الثقافة توفر سبل العيش المستدامة للمرأة في شمال الأردن
في واحدة من أفقر المجتمعات في الأردن، تعمل النساء لخلق سبل العيش باستخدام مهارات جديدة تمتد من الفن الصخري إلى الجولات التراثية، من خلال مشروع اليونسكو لبناء القدرات.
واستجابة لتحديات الفقر والتهميش بين الجنسين في شمال الأردن، ما بدأ كمشروع لبيع هدايا تذكارية للسياح الزائرون
ازدهر لخدمات الضيافة والتعليم الثقافي الشاملة. واكتشفت النساء المشاركات أن الثقافة قد تكون مصدرا للتكيّف في جزء من الأردن حيث مشاركة المرأة الاقتصادية منخفضة وحيث استقر عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين.
بدأ المشروع في عام ٢٠١٤ وجذب في البداية ١٢ مشاركات اللواتي تعلمن استخدام حجر البازلت الأسود الأصلي في المنطقة لنحت فن جذاب على الصخور. كما بدأت النساء مشاهدة أصدقائهن وجيرانهن ينتشلون أنفسهن من الفقر من خلال بيع أعمالهن الفنية، فانضم عدد أكبر وقد وصل اليوم عددهم الى خمسين. ثم قام المشاركات في المشروع بافتتاح متجر لعرض وبيع أعمالهن الفنية، وهن الآن يتنقلون بالأسواق بكافة أنحاء الأردن للوصول إلى سوق أوسع من أي وقت مضى. الحرفيات أم محمود وابنتها منى التي هي في سن المراهقة أوضحن إنه قبل هذا المشروع، لم تكن لديهن المهارات اللازمة أبداع وبيع الفن الصخري. وتقول منى التي كانت تبلغ من العمر 15 عاما عندما تزوجت ولديها الآن طفلان: "إنني أستمتع بالعمل الفني، والدخل الذي تجلبه لعائلتي أمر لا غنى عنه".
توسعت " جمعية سيدات قضاء أم الجمال" من نحت الصخور والمبيعات الفنية إلى الضيافة. قامت النساء مؤخرا بإنشاء مطعم فوق متجر الفن الصخري، على بعد خطوات من موقع أم الجمال. وهي مدرجة في القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، وهي تمثل مقصدا سياحيا رئيسيا في شمال الأردن، حيث تجذب نحو ٣٠٠٠ زائر سنويا.
يقدم "مطعم أم الجمال" الأطباق البدوية التقليدية للزوار. وتم وضع القوائم مع أخذ السياح في الاعتبار. حضرت النساء دورات طبخ في الأكاديمية الملكية لفنون الطهي. وأوضحت وفاء المشاركة في المشروع أنه "على الرغم من أننا تعلمنا أن نطبخ من جداتنا، فقد ساعدنا هذا البرنامج على استكشاف طرق جديدة للطهي". وفي السابق كان للزوار الذين يستكشفون هذه المنطقة البعيدة خيارات طعام محدودة. قالت وفاء: "الآن بعد أن تم توفير هذه الخدمات من قبل المجتمع المحلي، سيتشّجع السياح لزيارتنا مرارا وتكرارا". كانت فكرة النساء ذكية في تقديم هذه الخدمة التي تمكنهن من تقاسم ثقافتهن وطعامهن التقليدي، ويحظى المطعم بعدد زبائن كبير.
بالإضافة إلى ذلك، تلقى عدد من أعضاء الجمعية تدريب على التاريخ والأهمية الثقافية للموقع الأثري وكيفية حفظه المستدام. وقد قاموا بتطوير فريق "أم الجمال للتعليم"، ونقلوا هذه المعرفة إلى الأطفال المحليين باستخدام أنشطة تفاعلية وجولات موضوعية. "لقد تعلمت أن أم الجمال هي مدينة قديمة شهدت ٥ حضارات؛ كل منها ترك بصماته على المدينة "قالت إيمان القريان، وهي طالبة في الدورة. وقد استفاد حتى الآن ٧٥٠ طفلا تتراوح أعمارهم بين ٨ و١٣ عاما من أنشطة مشروع "أم الجمال للأطفال".
وشاركت النساء خلال جميع مراحل المشروع في مجموعة من الدورات التدريبية، التي ركزت على عناصر رئيسية منها حقوق المرأة وتمكينها، وهو عنصر حاسم في تعزيز بيئة الأعمال المراعية لمنظور النوع الاجتماعي في أم الجمال. وأوضحت المشاركة أحلام المساعيد أنه "من خلال الجلسات تمكنا من رفع مستوى الوعي في المجتمع المحلي حول حقنا في العمل". جنبا إلى جنب مع التعلم عن تسويق ومراقبة جودة المنتجات، لتعزيز ثقة المرأة.
وقد تم دعم المشروع بسخاء من السفارة الهولندية في عمان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أُحرز خلال السنوات الثلاث الماضية، فإن التقدم لن يتحقق إلا بدعم إضافي من الجهات المانحة كون المرأة تعمل على مواصلة تنمية مهاراتها وإمكاناتها. وتسعى اليونسكو حاليا إلى شركاء جدد لتوسيع نطاق المشروع. وقالت منى، وهي أم شابة ومشاركة في المشروع: "لقد عزز المشروع مجتمعنا وأصبحت عائلاتنا تعتمد على هذا الدخل. ومن الضروري أن نستمر في الدورات التدريبية وأن نبني على ما أنجزناه "
The Umm El-Jimal’s Facebook page
للاستفسار عن هذه المبادرة، يرجى التواصل مع: دانيا ديراني d.dirani@unesco.org