد مضى عليه 230 مليون سنة. وقد سُجّل فيها الرقم القياسي لأقدم الديناصورات على كوكب الأرض، إذ تضم أحافير العصر الترياسي ذات الأهمية الدولية الكبيرة.
اليونان: حديقة لافريوتيكي الجيولوجية العالمية لليونسكو
تشتهر هذه الحديقة الجيولوجية بوفرة وتنوع عيناتها المعدنية، التي اكتُشف العديد منها لأول مرة في المنطقة، وهي معروفة في جميع أنحاء العالم بالفضة المستخرجة من رواسب الكبريتيد المختلطة. والمنطقة مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة بسبب ثروتها الجيولوجية الكامنة تحت الأرض، وهي حالياً موطن لسكان يبلغ عددهم 25,102 نسمة. وتضم حديقة لافريوتيكي الجيولوجية العالمية لليونسكو أيضاً الدير البيزنطي المقدس للقديس بولس الرسول. ويواصل الدير الدعوة إلى "الرهبنة الأرثوذكسية" وممارسة الرسم الجداري، وهي تقنية تقليدية تستخدم الألوان الطبيعية المستمدة من الصخور.
إندونيسيا: حديقة إيجين الجيولوجية العالمية لليونسكو
تقع هذه الحديقة الجيولوجية في منطقتي بانيووانجي وبوندووسو في محافظة جاوة الشرقية. والموقع الاستراتيجي للحديقة الجيولوجية بين المضيق والبحر جعلها مفترق طرق للهجرة البشرية والتجارة. وتضم حديقة إيجين الجيولوجية أكثر البراكين نشاطاً في منظومة الفوهات البركانية. وقد تَشَكَّل نحو 22 مخروطاً بركانياً في مرحلة ما بعد الفوهات البركانية داخل هذه الفوهات وعلى حافتها. وتمتاز إيجين، بوصفها بحيرة فوهة بركانية، بأنها تحتوي على أكثر المياه حموضة على وجه الأرض وتُعدّ أكبر بحيرة من نوعها. وتحدث فيها ظاهرة نادرة تتمثل في انبثاق تركيزات كبريتية عالية من الحفرة النشطة ثم اشتعالها عند ملامستها الغلاف الجوي الغني بالأكسجين. وعندما يحترق الغاز، يشكل لهباً أزرق كهربائياً فريداً لا يمكن رؤيته إلا في الليل. والماء نفسه حمضي لأنه يخضع لعملية إعاد تدوير طبيعية من خلال تسربه إلى باطن الأرض البركاني.
إندونيسيا: حديقة ماروس بانكيب الجيولوجية العالمية لليونسكو
تقع هذه الحديقة الجيولوجية على طول الذراع الجنوبي لجزيرة سولاويزي في منطقتي ماروس وبانكيب. ويتألف السكان المحليون في المقام الأول من الشعبين الأصليين بوجيس وماكاساريسي. وعلى الرغم من أن الحديقة الجيولوجية تغطي مساحة 5,077 كم2، فإن أكثر من نصفها (55,4%) يقع تحت الماء. ومنطقة الحديقة الجيولوجية منفصلة عن البر الرئيسي وتضم مجموعة جزر مؤلفة من 39 جزيرة. ويقع هذا الأرخبيل في مثلث المرجان ويؤدي دور مركز للحفاظ على النظم الإيكولوجية للشعاب المرجانية. وتشتهر الحديقة الجيولوجية بأبراجها الكارستية المذهلة وجزر سبيرموندي ذات الشعاب المرجانية. ويبلغ عمر المنطقة التي تغطيها الحديقة الجيولوجية أكثر من 100 مليون سنة. وتضم الحديقة آثاراً لأشكال الحياة القديمة وهي موطن لأنواع مستوطِنة مثل قردة المكاك السوداء ودب كوسكوس تعيش على طول خط والاس (الذي سمي باسم ألفريد راسل والاس، الذي توصل إلى استنتاجات بشأن التطور مماثلة لما توصل إليه معاصره تشارلز داروين)، وهو أخدود في أعماق البحار يفصل جزيرة بورنيو عن جزيرة سولاويزي. وتقع الأرض الممتدة غرباً على الصفيحة التكتونية القارية الآسيوية، بينما تقع الأرض الممتدة شرقاً على الصفيحة القارية الأسترالية. ويفسر هذا الأمر تنوع الأنواع الموجودة في هذه الجزر المتجاورة.
إندونيسيا: حديقة ميرانجين جامبي الجيولوجية العالمية لليونسكو
هذه الحديقة الجيولوجية موطن للأحافير الفريدة التي تضم "نباتات جامبي"، وهي في يومنا هذا النباتات المتحجرة المكشوفة الوحيدة من نوعها في العالم. وتقع هذه الأحافير في الجزء الأوسط من جزيرة سومطرة في إندونيسيا. ويشير اسم "نباتات جامبي" إلى النباتات المتحجرة التي عُثر عليها ضمن تكوين صخري يعود تاريخه إلى العصر البرمي المبكر (296 مليون سنة). وتشتمل هذه النباتات المتحجرة على طحالب وصنوبريات بدائية وعلى سرخس البذور الذي يتكاثر عن طريق تشتت البذور بدلاً من التكاثر بالأبواغ. وتجمع المناظر الطبيعية لهذه الحديقة الجيولوجية بين الأراضي المنخفضة على الجانب الشرقي والمرتفعات على الجانب الغربي، حيث يبلغ ارتفاع أعلى قمة 2,900 متر عن مستوى سطح البحر في جبل ماسوراي، الذي تشكَّل من جرّاء ثوران بركاني كبير حدث قبل 33,000 سنة. وكانت المنطقة مأهولة بالسكان منذ عصر ما قبل التاريخ وهي موطن لمجموعات مختلفة من السكان الأصليين، منها قبيلة أورانغ باتين لامو وعشيرة سيرامباس. والحديقة الجيولوجية موطن للمناظر الطبيعية الكارستية التي تشكلت خلال حِقب الحياة الوسطى (قبل 252-66 مليون سنة). وتحتوي الكهوف الكارستية على قطع أثرية من عصور ما قبل التاريخ تندرج في نطاق مشروع بحث أثري مهم.
إندونيسيا: حديقة راجا أمبات الجيولوجية العالمية لليونسكو
تضم أراضي هذه الحديقة الجيولوجية أربع جزر رئيسية ولها خصوصية تتمثل في أنها تضم أقدم وحدة صخرية مكشوفة في البلد (من العصرين السيلوري والديفوني اللذين يعود تاريخهما إلى 443,8-358,9 مليون سنة)، وهو ما يقرب من عُشر عمر الأرض. وأغرب سمة جيولوجية في هذه الحديقة هي الجزر الاستوائية التي ظهرت نتيجة لارتفاع مستوى سطح البحر في الحقبة الرباعية (قبل 2,58 مليون سنة و11,700 سنة). وأدى تآكل صخور الكارست في هذه الأماكن بفعل المياه إلى نشوء العديد من الكهوف فوق مستوى سطح الماء وتحته. والكارست مكوَّن من صخر جيري، وهو صخر ناعم ومسامي يذوب في الماء. فعندما تتسرب مياه الأمطار إلى الصخر على مَرّ الزمن، يتآكل هذا الصخر ببطء، مما يؤدي إلى تكوُّن هذه الكهوف. ويتهافت الغواصون إلى المنطقة، إذ يجذبهم جمال الكهوف الموجودة تحت الماء والتنوع البيولوجي البحري الضخم الاستثنائي. وهنا، يمكنهم مشاهدة الفن الصخري الذي أنتجه البشر في عصور ما قبل التاريخ، ممن عاشوا في المنطقة منذ عدة آلاف من السنين.
إيران: حديقة أرَس الجيولوجية العالمية لليونسكو
يرسم نهر أرَس الحد الشمالي لهذه الحديقة الجيولوجية الواقعة في شمال غرب إيران في الطرف الجنوبي من سلسلة جبال القوقاز الصغرى. وتؤدي سلسلة الجبال هذه وظيفة حاجز طبيعي. وقد أدت هذه السلسلة إلى نشوء مجموعة من أنماط المناخ، فضلاً عن ثراء التنوع الجغرافي والتنوع البيولوجي. وهي تربط أيضاً بين الثقافات المختلفة على الجانبين الشمالي والجنوبي من سلسلة الجبال. وأبرز سمة جيولوجية ذات أهمية دولية في هذه الحديقة الجيولوجية هي آثار حدث الانقراض الذي وقع قبل 252 مليون سنة والذي يمثل الحد الفاصل بين الحقبة البرمية والحقبة الترياسية من التطور الجيولوجي، وهو أحد أهم الأحداث في تاريخ الأرض. وتعد الحديقة الجيولوجية أيضاً موطناً للحيوانات المهددة بالانقراض مثل طائر الطيهوج الأسود القوقازي والغزلان الحمراء وغنم الرام الأرمني والنمر القوقازي، وتعيش هذه الحيوانات في ثلاث مناطق محمية.
إيران: حديقة طَبَس الجيولوجية العالمية لليونسكو
أشار العديد من المفكرين إلى الصحراء التي تبلغ مساحتها 22,771 كم2 في شمال غرب محافظة خراسان الجنوبية حيث تقع هذه الحديقة الجيولوجية التي توصف بأنها "جنة إيران الجيولوجية". ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه يمكن للمرء أن يتابع تطور الكوكب من أقدم حقبة من تاريخ الأرض قبل 4,6 مليار سنة (عصر ما قَبل الكمبري) إلى العصر الطباشيري المبكر منذ نحو 145 مليون سنة في تسلسل لا يتخلله أي انقطاع. وهذه الحديقة الجيولوجية موطن لمحمية نايبندان للحياة البرية، وهي أكبر محمية في إيران تغطي مساحة 1,5 مليون هكتار، وهي أهم موئل للفهد الآسيوي. وتوفر حديقة طبس الجيولوجية العالمية لليونسكو نصف الموائل العالمية للنبات المتوطن المسمى Ferula assa-foetida، الذي يُستخدم على نطاق واسع للأغراض الطبية. وكانت هذه المنطقة على مَرّ التاريخ بمثابة طريق سريع يربط جنوب وغرب إيران بشرقها وشمال شرقها. ومن ثَمّ، فإنه يجذب السياح البيئيين لما يضمه من تراث طبيعي وثقافي قيّم.
اليابان: حديقة هاكوسان تيدوريغاوا الجيولوجية العالمية لليونسكو
تقع حديقة هاكوسان تيدوريغاوا الجيولوجية في وسط اليابان، حيث يتبع امتدادها نهر تيدوري من جبل هاكوسان نزولاً إلى البحر، ويعود تاريخها إلى ما يناهز 300 مليون سنة. وتحتوي على صخور تشكلت من تصادم القارات. كما أنها تضم طبقات تحتوي على أحافير ديناصورات تراكمت في الأنهار والبحيرات على الأرض في وقت كانت فيه اليابان موصولة بالقارة الأوراسية. وتشكلت الرواسب البركانية خلال حدوث الصدع الذي فصل اليابان عن القارة الأوراسية منذ نحو 15 مليون سنة، إذ سحبت الصفيحة السفلى اليابان نحو الشرق. ويعود تاريخ الرواسب البركانية الحديثة إلى ثوران جبل هاكوسان الذي لا يزال بركانه نشطاً، وهو أحد "الجبال المقدسة الثلاثة" في اليابان. ويصل ارتفاع هذا الجبل إلى 2,702 متر فوق مستوى سطح البحر، ويسجل بعضاً من أعلى مستويات تساقط الثلوج في العالم لجبل قريب جداً من خط الاستواء. ويؤدي تساقط الثلوج الكثيف هذا إلى دورة مياه وتحاتّ ترسم ملامح المناظر الطبيعية باستمرار.
ماليزيا: حديقة كينابالو الجيولوجية العالمية لليونسكو
يهيمن جبل كينابالو على هذه الحديقة الجيولوجية في ولاية "صباح" في الطرف الشمالي من جزيرة بورنيو. ويُعدّ جبل كينابالو أعلى جبل يقع بين جبال الهيمالايا وغينيا الجديدة، وبذلك فهو يجذب المستكشفين منذ أكثر من قرن. وتغطي الحديقة الجيولوجية مساحة 4,750 كم2، وهي موطن للعديد من النباتات والحيوانات المستوطنة، بما في ذلك 90 نوعاً من أنواع نبات الأوركيد التي لا توجد إلا على جبل كينابالو، وطائر الحجل القرمزي الرأس غير الموجود في أي مكان آخر على الأرض. وتتميز الحديقة الجيولوجية بتنوع جيولوجي لا يصدق، بما في ذلك الصخور "فوق المافية" التي يبلغ عمرها مليارات السنين. وتشكل الصخور فوق المافية الغلاف الباطني للأرض ولكنها ترتفع أحياناً إلى السطح أثناء الثوران البركاني. وتظهر تكوينات الغرانيت المتداخلة أيضاً على السطح: ففي أثناء الثوران البركاني، لا ترتفع معظم الصهارة أبداً إلى السطح، بل تظل مخبأة داخل القشرة الأرضية حيث تتصلب متحولةً إلى صخور نارية متداخلة مثل الغرانيت. وتتميز هذه الحديقة الجيولوجية أيضاً بأشكال أرضية فريدة تشمل ينابيع بورينغ الساخنة ومنطقة راناو-تامبونان التي تتكون من صخور رسوبية ذات ثنايا وتصدعات.
نيوزيلندا: حديقة وايتاكي وايتستون الجيولوجية العالمية لليونسكو
تقع أول حديقة جيولوجية عالمية لليونسكو في نيوزيلندا على الساحل الشرقي للجزيرة الجنوبية، وتمتد على مساحة 7,214 كم2 من وادي وايتاكي إلى قاعدة جبال الألب الجنوبية. وتتسم المناظر الطبيعية والأنهار والمد والجزر في هذه الحديقة الجيولوجية بأهمية ثقافية هائلة للشعب الأصلي المحلي، انغاي تاهو وانوي. وتقدم الحديقة الجيولوجية رؤى استثنائية في تاريخ القارة الثامنة للأرض، وهي زيلانديا، واسمها في لغة الماوري "تي ريو أماوي". وتقدم الحديقة الجيولوجية دليلاً على تكوين قارة زيلانديا، التي انفصلت عن قارة غُندوانا العظمى القديمة منذ نحو 80 مليون سنة. ثم ظلت القارة مغمورة تحت المحيط لملايين السنين قبل أن تدفع قوى الصفائح التكتونية نيوزيلندا فوق الأمواج، وبذلك بدأت مرحلة تكوّن الجبال الحالية في البلد. وفي يومنا هذا، لا تزال زيلانديا مغمورة بالمياه بنسبة 94 ٪ تقريباً، وهي ممتدة من شرق نيوزيلندا على طول الطريق شمالاً إلى كاليدونيا الجديدة.
النرويج: حديقة سنهوردلاند الجيولوجية العالمية لليونسكو
تمتد المناظر الطبيعية في هذه الحديقة الجيولوجية من الجبال الشاهقة والباردة المغطاة بالأنهار الجليدية إلى الأرخبيل الذي يضم آلاف الجزر الواقعة على طول الساحل. ويعرض المشهد الجيولوجي أمثلة نموذجية للتآكل الجليدي الذي حدث خلال 40 عصراً جليدياً. ويعبّر صدع هاردنجرفيورد عن انفصال في مسار التطور الجيولوجي يرجع تاريخه إلى مليار سنة. وتعرض الحديقة الجيولوجية كيف تقوم النظم البركانية ببناء القارات: ففي المكان الذي تتلاقى فيه صفيحتان تكتونيتان، تنهار الصفيحة المضغوطة قبل أن تُرفع بحيث تشكّل سلسلة جبال في عملية تُعرف باسم "تكوُّن الجبال". ويلتقي في هذه الحديقة الجيولوجية اثنان من أكبر أحزمة تكوُّن الجبال على الأرض. وتقع على الجانب الجنوبي صخور مرتبطة بقوس بركاني قاري (يعود تاريخها إلى 1,5 مليار سنة)، وتقع على الجانب الشمالي صخور سفلية من القشرة المحيطية ونظام قوس الجزر (يعود تاريخها إلى 500-450 مليون سنة).
الفلبين: الحديقة الجيولوجية العالمية لليونسكو المتمثلة في جزيرة بوهول
تقع أول حديقة جيولوجية عالمية لليونسكو في الفلبين، وهي جزيرة بوهول، في مجموعة جزر فيساياس. وقد جُمعت العناصر التي تكوّن الهوية الجيولوجية للجزيرة على مدى 150 مليون سنة، إذ أدت فترات اضطراب الصفائح التكتونية إلى رفع الجزيرة من أعماق المحيط. ويمكن العثور على آثار ماضي الجزيرة الكامن في باطن الأرض من خلال معاينة الحجر الجيري الذي يشكل هياكل كارستية مميزة. وتزخر الحديقة الجيولوجية بالمواقع الجغرافية الكارستية مثل الكهوف والمجاري الطبيعية والكارست المخروطي، بما في ذلك تلال الشوكولاتة الشهيرة المخروطية الشكل في وسط الحديقة الجيولوجية. ويمتد حاجز داناجون المرجاني المزدوج على طول الساحل الشمالي، وهو الوحيد من نوعه في جنوب شرق آسيا وواحد من ستة شعاب مرجانية مزدوجة موثقة على الأرض. ويتيح للزوار فرصة اكتشاف 6000 سنة من نمو الشعاب المرجانية. ويتكون حاجز داناجون المرجاني المزدوج من مجموعتين من الشعاب المرجانية البحرية الكبيرة التي تشكلت من خلال مزيج من تيارات المد والجزر المؤاتية ونمو المرجان على حيد بحري مغمور في المنطقة.
جمهورية كوريا: الحديقة الجيولوجية العالمية لليونسكو المتمثلة في ساحل جيونبوك الغربي
تعرض هذه الحديقة الجيولوجية 2,5 مليار سنة من التاريخ الجيولوجي المكشوف بوضوح في الجزء الغربي من البلد، إذ إن مسطحات المد والجزر الشاسعة المليئة بالبراكين والجزر تتيح لنا السفر عبر الزمن لتجميع عناصر من تاريخ الأرض. والكلمة الكورية لمسطحات المد والجزر هي "غيتبول". وغوتشانغ غيتبول هي واحدة من 19 منطقة رطبة ساحلية في العالم يتجاوز نطاق المد والجزر فيها 5 أمتار (أي ذات مد وجزر كبيرين). ويتشكل ما يصل إلى 40 متراً من طبقات الرواسب الطينية المتراكمة منذ 8500 عام، مما يجعلها واحدة من أسمك طبقات رواسب المد والجزر في العالم، وهي غنية بالرواسب التي يعود تاريخها إلى عصر الهولوسين، الذي بدأ منذ 12,000-11,500 عام. وقد اعترفت اليونسكو بالحديقة الجيولوجية العالمية لليونسكو المتمثلة في ساحل جيونبوك الغربي بوصفها أحد الممتلكات الطبيعية والثقافية للتراث العالمي ومحميةً من محميات المحيط الحيوي. وحصلت الحديقة الجيولوجية أيضاً على تسمية "موقع رامسار" لما فيها من أراضٍ رطبة استثنائية.
إسبانيا: حديقة كابو أورتيجال الجيولوجية العالمية لليونسكو
يمكن للمرء القيام برحلة إلى داخل كوكبنا من خلال اكتشاف الصخور التي ظهرت من أعماق الأرض منذ ما يناهز 400 مليون سنة في ما يعرف الآن باسم حديقة كابو أورتيجال الجيولوجية العالمية لليونسكو. وتقدم هذه الحديقة الجيولوجية بعضاً من أكمل الأدلة في أوروبا على التصادم الجيولوجي الذي تسبب في عملية "بانجيا"، وهي عملية تعرف باسم "تكوُّن الجبال الفاريسكي". فقد جُلبت معظم الصخور في هذه الحديقة الجيولوجية إلى السطح من خلال تصادم قارتين هما لاوروسيا وغُندوانا، اللتان ربما انضمتا في نهاية المطاف إلى القارة العظمى بانغيا منذ نحو 350 مليون سنة. وعندما حدث هذا التصادم، كانت هذه الصخور تقع في الغلاف العلوي للأرض، على عمق أكثر من 70 كم. وينشأ النحاس المستغل في مناجم الحديقة الجيولوجية من النشاط الحراري المكثف في قاع البحر، حيث تطلق المداخن البركانية - التي تسمى "فومارول" - الغازات والمعادن بدرجة حرارة عالية، ثم تبرد هذه الغازات والمعادن عندما تلامس الماء.
تايلاند: حديقة خورات الجيولوجية العالمية لليونسكو
يقع القسم الأعظم من هذه الحديقة الجيولوجية في حوض نهر لام تاخونغ على الحافة الجنوبية الغربية لهضبة خورات في محافظة ناخون راتشاسيما في شمال شرق تايلاند. وغابات الأشجار ذات الثمار الثنائية التقسيم هي نوع الغابات السائد في المنطقة. وتتمثل السمة الجيولوجية الفريدة للمنطقة في تنوع ووفرة الأحافير التي تمتد أعمارها من 16 مليون إلى 10,000 سنة. وعُثر على مجموعة كبيرة من الديناصورات والأحافير الحيوانية الأخرى مثل الفيلة القديمة في مقاطعة مويانغ. واكتُشف أيضاً الخشب المتحجر في رواسب الرمل والحصى في مقاطعتي تشالويم فرا كيات ومويانغ اللتين تقعان في ناخون راتشاسيما. وهذا ما دفع حديقة خورات الجيولوجية العالمية لليونسكو إلى اعتبار نفسها "مدينة الحياة القديمة" في العالم. وتسمى الثقافة الفريدة للمنطقة ثقافة خورات التايلاندية. وتشتهر خورات باللغة الخوراتية وبشعبها وموسيقاها. وحظيت خورات أيضاً باعتراف دولي من خلال الأسماء العلمية التي أُطلقت على أنواع أحافير الفقاريات الجديدة المكتشفة في الحديقة الجيولوجية، مثل خوراتوسوكوس جينتاساكولي (تمساح) وسيريندورنا خوراتنسيس (ديناصور).
المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية: حديقة مورن غوليون سترانغفورد الجيولوجية العالمية لليونسكو
تروي هذه الحديقة الجيولوجية قصة تطور محيطين على مدى 400 مليون سنة من التاريخ الجيولوجي. وتبيّن كيف انطوت صفحة محيط لابيتوس وولد المحيط الأطلسي الشمالي، مما أدى إلى توليد كميات كبيرة من الصخور المنصهرة (أي الصهارة) داخل قشرة الأرض وعلى سطحها. ومنذ ذلك الحين، تشكّلت الصخور والمناظر الطبيعية اللاحقة من خلال العديد من عمليات الأرض ولكن سيطرت عليها العمليات التي جرت خلال العصر الجليدي الأخير. وأدى اجتماع البيئة الجبلية والبيئة الساحلية إلى نشوء مجموعة شديدة التنوع من المعالم الجليدية التي لا ترى عادة في مثل هذه المنطقة الصغيرة. وتقدم هذه المعالم دليلاً على مراحل متعددة من تطور الجليد وحركته في جبال مورن وفي بحيرة سترانغفورد. وتقع الحديقة الجيولوجية في جنوب شرق أيرلندا الشمالية، بجوار الحدود مع جمهورية أيرلندا، وتغطي مساحة 1,932 كم2. وقد سكن البشر هذه المنطقة منذ نهاية التجلُّد الأخير.
الركن الإعلامي
جهتا الاتصال للشؤون الإعلامية
Phone: +33 1 45 68 22 93
+33145681729